ما وراء الخبر

العلاقات الباكستانية الخليجية في ضوء الأحداث باليمن

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” الجديد الذي يمكن أن تضيفه باكستان للتحالف في حربه على الحوثيين والرئيس المخلوع، وأثر ذلك على مستقبل العلاقات الخليجية الباكستانية.

تعهدت باكستان بالدفاع عن السعودية إذا تعرض أمنها ووحدتها للخطر، وشجب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلال لقائه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في الرياض إطاحة الحوثيين بالرئيس اليمني المنتخب، واعتبر شريف أن المساس بأمن السعودية خط أحمر، وتعهد مجددا بالدفاع عنها إذا تعرض أمنها ووحدتها للخطر.
 
وقد شجب شريف إطاحة الحوثيين بالرئيس اليمني المنتخب وحكومته، ورأى أن مسؤولية إعادة الشرعية لليمن تقع على عاتق المجتمع الدولي بأسره.
 
الموقف الباكستاني المعلن في الرياض لم يكن متماهيا مع قرار البرلمان في إسلام آباد قبل نحو أسبوعين الذي قرر بالإجماع إلزام الحكومة بالوقوف على الحياد في الحرب بين التحالف والحوثيين.
 
اللوبي الإيراني
ولتفسير الموقف الباكستاني، أوضح مدير مركز إسلام آباد للدراسات السياسية عبد الكريم شاه أن شريف تربطه علاقات وثيقة بدول الخليج، وأن التعاون وثيق بين الجيش الباكستاني ودول الخليج منذ ستة عقود مضت.
 
وأرجع عدم مشاركة بلاده في عاصفة الحزم إلى ضغط "اللوبي الإيراني" ووسائل الإعلام الباكستاني الواقعة تحت تأثيره على الرأي العام الباكستاني، الأمر الذي أثر في قرار البرلمان الذي حال دون مشاركة البلاد في عاصفة الحزم، ولكنه أوضح أن الحكومة أرسلت رغما عن القرار بعض القطع البحرية للمساعدة في الحؤول دون وصول أسلحة للحوثيين.
 
وأكد شاه في حلقة الجمعة 24/4/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" حرص بلاده على علاقاتها الودية مع دول الخليج، وأنها دعمت عاصفة الحزم منذ أول يوم، رغم أن هناك بعض الجوانب التي لم تكن واضحة للجانب الباكستاني مثل عملية التدخل البري.
 
خيبة الأمل
من جهته، عبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم النحاس عن خيبة أمل الرأي العام الخليجي حيال قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في العمليات، وأكد أن دول التحالف كانت تتوقع موقفا باكستانيا داعما للتحالف من دون شروط أو تردد.
 
وأوضح أن الزيارة محل تقدير إلا أن الحضور بعد انتهاء العملية لا يترك نفس الأثر النفسي الذي كان يمكن أن تحدثه إن جاءت قبل بدء العمليات أو قبل انتهائها.
 
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فاتفق مع النحاس في الشعور بخيبة الأمل الذي بدا واضحا لدى دول الخليج بسبب التردد الباكستاني، خصوصا وأن شريف له علاقات واسعة مع الخليج، وعبر عن استغرابه من نقل مشرف مسؤولية اتخاذ القرار إلى البرلمان حتى يتهرب من اتخاذه بنفسه.
 
وأرجع الشايجي عدم مشاركة باكستان في عاصفة الحزم إلى عدة أسباب منها: أن الموقف الباكستاني خضع للضغوط من إيران، وانشغال الجيش الباكستاني بعمليات ضد القاعدة في جبهات عدة، إضافة إلى النسبة الكبيرة التي يمثلها الشيعة وسط الشعب الباكستاني.
 
وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن الزيارة كانت على مستوى رفيع، وضم الوفد المرافق لشريف معظم الوزراء السياديين في حكومته، الأمر الذي يجعلها تبدو محاولة لإيصال رسالة مفادها أن باكستان لا تزال حليفا إستراتيجيا للمملكة.