ما وراء الخبر

القمة العربية.. ما قبل اليمن وما بعده

تراجعت الملفات العربية الأخرى في قمة شرم الشيخ لصالح الاتفاق على الشأن اليمني، خلفيات هذا التراجع وإمكانية استدامة التوافق العربي والبناء عليه هو ما ناقشته حلقة “ما وراء الخبر”.

قمة عربية عادية تنعقد في شرم الشيخ بمصر، تحمل الرقم 26، وبحضور رقم آخر ذي دلالة هو سبعون عاما على إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945.

هذه المرة تكاد الدول العربية تتطابق في مواقفها، والسبب حضور الملف اليمني الساخن إلى صدارة أعمال القمة وعاصفة الحزم"، ليكون عنوان القمة "صيانة الأمن القومي العربي".

تراجعت الملفات العربية الأخرى لصالح الاتفاق على الشأن اليمني، وهو ما ناقشته حلقة "ما وراء الخبر" يوم 28/3/2015 من زاويتي الخلفيات التي دفعت إلى هذا الموقف، والمطلوب لاستدامة هذا التوافق والبناء عليه.

اتفق أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة وأستاذ العلوم السياسية في جامعة وستمنستر عبد الوهاب الأفندي على أن سبعين عاما من إنشاء الجامعة العربية هي سبعون عاما "من الفشل".

وزاد نافعة أن التباينات العربية لا تزال عميقة وستظل، "ولولا السعودية التي بادرت بالخطوة العسكرية -وهي المعروفة بسياستها الحذرة- لما حصلت هذه الإفاقة"، مضيفا أن "القمة هي مظلة للخطوة السعودية لا أكثر ولا أقل".

ورغم وصفه اللحظة الراهنة بلحظة إفاقة، فإنه استطرد "لحظات الإفاقة العربية عادة ما تكون قصيرة يليها نوم طويل".

من ناحيته، قال الأفندي إنه ليس ثمة خلاف عربي كبير تجاه إيران وتدخلاتها ومحاولاتها للهيمنة، وإن الموقف السعودي "المتقدم والجدي" جاء متسقا مع الشعور العربي العام.

حرب الدول والشعوب
الإشكالية الأساس في نظر الأفندي، والتي طالب بحلها، هي حالة الحرب بين الدول العربية وشعوبها، وأن اليمن الذي تريد جهة واحدة أن تهيمن عليه بسند من الخارج ليس بدعة، لكنه نموذج عربي، على حد قوله.

من جهته، قال رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام فهد العرابي الحارثي إن لحظة الإفاقة يجب ألا تدخلنا في "مثاليات تتحول إلى عبء"، مشيرا إلى أن إنشاء قوة عربية مشتركة عقب "الإجراء العظيم الذي قامت به السعودية لإنقاذ الشرعية في اليمن" سيحمل بذور خلافات في المستقبل.

متسائلا "من الذي سيدير هذه القوة؟ وما محددات ومهددات الأمن القومي العربي؟ ومن العدو الذي يتفق عليه العرب؟" ضاربا إيران مثلا على ذلك، حيث إنها لا تمثل خطرا لدى فريق عربي، حسبما أشار.

واقترح الحارثي أن "تقوّي كل دولة عربية جيشها"، وإذا احتاج الأمر في ظرف ما "كالاجتياح الإيراني لليمن"، فإن المجال مفتوح لمن يريد الاشتراك في مواجهته عسكريا.

القوة العربية المشتركة من جهة نافعة تشبه الهرم المقلوب، مبينا أن التكامل العربي ينبغي أن يكون وفق منهجية علمية اقتصادية وسياسية ثم عسكرية مشتركة، مشيرا إلى تجربة 33 عاما من مجلس التعاون الخليجي المتقارب في بنيته الاجتماعية والسياسية، ومع ذلك لم يصل حتى إلى عملة موحدة، "فما بالك بالتكامل على مستوى العرب جميعا".