ما وراء الخبر

إلى أين تتجه الأوضاع باليمن؟

تساؤلات عديدة تطرح نفسها بشأن مصير اليمن في ظل تطورات الوضع الميداني بعدن جنوبي البلاد، وتضارب الأنباء بشأن مكان تواجد الرئيس الشرعي للبلاد عبد ربه منصور هادي.

تضاربت آراء ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" بشأن حقيقة التطورات الميدانية الجارية في مدينة عدن جنوبي اليمن، ومصير الرئيس اليمني المنتخب عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى أهداف جماعة الحوثي من وراء محاولات تمددها، وتقييم المواقف الخليجية والعربية إزاء ما يحصل من أحداث متلاحقة.

الخبير في شؤون جماعة أنصار الله (الحوثيين) محمد العماد قال استنادا إلى مصادر وصفها بالموثوقة إن الحوثيين سيطروا على مطار عدن، وإنهم تواصلوا على الساعة الـ11 من نهار الأربعاء مع الرئيس هادي الذي أخبرهم -بحسب المتحدث- أنه سيقدم استقالته ويقدم اعتذارا للمجتمع الدولي.

وبحسب رواية العماد لحلقة البرنامج التي بثت بتاريخ (25/3/2015) فقد تم نقل هادي الساعة الواحدة ظهرا برفقة سفيرين من دول الخليج من قصر "المعاشيق" إلى مكان رفض ذكره، لكنه أعلن أن الخليجيين يعرفونه.

غير أن الباحث والكاتب السياسي باسم الحكيمي نفى بشدة المعلومات التي أوردها الضيف، وقال إنها "عارية من الصحة"، لأن الحوثيين تم دحرهم إلى خارج محافظة لحج، مؤكدا أن مطار عدن تمت استعادته من قبل اللجان الشعبية التي تتصدى لتقدم الحوثيين وحلفائهم.  

وشدد الحكيمي -الذي كان يتحدث من عدن- على أن مسألة دخول الحوثيين إلى عدن هي مجرد "معارك وهمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، وقال إن الجنوبيين لن يقبلوا بأن تحكمهم "أقلية اغتصبت السلطة بقوة السلاح"، وأشار إلى وجود حالة من الرفض الشعبي للحوثيين.

كما نفى المعلومات المتعلقة بالرئيس هادي، وأوضح في المقابل -استنادا إلى معلومات- أنه انتقل إلى مكان آمن، وهو الآن يدير العملية العسكرية.

"موت سريري"
وبينما أكد الحكيمي أن العملية السياسية في اليمن باتت في حالة موت سريري في ظل اختلال موازين القوى بين الأطراف السياسية أوضح العماد أن الوضع الذي يحاول الحوثيون فرضه سوف يعزز الحوار وعدم "ابتزاز" أنصار الله أثناء هذا الحوار، واستبعد حدوث حرب أهلية في اليمن، كما وعد الجنوبيين بإعادة ما اعتبرها حقوقهم ورفع المظالم عنهم.

أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك السعود الدكتور إبراهيم النحاس فلخص ما يحدث بأن الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يستخدم الحوثيين من أجل تنصيب ابنه رئيسا للدولة اليمينة، وتوقع سيطرة الحوثيين وصالح على كامل اليمن.

 رياض ياسين دعا إلى تدخل عسكري عربي (الجزيرة)
 رياض ياسين دعا إلى تدخل عسكري عربي (الجزيرة)

وبشأن الموقف السعودي ودعوات التدخل العسكري في اليمن قلل النحاس من أهمية حدوث تهديد مباشر للمملكة، وقال إن ما يحدث في اليمن هو أمور داخلية قد تؤدي إلى صراعات ونزاعات وقد يكون هناك حوار ينهي الأزمة.

واستبعد النحاس تدخل قوات درع الجزيرة العربية بشكل مباشر في اليمن، أو أي تدخل خليجي أو عربي لأن القضية هي يمنية يمنية وفق القانون الدولي، وأشار إلى أن السعودية تعلم أن التدخل "ليس بالأمر اليسير لغياب مكون تدعمه بشكل مباشر"، إضافة إلى أن طبيعة الأنظمة الخليجية تجعلها لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى.

كما تحدث عن وجود خلافات وانقسام قوي جدا داخل الجامعة العربية نفسها بشأن كيفية التعاطي مع الملف اليمني، وذكر موقف أنظمة معارضة مثل السوري والعراقي والجزائري، وحتى الموقف المصري الذي قال إنه غير واضح.

من جهته، طمأن الخبير في شؤون جماعة أنصار الله من سماهم الإخوان في السعودية بأن اليمن "لن يكون قاعدة لإيران"، وأن مشروعهم هو عربي.

وكان وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قد قال إنه قدم طلبا للجامعة العربية من أجل التدخل العسكري لوقف القصف والعمليات العسكرية من قبل الحوثيين على المدن اليمنية.