ما وراء الخبر

دلالات إمهال الحوثيين القوى اليمنية لسد الفراغ السياسي

ناقش برنامج “ما وراء الخبر” دلالة إمهال الحوثيين القوى السياسية اليمنية ثلاثة أيام فقط لسد الفراغ السياسي، وموقف القوى السياسية اليمنية التي قاطعت المؤتمر.

أمهلت جماعة أنصار الله (الحوثيين) -في بيان لها- القوى السياسية اليمنية ثلاثة أيام للخروج باتفاق سياسي يسد الفراغ السياسي في البلد، واتهمت الجماعة أطرافا لم تسمها بدعم "التكفيريين" والتلاعب باتفاق السلم والشراكة وعرقلة تنفيذه.

كما أكد البيان على تفويض ما سماهما "اللجان الثورية" و"قيادة الثورة" باتخاذ الإجراءات الفورية الكفيلة بترتيب أوضاع سلطة الدولة والمرحلة الانتقالية للخروج بالبلد من الوضع الراهن إذا لم تمتثل الأطراف السياسية للمهلة.

حلقة الأحد 1/2/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت دلالة إمهال الحوثيين القوى السياسية ثلاثة أيام فقط لسد الفراغ السياسي، وموقف القوى السياسية اليمنية التي قاطعت المؤتمر.

تغيير ثوري
الخبير في شؤون جماعة أنصار الله محمد العماد رأى أن الأيام الثلاثة التي تم تحديدها جاءت بعد أن يئست القوى السياسية من إقناع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي بالعدول عن قراره، وأكد أن "الثورة" هي التي تحدد المسار الحقيقي للبلاد مثلما حدث في مصر ودول أخرى.

ووصف العماد ما حدث في اليمن بـ"التغيير الثوري" ضد ما سماه "استبداد" الإخوان المسلمين، وأوضح أن المسيرات والاعتصامات التي حدثت في صنعاء هي التي سيطرت على السلطة قبل تدخل "اللجان الشعبية" التي فرضت سياسة الأمر الواقع.

تجمع "مخزنين"
أما الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي فقد أكد أن "هؤلاء الانقلابيين" أنهوا أمل اليمنيين في الوصول إلى دولة العدالة والمواطنة، واتهمهم باستخدام نفوذهم الجهوي والقبلي لإقصاء الشركاء حتى وصل بهم الأمر إلى محاصرة منزل الرئيس وإجباره على الاستقالة، الأمر الذي جعل ممارسته مهامه الدستورية أمرا مستحيلا.

وأوضح أن الحوثيين "تصرفوا ضد منطق الوطنية والشراكة"، وأن "الانقلاب الذي قاموا بتنفيذه يعد مكتمل الأركان"، وأن "صنعاء حاليا تحت الاحتلال".

من ناحيته، سخر التميمي من المؤتمر الذي عقده الحوثيون، ووصفه بـ"أكبر تجمع للمخزنين مجهولي الهوية الذين يدعون أنهم يمثلون الشعب"، وأكد أن هذا التجمع لا يعد مؤشرا على قوة الحوثيين السياسية.

من ناحيته، أكد الباحث والكاتب السياسي اليمني الدكتور محمد جميح أن "الحوثيين في مأزق كبير"، واعتبر أن الدليل على ذلك "محاولتهم توفير غطاء سياسي لانقلابهم بعقد هذا المؤتمر".

وأكد جميح أن الحوثيين "طائفيون وشعارهم إيراني طائفي، ويمارسون هذه السياسة على الأرض، ويناقضون أنفسهم بالتحالف مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي كان عدوهم اللدود حينما كان في السلطة".

بعد المهلة
وبشأن توقعاته لما قد يحدث بعد انقضاء مهلة الأيام الثلاثة قال جميح إن عودة الرئيس هادي والحكومة عن الاستقالة تعتبر أفضل الحلول للأزمة إذا حدث ذلك بشروط محددة.

وأضاف أن تعيين مجلس من "الدمى" حتى يستطيع الحوثيون أن يتحكموا في مفاصل الدولة من خلاله يعتبر خيارا آخر، ولكنه أكد أن العودة من "المأزق" الذي وضع الحوثيين أنفسهم فيه وسحب مليشياتهم خارج صنعاء يعتبران أفضل الخيارات لحل الأزمة.

واتفق التميمي مع جميح في رأيه، وقال إن الحوثيين "في مأزق لا يجعل أمامهم من خيار سوى إتمام العملية الانقلابية التي قاموا بها، لأنهم مواجهون برفض كامل داخليا وإقليميا"، وأكد أن "الثورة ستتواصل لأن اليمن في حالة انهيار كامل بسبب انقلاب الحوثيين".