ما وراء الخبر

ما هي فرص اندلاع انتفاضة ثالثة؟

مع ارتفاع وتيرة تهويد الأقصى والاستيطان والتنكيل بالشعب الفلسطيني، طرحت حلقة “ما وراء الخبر” سؤالين: هل ثمة فرص لاندلاع انتفاضة ثالثة؟ وما الذي يمكن أن تحققه أي انتفاضة ضد الاحتلال؟

منذ أيام قليلة وتحديدا يوم 28 سبتمبر/أيلول المنصرم، مرت الذكرى الخامسة عشرة للانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت شرارتها عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون المسجد الأقصى.

وإذا كان يقال: ما أشبه الليلة بالبارحة، فإنه بعد هجمة اليهود المتطرفين على الأقصى هذه الأيام واستعار الاستيطان والتنكيل بالفلسطينيين، سيقال: إن الليلة أسوأ من البارحة بكثير.

هل ثمة فرص لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة؟ وما الذي يمكن أن تحققه أي انتفاضة ضد الاحتلال؟.. هذه الأسئلة التي طرحتها حلقة (4/10/2015) من برنامج "ما وراء الخبر".

أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات رأى أن ما ينبغي تعزيزه  الآن هو صمود الشعب الفلسطيني، مشددا على أن التعليم مقاومة والصمود مقاومة.

وأضاف أن الحركة الصهيونية قامت على أساس "أنا أو أنتم"، غير أن الشعب الفلسطيني راكم منذ العام 1917 (العام الذي صدر فيه وعد بلفور) نضالات ضد شطبه عن الخريطة، والحال الآن أن 137 دولة تعترف بفلسطين.

وحول فكرة المقاومة المسلحة قال عريقات: لم يكن عندي ثلاثة آلاف دبابة أو أربعة آلاف طائرة وسلمتها.. نحن شعب تحت الاحتلال منذ عام 67، لكننا في نهاية المطاف جزء من مجتمع دولي ومن أوضاع إقليمية، وبالتالي إن لم تستطع تحقيق مطالبك كلها، على الأقل عليك تخفيف الأضرار.

ومضى يقول إنه حتى الانتفاضة يجب أن تسبق بالوحدة الوطنية "فنحن نقيس الوضع بموازين دقيقة"، مضيفا أن المسألة ليست هبّات موسمية وإنما هي صراع بين حركة صهيونية تحتل أرضنا وشعب مصمم على دحر الاحتلال.

وحدد عريقات جملة محاور لإستراتيجية فلسطينية من بينها الوحدة الوطنية لشعب واحد يرزح تحت الاحتلال، والانتقال من السلطة إلى وضع الدولة، أي وضع دولة محتلة كما كانت حال دول عديدة رزحت تحت الاحتلال.

مقدم الحلقة محمود مراد نقل لعريقات سؤالا يجري تداوله "هل يعقل أن يظل التنسيق الأمني في ظل القتل والاستيطان والتهويد؟"، فرد عريقات: الأجهزة الأمنية تدافع عن الشعب وقدمت 85% من مجمل الشهداء منذ اتفاقية أوسلو.

ليس بالمفاوضات
من ناحيته قال القيادي في حركة حماس غازي حمد: إسرائيل دولة لا تستحي ولا تفهم إلا إذا ديس على رقبتها، وإن دولة الاستيطان والعنصرية لا يمكن أن تعطي الفلسطينيين شيئا بالمفاوضات.

وأضاف حمد: الفلسطيني يواجه في الضفة الغربية الاستيطان وفي القدس التهويد، والحصار في غزة وشطب الهوية بالـ48.

وعليه، طالب حمد بأن تعاد الرؤية الجماعية للفلسطينيين وابتداع طرق جديدة لاسترداد الحقوق، على أن يسبق الرؤية الوطنية إنهاء الانقسام حتى لا ينعكس ذلك في مواجهة الاحتلال.

ومع عدم إنكاره للجهد السياسي في المقاومة قال إن 25 عاما من المفاوضات لم تزحزح حجرا في مستوطنة ولم تعاقب إسرائيل، بل حولت الفلسطينيين إلى حقل تجارب، بينما هذا الشعب يملك الإمكانية لكي يجعل ثمن الاحتلال باهظا.