ما وراء الخبر

الازدواجية الأميركية بالتعامل مع حوادث القتل الجماعي

ناقشت حلقة (3/10/2015) من برنامج “ما وراء الخبر” موضوع المعايير المزدوجة في التعامل الأميركي إزاء حوادث القتل الجماعي في الولايات المتحدة الأميركية.

اتفق ضيفا حلقة (3/10/2015) من برنامج "ما وراء الخبر"، على أن وسائل الإعلام الأميركية تتعامل بازدواجية واضحة إزاء عمليات القتل الجماعي التي تقع في المجتمع الأميركي، وأنها تتبنى مواقف أكثر تشددا لما يسمى بـ"العمليات الإرهابية" التي يتهم -في الغالب- مسلمون أو عرب بالوقوف وراءها.

ودلل ضيفا الحلقة على صحة رأيهما بإشارتهما إلى تحدي الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل أيام لوسائل الإعلام الأميركية، حول حجم ضحايا من قتلوا في أميركا بسبب العنف الجماعي أو على يد "إرهابيين"، حيث أظهرت النتائج أن عدد من قتلوا على يد "إرهابيين" لا يتجاوز واحدا بالألف من ضحايا العنف الجماعي، وفقا لتأكيد المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، نهاد عوض.

وبحسب عوض -أحد ضيفي الحلقة- فإن عدد ضحايا العنف الجماعي في الولايات المتحدة بلغ 406 آلاف قتيل، مقابل نحو ثلاثة آلاف قتلوا في "أعمال إرهابية" يتهم فيها غالبا مسلمون أو عرب.

حلقة "ما وراء الخبر" ناقشت ازدواجية تعامل الإعلام الأميركي مع حوادث القتل الجماعي، على خلفية تعاملها مع حادثة مقتل 13 شخصا وإصابة نحو عشرين آخرين برصاص أطلقه شخص داخل إحدى الكليات الجامعية في ولاية أوريغون الأميركية الخميس الماضي، وكان القاتل يقول لضحاياه "إذا كنت مسيحيا فإنك ستلاقي الله بعد دقائق".

من جهته، أكد الرئيس السابق لتحالف إنهاء عنف السلاح الشخصي، كيسي أندرسون، أن عمليات القتل الجماعي في الولايات المتحدة قتلت الكثير من الناس، بما يوازي ما قتله "الإرهابيون" من الأميركيين خلال أربعين عاما.

ومع هذه الأرقام الواضحة، يقول عوض إن الإعلام الأميركي غالبا ما يركز على القاتل ودينه ودوافعه لو كان عربيا أو مسلما، لكنه يتحدث عن الظروف الاجتماعية ومسألة وفرة السلاح في الولايات المتحدة عندما يكون القاتل أميركيا غير مسلم.

وبحسب عوض، فهناك توظيف سياسي مغرض لحوادث العنف التي يقف وراءها العرب والمسلمون. ودعا في المقابل إلى ضرورة قيام الجالية المسلمة هناك بتوعية المجتمع الأميركي وبناء تحالفات ترفض التصنيف العرقي.

غير أن أندرسون شدد على أن من الخطأ اعتبار كل الأميركيين لديهم أفكار تمييزية وعنصرية ضد المسلمين، مشيرا إلى أن سياسيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي هم من يحاولون القضاء على مثل هذه الأفكار.

ولفت إلى أن الأميركيين لم تكن لديهم معرفة واطلاع على دين المسلمين العرب وثقافتهم إلا بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكنه أقر بوجود نمطية في تفكير بعض الأميركيين وبأنهم يركزون كثيرا على ما أسماه "الإرهاب الدولي".

أسباب العنف
وبشأن أسباب انتشار ظاهرة العنف المسلح داخل الولايات المتحدة، فإن عوض يربطها بوفرة السلاح والاستناد على الدستور والقانون الأميركي، وكذلك بأسباب اجتماعية مختلفة مثل التحريض والمضايقة من الزملاء في الدراسة أو العمل، والانعزال الشخصي والاجتماعي وكراهية الآخر، وأشار إلى أن 70% من مرتكبي جرائم القتل هم من الذكور.

واتفق أندرسون مع عوض على أن وفرة السلاح دون قيود داخل المجتمع الأميركي، ساهمت في زيادة ظاهرة القتل الجماعي.