ما وراء الخبر

هل تنجح العقوبات الغربية في تضييق الخناق على روسيا؟

ناقشت الحلقة تداعيات العقوبات الغربية على روسيا و على العلاقات بين الجانبين، وطريقة التعامل مع القضايا والملفات الدولية، وتساءلت عما إذا كانت العقوبات ستؤتي أكلها بتضييق الخناق على موسكو.

بعد أيام قليلة من فرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة وصارمة على مصارف وشركات روسية في مجالي الطاقة والدفاع، تراجع سعر صرف العملة الروسية "الروبل" إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار، كما تراجعت بشكل ملحوظ أمام اليورو.

حلقة الاثنين (15/9/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت تداعيات هذه العقوبات على العلاقات الروسية الغربية، وطريقة تعامل الطرفين مع القضايا والملفات الدولية، وتساءلت عما إذا كانت هذه العقوبات ستؤتي أكلها في تضييق الخناق على موسكو.

العقوبات الأوروبية الأميركية على روسيا والتي لم تقتصر على مجال الطاقة، وإنما شملت قطاعات حيوية أخرى، دفعت موسكو لاتخاذ إجراءات انتقامية قد تشمل حظر طيران ربما يتم تطبيقه على شركات الطيران الأوروبية فوق روسيا، فضلا عن عقوبات على شركات أوروبية في مجالات أخرى.

من وجهة نظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن العقوبات ليست حلا، ولا تأتي بالنتائج المرجوة منها، بل تُلحق أذى بمن يفرضها، أما الغرب فلا يلقي بالا لوجهة النظر هذه، ويشدد على أن على موسكو أن تتأقلم مع حجمها كدولة وأن تتخلى عن أوهام الإمبراطورية.

تأثيرات طفيفة
لا يرى مدير معهد مشاكل العولمة بوريس كاغارليتسكي أن تراجع الروبل الروسي يشكل تغييرا سببته العقوبات، مشيرا إلى أن العملة الروسية تتراجع خلال السنوات السبع الماضية، ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح إذا ما تمت مقارنة قيمتها عام 2008 بقيمتها حاليا.

وبحسب كاغارليتسكي فإنه حتى الآن لم يكن للعقوبات الغربية أي تأثير حقيقي على الاقتصاد الروسي، لكنها أثرت على السياسة وخلقت مزاجا عاما مناهضا للغرب، مشددا على أن تراجع أسعار النفط يؤثر بشكل أكبر على الاقتصاد الروسي من العقوبات.

ويتوقع كاغارليتسكي ألا يستمر تأثير هذه العقوبات طويلا لأن طرفي الصراع يعيشان في أزمة، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يعاني من مشاكل كبيرة تماما مثل روسيا، والطرفان سيحاولان تجاوز المصاعب التي تعترضهما نتيجة هذه العقوبات، على حد رأيه.

رسالة لبوتين
في المقابل، يؤكد مدير المركز الأوروآسيوي في المجلس الأطلسي جون هيربست أن العقوبات كان لها تأثير كبير على روسيا حتى الساعة، وهناك تراجع في النمو الاقتصادي الوطني باعتراف أحد المسؤولين الروس، وهناك هروب كبير لرأس المال من روسيا.

ويدلل هيربست على وجهة نظره بالتردد الروسي الذي ظهر واضحا خلال الاعتداء الروسي الأخير في أوكرانيا، مما يعني أن العقوبات الغربية تؤتي أكلها.

وقال إن العقوبات جاءت نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا، وهي بمثابة رسالة تقول لبوتين إن سلوكه غير مقبول.