ما وراء الخبر

المواجهة في الجوف وخيارات الدولة اليمنية

بحثت الحلقة اندلاع المواجهات في منطقة الجوف شمال اليمن، ودور الدولة اليمنية الذي يقتصر على الوساطة بين الخصوم، ودور المجتمع الدولي الذي لا تبدو لديه النية بالتدخل لحماية العملية السياسية.

اندلعت الاشتباكات مجددا في اليمن بين الحوثيين والجيش مدعوما بمسلحي القبائل في محافظة الجوف شمالي البلاد, مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

هذا التحول الجديد في الصراع في الجوف الغنية بالنفط والموارد الطبيعية يطرح تساؤلين بشأن تداعياته على التحول السياسي اليمني وخيارات الدولة والمجتمع الدولي لمعالجة الأزمة.

حلقة "ما وراء الخبر" يوم 28/7/2014 بحثت دور الدولة اليمنية الذي -حتى هذه اللحظة- يقتصر على الوساطة بين الخصوم، ودور المجتمع الدولي الذي لا تبدو لديه النية في التدخل لحماية العملية الانتقالية السياسية.

وحمل الكاتب والمحلل السياسي محمود ياسين من سماها المليشيا الحوثية بالبحث دائما عن ذرائع لتطوير أي حادث صغير إلى مواجهة واسعة النطاق خدمة لمشروع توسعي يستهدف بسط السيطرة على اليمن، على حد قوله.

 وزاد ياسين بالقول إن الحوثيين جماعة سلالية "عصبوية" تؤسس لحالة "مليشياوية"، مطالبا الدولة بفرض قبضتها وحصر حق استخدام السلاح بيدها فقط.

نزع الأسلحة
بدوره، رد عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين علي البخيتي بأن الأحزاب اليمنية كلها مسلحة، وأن جماعة الحوثي وافقت في الحوار الوطني، على أن تكون الدولة هي المخولة بنزع الأسلحة من كل الأطراف، شريطة أن تأمن كل مكونات المجتمع على نفسها، حسب قوله.
 
وأعاد البخيتي التأكيد أن المواجهات  السابقة في مدينة عمران كانت مع حزب الإصلاح، وأنه لا الدولة ولا الاتحاد الأوروبي قالا إن هناك صراعا بين الجيش والحوثيين، أما مجلس الأمن ففي قراره الأخير ذكر أن على الوحدات العسكرية أن تلتزم بتوجيهات السلطة، لافتا إلى أن هذه إشارة على وجود وحدات تتمرد على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وبشأن اندلاع القتال في الجوف قال إنه كان بالإمكان تجنب ذلك لو استجيب لمطالب مواطني الجوف بإزاحة محافظها والقادة العسكريين والأمنيين وتعيين غيرهم ممن لا يحسبون على الحوثيين أو على الإصلاح.

محمود ياسين انتقد هذا الطرح، وقال إن هذا يبدو كما لو أن على الدولة اليمنية أن يكون أداؤها مرهونا بمطالب مليشيا "حتى تأمن شرها"، على حد تعبيره.

ودعا ياسين إلى مصالحة يمنية، منبها إلى أن اليمن يتعرض لـ"تصدع عنيف جدا"، ومطالبا بجعل خطاب الرئيس هادي الأخير بشأن ضرورة نزع السلاح أساسا يمكن البناء عليه.