ما وراء الخبر

تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا

ناقشت حلقة 22/7/2014 التدهور الأمني في ليبيا، خاصة في مطار العاصمة طرابلس، ومدينة بنغازي شرقي البلاد، وكذلك الدعوات الموجهة للأطراف المتصارعة من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار.

شهد محيط مطار العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات متقطعة بين فصائل مسلحة، بينما تسيطر أجواء التوتر الأمني على مدينة بنغازي شرقي البلاد. وسقط نحو خمسين قتيلا في مواجهات بين فصائل ليبية مسلحة في محيط مطار طرابلس خلال عشرة أيام، وبلغت خسائر الملاحة الجوية الليبية ملياري دولار جراء قصف المطار الذي دمر 21 طائرة.

كما أفادت مصادر طبية ليبية بأن 16 شخصا قتلوا، بينما أصيب أكثر من ثمانين في اشتباكات بين الجيش الليبي ومجموعات مسلحة في مدينة بنغازي.

حلقة 22/7/2014 بحثت في أسباب استمرار تدهور الأوضاع الأمنية بليبيا وانعكاسات ذلك على الوضع السياسي في البلاد. 

ومن وجهة نظر المحامي صلاح الدين طاباق فإن الصراع الدائر حاليا في ليبيا سببه عدم جلوس الأطراف المتصارعة إلى طاولة الحوار والمفاوضات، وقال إن ما يحدث منذ الثورة وحتى الآن هو أن كل طرف يحاول إقصاء الطرف الآخر، وإن الأمر يتعلق بتوجهات سياسية.

ورأى أنه من دون الجلوس لطاولة الحوار فلن يكون هناك أي تغيير في المشهد السياسي الليبي.

أما رئيس حزب "القمة" عبد الله ناكر فتحدث عن الوضع في مطار طرابلس، وقال إن المجموعة التي اقتحمت المطار ترى نفسها مخولة بتحرير طرابلس ولها الشرعية، واتهم هذه المجموعة بعرقلة العملية السياسية، وأوضح أن ثوار الزنتان سلموا المطار بعد أن أصبحت هناك دولة.

وتسيطر مليشيات من الزنتان الواقعة شمال غرب ليبيا على منطقة المطار منذ الإطاحة بـمعمر القذافي عام 2011، لكنها تواجه منافسة من مليشيات أخرى، وكان ثوار الزنتان أكدوا دعمهم عملية اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يتهمه الإسلاميون بأنه يقوم بانقلاب.

من جهته، ربط الكاتب والباحث السياسي الليبي عصام الزبير الوضع الراهن بعدم وجود جيش وشرطة يمتثلان لأوامر السلطة، وقال "لا شرعية حقيقية سوى لشرعية الخوف من توغل الكتائب"، وإن الهوة بين الأطراف المتصارعة زادت بسبب غياب حوار وطني ومعالجة حقيقية وجادة للأزمة الليبية، واتهم الحكومة بعدم الحيادية.

وبشأن دعوات خارجية للحوار بين الأطراف المتصارعة، أكد الزبير على أهمية هذه الدعوات، لكنه شدد على ضرورة وجود تكفّل بالعملية ومراقبتها ومحاسبة من لا يلتزمون بها.

بينما اتهم ناكر المؤتمر الوطني الليبي بـ"إفشال" ليبيا وبالفساد، واعتبر أن الحرب الدائرة حاليا في البلاد هي نتاج هذا المؤتمر.

وأعلنت السلطات الليبية الأسبوع الماضي أنها تنوي توجيه نداء إلى القوات الدولية لمساعدتها على استتباب الأمن في بلاد تسود فيها الفوضى منذ سقوط نظام العقيد الراحل عام 2011.

يذكر أن المتقاتلين في مطار طرابلس هم كتائب الصواعق والقعقاع وقوات أمن المطار من جهة، وقوات حفظ أمن واستقرار ليبيا المؤلفة من ثوار سابقين من جهة ثانية، ويستخدمون مدافع ثقيلة مضادة للطائرات وصواريخ غراد.

كما يتزامن التوتر الأمني في ليبيا مع إعلان المفوضية العليا للانتخابات النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 25 يونيو/حزيران الماضي. وذكر محللون أن هذه النتائج كشفت عن تقدم لقوى ليبرالية.