ما وراء الخبر

الجندي الإسرائيلي بيد حماس.. الآثار السياسية والميدانية

مع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة أعلنت كتائب عز الدين القسام أسر الجندي شاؤول آرون. ما الذي يتركه هذا التطور من آثار في المواجهة المحتدمة بين المقاومة وجيش والاحتلال؟

كشفت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- عن تمكنها من أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون أثناء معارك في حي التفاح شرق مدينة غزة.

وبحثت حلقة 21/7/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" دلالات هذه العملية والآثار التي يمكن أن تحدثها في المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، بينما جاء أول رد فعل لإسرائيل بشأنها على لسان مندوبها في الأمم المتحدة رون بروسور الذي نفى ذلك واعتبره "إشاعات".

إسرائيليا، ما المتوقع أن يخلفه أسر أحد جنود من يطلق عليهم اسم النخبة العسكرية؟ يقول الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اللواء مأمون أبو نوار إن لذلك أثرا سلبيا على معنويات الجيش الإسرائيلي، بل اعتبره إذلالا له، وتعزيزا في المقابل لأوراق المفاوضات التي تحصل عليها حماس.

وتوقع أبو نوار أن يستمر القصف الإسرائيلي من الجو والبحر مع توقف التوغل البري، مشيرا إلى أن حرب الاستنزاف الطويلة في صالح حماس.

وأشار إلى أن حصيلة القتلى الإسرائيليين وضعت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زاوية سيئة، خصوصا أن "غطرسة إسرائيل" تجعلها تعتقد أنها تسيطر على الشرق الأوسط بينما تخسر في قطاع غزة خلال أيام عددا من جنودها لم تعرفه حتى في حرب يوليو/تموز 2006.

جمال زحالقة وصف نتائج المعارك البرية في غزة بالصاعقة على الجيش الإسرائيلي، مما يفسر وحشية القصف الجوي الذي يتعرض له القطاع

ولم ير أبو نوار من ضرر إذا ما عرضت حماس بعض البيانات الإضافية حول الأسير للرد على إنكار المندوب الإسرائيلي، مقدرا في الوقت ذاته طريقة حماس في التكتم وخوض حرب إعلامية نفسية ضد إسرائيل.

برتوكول هنيبعل
بدوره قال العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة إنه لا أحد يعلم إن كان الجندي حيا في يد المقاومة أم جثة، مبينا أن إسرائيل تفضل ألا يكون الأسير حيا حتى لا تضطر وتعود إلى صفقة شبيهة بصفقة جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية عام 2006 وأفرج عنه عام 2011 مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأضاف أن إسرائيل منذ ثمانينيات القرن الماضي أطلقت ما سمته برتوكول هنيبعل، ويتلخص في منع أي فرصة لوجود أسرى أحياء من جيشها، وأنها تفضل قتل أي جندي لها مع آسريه على أن يبقى حيا.

ووصف زحالقة نتائج المعارك البرية في غزة بالصاعقة على الجيش الإسرائيلي الذي دفعته إلى إعادة حساباته، الأمر الذي يفسر "الوحشية في القصف الجوي" الذي يتعرض له القطاع.

وخلص إلى أن أكثر ما يؤثر في الرأي العام الإسرائيلي هو قتل الجنود، معتبرا أن العامل الذي يحدد تقليص حدود التوغل العسكري هو صمود المقاومة وتكبد الخسائر في صفوف الجيش.