ما وراء الخبر

تبعات احتجاز الحوثيين لقائد الأمن الداخلي في اليمن

استعرضت حلقة الخميس 25/12/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” تبعات اختطاف الحوثيين لمسؤول أمني بصنعاء، وتداعيات ذلك على المشهد السياسي في البلاد.

في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدا جديدا، خطفت جماعة الحوثيين اليوم الخميس 25/12/2014 رئيس الأمن الداخلي في الأمن السياسي بصنعاء اللواء يحيى بن يحيى المراني واقتادته إلى مكان مجهول.

وشغل اللواء المراني منصب رئيس الأمن السياسي في محافظة صعدة معقل جماعة الحوثيين طوال خمس سنوات، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول سبب العملية وتوقيتها، وإمكانية أن تنتهج الجماعة سياسة الخطف مستقبلا، وموقف السلطات اليمنية، إضافة إلى وجود شبهة التواطؤ مع الجماعة.

اتهام القاعدة
بدوره نفى الخبير في شؤون جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) محمد العماد لحلقة الخميس 25/12/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" الأخبار التي تجزم بأن الحوثيين هم من قاموا بعملية الاختطاف، موضحا أن الحوثيين يتهمون القاعدة بتنفيذ العملية، وأن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي نفى اختطاف اللواء المراني من جانب تنظيمه.

واعتبر العماد أن رمي الكرة في ملعب أنصار الله أمر غير صحيح لأن عناصر الجماعة تتعرض للهجمات المستمرة، وأكد أن الحوثيين يتواجدون في صنعاء بصفتهم "لجانا شعبية" فقط لا تقوم مقام الأجهزة الأمنية والشرطية التي يجب أن تتحمل عبء حفظ الأمن في العاصمة.

من ناحيته، أوضح ثابت حسين صالح نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية أن ما يحدث لا يعدو كونه "تضخيما إعلاميا"، وأن جماعة "أنصار الله" أصبحت شريكا سياسيا في الحكم، وقال إن موضوع اختطاف المراني قد يكون مرتبطا بماضيه عندما كان مسؤولا أمنيا في صعدة التي شهدت حروبا في الماضي.

التهميش
ورأى صالح أن سياسات الإقصاء والتهميش التي يتبعها المنتصر ظلت مشكلة اليمن على مر تاريخه، وقال إن تفعيل الأجهزة الأمنية والشرطية ضروري للقيام بدورها وحفظ الأمن بشكل رئيسي بمساعدة جماعة أنصار الله، وليس العكس كما يحدث الآن إذ تقوم الجماعة بالدور الرئيسي في العملية الأمنية.

وأوضح أن الدولة اليمنية كانت "هشة" في الماضي، وطالب القوى السياسية أن تكف عن المزايدات حول ما تبقى من هذه الدولة، وأن تضطلع الدولة بدورها الرئيسي ببناء السلطة، وأن تظل باقي الأحزاب السياسية داعمة لها.

ولتفسير المشهد السياسي في اليمن قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبد الباقي شمسان إن البلاد تمر بمرحلة من "الفوضى المنظمة" لخلق فراغ وإضعاف السلطة المركزية.

واعتبر أن الخطوة الجديدة من الفوضى المنظمة تتمثل في الاتجاه لاختطاف الشخصيات العسكرية، وأكد أن الحوثيين نفذوا عملية اختطاف المراني لأن "أنصار الله" هم الذين يسيطرون على العاصمة الآن وليس تنظيم القاعدة.

وأشار شمسان إلى أن تعبير الفوضى المنظمة يشمل التحالف الحوثي مع الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، إضافة إلى التدخل الدولي.