ما وراء الخبر

الرسائل المتبادلة بين واشنطن وتنظيم الدولة

تناولت حلقة 16/11/ 2014 من برنامج “ما وراء الخبر” موضوع الرسائل المتبادلة بين واشنطن وتنظيم الدولة الإسلامية، وتطور الفهم الأميركي لأسباب موجة التطرف الأخيرة في المنطقة.

في رسالة شديدة الدموية للولايات المتحدة، أعلن مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في تسجيل مصور أنهم قتلوا الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ. كما أكد التنظيم أنه "سيكسر قريبا هذه الحملة الصليبية الأخيرة"، في إشارة إلى الحملة التي تقودها واشنطن بمشاركة عشرات الدول وتستهدف مواقع التنظيم في كل من العراق وسوريا.

من جهتها، دعت واشنطن على لسان رئيس الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إلى مزيد من الحسم من أجل القضاء على التنظيم، وربطت القضاء عليه بإنهاء الانقسام بين السنة والشيعة.

المتحدث السابق باسم الخارجية الأميركية السفير آدم إيرلي استبعد في حديثه لحلقة 16/11/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" أن تتأثر الإستراتيجية الأميركية بعملية إعدام الرهينة الأميركي، وقال إن الولايات المتحدة لديها خطة جيدة لمحاربة التنظيم وبنت تحالفا دوليا لهذا الغرض.

وأكد أن ما يهم واشنطن هو مواصلة تنفيذ هذه الخطة التي قال إنها ستستغرق سنوات عديدة من الهجمات على تنظيم الدولة. كما أعلن أن القصف الجوي وحده لا يمكنه دحر التنظيم، بل لا بد من جنود ومشاة، وهي مهمة -بحسب إيرلي- منوطة بالعراقيين.

من جهته، قلل مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية غسان عطية من أهمية الضربات الجوية في القضاء على تنظيم الدولة، وقال إن الأميركيين أنفسهم أقروا بهذه الحقيقة، كما أشار إلى أن المقاربة الأميركية القاضية بإعادة بناء الجيش العراقي من جديد تحتاج إلى أشهر، وطالب في المقابل بمقاربة سياسية من خلال ما اعتبرها شراكة شاملة.

وبحسب عطية فقد غزت أميركا العراق بدون تصور شامل، وسلمت العراق بعد ذلك إلى إيران، كما أنها دعمت المالكي وسكتت على ممارساته.

وبينما تساءل عن الوضع في فترة ما بعد دحر تنظيم الدولة، أكد عطية أن الحل يكون في توحيد عرب العراق سنة وشيعة والذين قال إنهم يشكلون 80% من السكان.

أما المسؤول الأميركي فأقر بأن الطائفية لعبت دورا مهما في خلق الوضع الراهن في المنطقة، واتهم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بتهميش السنة بتعذيبهم وإخراجهم من الحكومة والاستخبارات، وهو الوضع الذي استفاد منه تنظيم الدولة، كما قال المتحدث.

واعتبر أن إنهاء الطائفية في العراق وسوريا سيكون صعبا ما دامت إيران تواصل دعمها للحركات الشيعية في المنطقة.