ما وراء الخبر

أبعاد سيطرة تنظيم الدولة على حقل الشاعر بسوريا

تناولت حلقة الأربعاء 29/10/2014 من برنامج “ما وراء الخبر” الدلالات الميدانية والسياسية لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على حقل الشاعر للغاز، وفرص نجاح الحملة الدولية في القضاء على التنظيم.

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم الدولة الإسلامية تمكن من السيطرة على حقل الشاعر للغاز بريف حمص الشرقي، مكبدا قوات النظام السوري أكثر من ثلاثين قتيلا.

أقصى امتداد
وعزا الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا في حديثه لحلقة الأربعاء 29/10/2014  من برنامج "ما وراء الخبر" سقوط حقل الشاعر إلى اعتماد تنظيم الدولة على الهجوم المباغت، وقال إن الحقل يتصف بأهمية إستراتيجية للنظام السوري، ولكنه أوضح أن الجيش السوري أحس بالتعب من طول فترة الحرب التي استمرت لعدة سنوات حتى الآن.

وأكد حنا أن تنظيم الدولة وصل إلى امتداده الأقصى على الخارطة وصار يتحكم في تمويل النظام السوري، وذكّر بالأقاويل التي تنتشر عن أن النظام يشتري الطاقة من تنظيم الدولة بشكل أو بآخر، مشيرا إلى أن ذلك يدل على أن النظام فقد السيطرة على بعض المناطق الإستراتيجية المهمة إلى الأبد.

ورأى الخبير العسكري أن تنظيم الدولة حقق انتصارات تكتيكية مهمة، ولكنه أوضح أنها تخلو من البعد السياسي، وأكد أن أميركا ودول التحالف تتعامل بإستراتيجيتين مختلفتين مع الوضعين في العراق وسوريا.

تناقض التحالف
في المقابل لم يجد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لندن فواز جرجس أي مبرر يجعل الدولة السورية تسمح بسقوط مثل هذا الموقع الإستراتيجي الهام، وأوضح أن تنظيم الدولة ما زال يتمدد ويحارب في العديد من الجبهات رغم الضربات الأميركية التي لم تؤت ثمارا حتى الآن، على حد قوله.

وأضاف جرجس أن تنظيم الدولة يعتبر معركة عين العرب (كوباني) معركة إستراتيجية حاول أن يستغلها لإبراز التناقض الموجود داخل التحالف الدولي، خصوصا في ظل التزام قوات التحالف بعدم مهاجمة قوات التنظيم في المناطق القريبة من قوات النظام السوري.

وحول رؤية تنظيم الدولة لمتطلبات المرحلة المقبلة، قال جرجس إن التنظيم لم يستفد إستراتيجيا من انتصاراته التي حققها في سوريا والعراق، وأضاف أن هناك قناعة لدى القيادة الأميركية بعدم إرسال جنود على الأرض لمواجهة التنظيم والقيام باستنزافه ومعرفة طريقة إدارته للمعركة، مما يشير إلى أن التحالف يخطط لمعركة طويلة الأمد، مؤكدا أنه لم يبدأ المعركة "الحقيقة" بعد.