ما وراء الخبر

مصير اتفاق السلم باليمن مع تمدد الحوثيين

ناقشت الحلقة تمدد الحوثيين باليمن وبروز جماعات محلية في التصدي لتمددهم في ظل غياب الدولة، وتساءلت عن مصير الاتفاقيات التي وقعتها الجماعة ولا تنفذ على الأرض.

يثير اقتحام مسلحي جماعة الحوثي مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن دون مقاومة من الجيش تساؤلات بشأن مصير الاتفاقيات التي وقعوا عليها، كما أن تصدى مسلحي القبائل لهم في مدينة إب يثير مخاوف من تجدد الاقتتال الداخلي باليمن. 

حلقة الجمعة (17/10/2014) من برنامج "ما وراء الخبر" ناقشت هذا التطور الجديد في اليمن، وتساءلت بشأن ما الذي يعنيه بروز دور جماعات محلية في التصدي لتمدد الحوثيين في ظل غياب الدولة؟ وما مصير الاتفاقيات التي وقعتها الجماعة ولا تنفذ على الأرض؟

وكان نحو عشرين قتيلا وجريحا من جماعة الحوثي قد سقطوا في كمين نصبه مسلحو تنظيم القاعدة، في قرية بيت اليعيشي في رَداع.

وفي محافظة إب جنوب صنعاء، قتل ستة من مسلحي الحوثي في مواجهات بينهم وبين مسلحي القبائل، وتوعد مسلحو القبائل بالقيام بطرد مليشيات الحوثي من المدينة والتكفل بحمايتها إذا كانت السلطات عاجزة عن ذلك.

محاولات سيطرة
حول هذه التطورات يقول الصحفي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي إن ما حدث نتيجة حتمية لعدم تحرك الدولة وإعادة هيبتها.

وكشف الرحبي عن توجيهات عليا خرجت من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والقيادات الأمنية برفع التأهب ليحلوا محل المليشيات المسلحة الموجودة في إب سواء من الحوثيين أو المسلحين.

وأضاف أن قيادات المحافظة ما زالت موجودة، وهناك لقاءات تمت بين الحوثيين والقبائل، أو تم الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، والمحافظة تشهد حالة هدوء.

ونفى الرحبي أن تكون الدولة قد فوضت أي جماعة مسلحة بالدفاع عن مواطنيها، مشيرا إلى أن الدولة وقعت مع الحوثيين اتفاق السلم والشراكة الذي يقضي بانسحابهم من العاصمة، وليس التمدد في إب وتعز كما يفعلون، وحتى الآن لم يتم الإيفاء بهذه التعهدات.

ويفسر الرحبي تحركات جماعة أنصار الله بأنها تريد أن تحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب على أرض الواقع، حتى تأتي الحكومة الجديدة ليكون قرارها مشتركا مع الحوثيين.

لكنه قال إنه يراهن على العقلاء من الحوثيين وغيرهم ممن وقعوا على اتفاق السلم والشراكة بأنهم لن يجروا البلاد للمزيد من الحروب والاقتتال الداخلي.

مخطط للتصعيد
في المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي عبد الحافظ مُعجِب أن هناك مخططا واضحا لـتنظيم القاعدة في عدد من المحافظات اليمنية، نكاية بالحوثيين، مثل محافظة إب، وهناك محاولة لجرهم لصراع مسلح.

وأضاف أن هناك من لا يروق له هذا الهدوء والسلام، لذلك بدأ الترويج بأن عناصر لأنصار الله توافدت من خارج المحافظة، وهذا غير صحيح، وقال إن "أنصار الله" يخوضون حربا ضد تنظيم القاعدة بالتنسيق مع الدولة والجيش ومؤسسات الدولة، وتساندهم الطائرات والمروحيات الحربية.

وتساءل "كيف يمكن أن تمنع الدولة أنصار الله عن حرب يخوضونها بالوكالة عنها"، مشيرا إلى أن الحوثيين متواجدون في كل محافظات الجمهورية ولم يأتوا إليها وافدين كما يحاول الإعلام تصويره.

أما عن اتفاق السلم والشراكة، فاعتبره مُعجِب "ولد ميتا" لأنه لم يتم تنفيذه خطوة خطوة كما تم الاتفاق عليه، كما أن هناك أطرافا وقعت عليه ولم تلتزم به.

وأضاف أن هناك متغيرات على أرض الواقع يجب أن يستوعبها الجميع، وستفرض أمرا واقعا يجب على الجميع أن يتعايشوا معه، حسب قوله. 

من جهته، قال الدكتور عادل الشرجبي أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء إن الدولة اليمنية "مفككة وهشة" ومتقاسمة بين أطراف كثيرة، ولا يوجد مركز موحد للقرار السياسي والعسكري والأمني، وهو ما يتيح للجماعات المسلحة التواجد في الكثير من المناطق.

وأوضح أن تنظيم القاعدة تواجد في معظم محافظات الجمهورية باستثناء تعز وإلى حد ما إب، ولذلك لم تكن هناك حاجة لتواجد أنصار الله بهما، محذرا من أنه في ظل حالة الفوضى التي يعيشها اليمن قد يوجد هناك من يدفع بالقاعدة، وبالتالي يصبح البلد في حالة فوضى كاملة.