الواقع العربي

باسم من يقاتل أحمد جبريل في سوريا؟

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على مواقف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “القيادة العامة” الداعمة للنظام السوري، ومدى ما يمكن أن يلحقه دورها من أثر على صورة فلسطين قضية وشعبا.

مع اندلاع الأزمة السورية أطل تعبير "الحياد الإيجابي" لتوصيف موقف جهة ما أو فصيل ما فلسطيني في الشأن الداخلي السوري.

بقي السياق الفلسطيني بالمجمل نائيا بالنفس عن الانخراط في الأزمة عدا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) التي يقودها أحمد جبريل، والتي لم تخف مشاركتها النظام في حربه ضد فصائل المعارضة السورية المسلحة.

حلقة (3/8/2015) من "الواقع العربي" سلطت الضوء على مواقف الجبهة وانعكاس ذلك على صورة المقاومة الفلسطينية، ومدى ما يمكن أن يلحقه دورها في الصراع السوري من أثر على صورة فلسطين قضية وشعبا.

لم يختلف ضيفا الحلقة الكاتبان والباحثان السياسيان الفلسطينيان من واشنطن ماجد كيالي ومن الخرطوم أحمد الحيلة على العلاقة العضوية بين القيادة العامة والنظام السوري منذ انشقاق الأول عن الجبهة الأم، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش عام 1968.

يقول أحمد الحيلة إنه من المعروف أن القيادة العامة متمركزة جغرافيا في سوريا منذ عقود، وهي من حيث الدعم اللوجستي والتشكيل العسكري تتلقى كل ذلك من النظام السوري.

دور وظيفي
ماجد كيالي وصف دور القيادة العامة منذ تاريخ نشوئها بالوظيفي، بل إنه طيلة تاريخ الصراع بين النظام السوري ومنظمة التحرير الفلسطينية على ما يسمى "الورقة الفلسطينية"، كانت جبهة أحمد جبريل تقف إلى جانب النظام.

أما مدى ما ألحقه موقف القيادة العامة بالتعاطف مع القضية الفلسطينية، قال الحيلة إنه أحدث شيئا من التشويه، لكن بالمجمل بقيت المقاومة على صورتها كمقاومة لأن عنوانها لم يكن إلا في غزة والضفة، حيث وجود الفصائل الأخرى كحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة فتح وحركة الجهاد الإسلامي، أما القيادة العامة فدورها محدود.

ووصف انخراط جبهة أحمد جبريل في الشأن السوري بأنه حالة استثنائية، رغم أنها في بدايات الثورة أعلنت عبر قيادات في اللجنة المركزية أنها ترفض الانزلاق في المجريات السورية، لكن دارت الأيام ودخلت في مقاتلة المعارضة السورية إلى جانب النظام وحزب الله كما يحدث الآن في الزبداني، على حد قوله.

وتحفظ ماجد كيالي بدوره غير مرة على التهويل والمبالغة في حجم القيادة العامة، وقال إنها تنظيم صغير في المجتمع الفلسطيني، وحتى داخل سوريا لا تكاد تكون موجودة كتنظيم شعبي.

ويضيف أنه منذ ستينيات القرن الماضي نشأت فصائل فلسطينية تابعة للأنظمة، ففي العراق كانت جبهة التحرير العربية، وفي سوريا نشأت طلائع حرب التحرير الشعبية-الصاعقة، والقيادة العامة، وهذه جميعا ذات دور وظيفي ولن تستطيع تغيير مسارها.

وختم كيالي بالقول إن دور القيادة العامة لا يتغير ولن يتغير مسارها عما يرسمه النظام السوري، كما هي الحال تماما مع حزب الله، متسائلا: هل يستطيع هذا الأخير أن يخرج عن إطار السياسة الإيرانية؟