الواقع العربي

فرص وجود برنامج نووي عربي

تساءلت حلقة “الواقع العربي” عن فرص وإمكانيات إنشاء برنامج نووي عربي في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، على خلفية اتفاقية فيينا بين إيران والقوى الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي.

أبرمت إيران والقوى الغربية الست الكبرى اتفاقا بشأن برنامجها النووي، وذلك بعد ماراثون وصف بأنه الأطول في تاريخ الدبلوماسية الدولية، وطوال مراحل التفاوض ظهرت بعض ملامح التقدم الذي توصلت إليه إيران في هذا المجال، فيما تأخر العرب كثيرا في اللحاق بالركب النووي.

هذا الاتفاق فتح الباب من جديد للحديث عن موقع العرب من الطاقة النووية، وضرورة قيام برنامج نووي عربي يقابل البرنامج الإيراني ويوازي ومن مختلف الزوايا اتفاق فيينا بكل الأبعاد والمضامين التي انطوى عليها خاصة أن أحدا لم يضع في الحسبان هواجس العرب.

تساءلت حلقة "الواقع العربي" عن فرص وإمكانيات إنشاء برنامج نووي عربي في مواجهة البرنامج النووي الإيراني، على خلفية هذا الاتفاق، وتساءلت عن المعوقات التي قد تواجه مثل هذا البرنامج العربي.

الكفاءات الوطنية
حول قدرة العرب على بناء برنامج نووي كما فعلت إيران، وإمكانية بلورة واقع مشترك لإنشاء مثل هذا البرنامج من جميع احتياجاته، يقول العالم النووي العراقي عماد خدوري إن التقاعس من الجانب العربي ملحوظ، فهناك عدم التزام سياسي لتطوير القدرة النووية العربية.

واستشهد خدوري بورقة بحثية تقدم بها في مؤتمر وزراء الطاقة العرب في أبو ظبي حول مستقبل الطاقة في العالم العربي، وكانت الورقة بشأن تطوير الكفاءات الوطنية العربية في مجال الطاقة النووية، إلا أنها رُفضت في المؤتمر.

واعتبر العالم النووي العراقي أن أهم نقطة في نواة أي مشروع نووي عربي هي توفير الكوادر والكفاءات الوطنية القادرة على التشغيل والتطوير في هذا المجال.

وقال إن إيران والعراق كانا منذ خمسينيات القرن الماضي يوفدان العشرات من العلماء والمتخصصين لدراسة المجال النووي في الغرب، مؤكدا أن عدم وجود هذه الكفاءات لا يعطي أي اساس لأي قوة نووية عربية.

ويرى خدوري صعوبة شديدة في أن يتفق العرب جميعا على برنامج نووي وطني "في ظل ما نعيشه من تشرذم وتشتت"، مشددا على أن الاعتماد على كوادر وكفاءات أجنبية لتشغيل وإدارة مفاعلات نووية أمر محفوف بالمخاطر.

مشروع متكامل
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت شفيق الغبرا إن العرب يمارسون السياسة بردة فعل سريعة على أحداث أسرع منهم وحضارات تخطط منذ عشرات السنين للوصول إلى هذا الوضع.

ويرى الغبرا أن قوة الحضارات تأتي من كيف يتعاملون بعضهم مع بعض.. حكاما وشعوب، وما موقع العلم والعلماء والمفكرين وموقع الفساد ومواجهته.

واعتبر أن المشروع العربي عامة بحاجة إلى إعادة نظر، ولا يمكن البدء بالبرنامج النووي ونحن لا نملك مكونات المشروع العربي الكامل، والإيرانيون عرفوا كيف يقومون بعمل هذا الجزء النووي من كل المشروع الإيراني.

وأضاف "في عالمنا العربي الإرادة السياسية والنظام السياسي وتعامله مع الداخل تسمح باختراقه بالنهاية وتدمير ما تحقق وإيران استفادت من هذه التجارب".

وختم بأن العرب إذا أرادوا إنشاء برنامج نووي فعليهم في البداية إنشاء قاعدة سياسية اقتصادية اجتماعية وثقافية وفكرية قابلة للنمو ثم التفكير في المشروع النووي.