الواقع العربي

جدل بشأن "ولاية الفقيه" وتطبيقاتها المعاصرة

قال المفكر الشيعي اللبناني العلامة المرجع محمد حسن الأمين إنه يؤمن بمدنية الدولة، وتوقع أن تضيق دائرة “ولاية الفقيه” في إيران لصالح ولاية الأمة والانتخابات.

انتقد المفكر الشيعي اللبناني العلامة المرجع محمد حسن الأمين تدخل حزب الله في سوريا، وقال إن ذلك "لا يتناسب مع المهمة الشرعية لهذا الحزب"، واعتبر في تصريح لحلقة (6/5/2015) من برنامج "الواقع العربي" أن حزب الله الذي يؤمن بولاية الفقيه هو مجرد مكون من مكونات المجتمع اللبناني ولا يمكن تعميمه على الطائفة الشيعية. 

وأكد أن حزب الله هو إطار لأيديولوجيا وعقيدة واجتهاد عبر عنها بولاية الفقيه، بينما الشيعة في لبنان هم طائفة بعضها ينتمي لهذا الحزب، وبعضها ينتمي لحركات سياسية أخرى، وبعضها لا ينتمي لأي من هؤلاء، ولكنه يمارس حقوقه داخل إطار الدولة اللبنانية.

وقال محمد حسن الأمين إن الشيعة في كل مكان هم أناس ينتمون لأنظمة سياسية وهم جزء من الشعوب، ومن حقهم مثل باقي المكونات أن يكون لهم رأي وموقف في طبيعة الحكم والدولة التي يعيشون فيها.

وأعرب المرجع الشيعي اللبناني عن إيمانه بأن الدولة يجب أن تكون مدنية، أي ترك المجال للشعوب كي تختار بغض النظر عن الاختلافات الموجودة، لأن الشأن السياسي هو مجال اختلاف، وأوضح قائلا "قد تجمعني مع غير المسلم رؤية سياسية، لكنها لا تجمعني مع المسلم".        

وبشأن مسألة ولاية الفقيه في إيران، رأى أن المستقبل القادم في هذا البلد هو لصالح تحجيم وتضييق دائرة ولاية الفقيه، وإقرار "ولاية الأمة والمؤسسات الدستورية والانتخابات واختيار الشعب الإيراني سلطته".

وأشار العلامة إلى أن ولاية الفقيه "ليست محل إجماع" في إيران، لكنها الفكرة الغالبة التي قام عليها النظام هناك بعد نجاح الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني الذي -يضيف المتحدث- رأى وقتها أن الفرصة مواتية لطرح الفكرة التي كان هو صاحبها.

اجتهاد ورؤية
وحسب حسن الأمين، تكمن أهمية فكرة "ولاية الفقيه" في أن شرعية الدولة والسلطة لا تقوم على الانتخاب وإنما على الإيمان بولاية الفقيه، وأن تكون أوامره مصدرا للشريعة والحكم ولأجهزة الدولة.

كما فرق بين ما تسمى ولاية الفقيه العامة وولاية الفقيه الجزئية، حيث إن الأولى هي اجتهاد ورؤية من رؤى بعض الفقهاء والعلماء الإيرانيين وأبرزهم الخميني، وتشمل دائرتها المجتمع بكل أبعاده، أما الثانية فتتعلق بالأمور التي تحتاج إلى رعاية مثل القاصرين واليتامى.

يذكر أن ولاية الفقيه المطلقة كانت المضمون السياسي الذي أقام على أساسه الخميني النظام الحاكم في إيران، وهي تعطي المرشد صلاحيات شبه مطلقة في الهيمنة على أجهزة الدولة وتسييرها.

وتتخذ الأطراف المرتبطة بإيران -وأبرزها حزب الله- من ولاية الفقيه مرجعية دينية لها، وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قال عام 2000 "أنا أفتخر بأن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه".