الواقع العربي

تركيبة وولاءات "جيش القبائل" في ليبيا

تساءلت حلقة “الواقع العربي” عن تركيبة ما يسمى بـ”جيش القبائل” في ليبيا، والجهات التي تدعمه، في ضوء المعارك التي يخوضها ضدّ قوّات فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام.

أكد عضو المؤتمر الوطني العام الليبي الدكتور محمود الورفلي أن ما يسمى "جيش القبائل" في ليبيا هو مجرد أفراد وقفوا وتضرروا من ثورة فبراير التي أطاحت بالعقيد الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011، وقال إنهم يطمحون لإعادة نظام القذافي إلى السلطة، وهو أمر مستبعد. 

وكشف أن العناصر المنضوية تحت "جيش القبائل" هم جزء من المنظومة السابقة ومن بقايا الوحدات العسكرية التي قاتلت ضد ثورة فبراير، واستبعد أن تكون القبائل الكبيرة في ليبيا تقف إلى جانب هؤلاء، باستثناء قبيلة الزنتان وعددها قليل، وجزء من قبيلة المقارحة.

وتساءل في سياق حديثه قائلا هل أخفقت ثورة فبراير في احتواء هؤلاء (العناصر التي وقفت ضدها)؟ أم في القبض عليهم ومعاقبتهم؟   

وقال الورفلي الذي حل ضيفا على حلقة الثلاثاء (5/5/2015) من برنامج "الواقع العربي" إن ما يسمى بجيش القبائل يتلقى الدعم من أبناء وأبناء عمومة القذافي، وكذلك وزير سابق كان آخر منصب له هو سفير ليبيا في إسبانيا، إضافة إلى دعم الإمارات وبالتحديد أبو ظبي التي قال إنها دعمت ما اعتبره الانقلاب على ثورة فبراير.

وأشار إلى أن أسلحة عثر عليها الثوار وجيش ليبيا لدى مقاتلي "جيش القبائل" كانت من صناعة حربية مصرية وإيرانية.

كما تحدث المسؤول الليبي عن دور اللواء المتقاعد خليفة حفتر المطلوب للعدالة -حسب قوله- في ما يقوم به "جيش القبائل"، لكنه تحدث عن خلاف بين الطرفين.

يذكر أن خصوم "جيش القبائل" يؤكدون أن هذا التنظيم يتمتع بدعم من حفتر وحليفته مصر. 

ورقة القبيلة
وعن دور القبيلة في الأحداث التي عرفتها ليبيا، أكد أن كل القبائل الكبيرة وقفت حتى آخر لحظة إلى جانب القذافي قبل سقوطه، وذلك لكون العقيد الراحل كان يلعب على مسألة التوازن القبلي، كما عمل على تفكيك هذه القبائل، واستغلها خلال ثورة فبراير.

واعتبر أن القبائل في ليبيا لا تجتمع على فكرة واحدة، وبالتالي من السهل اختراقها على سبيل المثال بالمال والمناصب، ومع ذلك تبقى القبيلة الليبية- يضيف المتحدث- لها خصوصيتها، فهي المظلة الاجتماعية التي تلعب دورا كبيرا ومهما جدا في حل مشاكل الناس وفي التآزر الاجتماعي، كما كان لها دور كبير في الجهاد ضد المستعمر الإيطالي.   

وأعلن عن تأسيس "جيش القبائل" في أغسطس/آب 2014 في مؤتمر قبلي عقد بمدينة العزيزية جنوب العاصمة طرابلس، وبرز التنظيم في الساحة من خلال معارك خاضها على أكثر من جبهة ضد قوات فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس.

وتشهد ليبيا بعد أربع سنوات من الإطاحة بحكم القذافي مواجهات عسكرية أفرزت جناحين للسلطة، هما حكومة منبثقة عن المؤتمر العام، وأخرى منبثقة عن مجلس النواب المنحل الذي ينعقد في طبرق (شرقي البلاد) وقضت بحله المحكمة الدستورية العليا.

وتقود الأمم المتحدة منذ سبتمبر/أيلول الماضي جهودا لحل الأزمة الأمنية والسياسية في ليبيا.