الواقع العربي

سر وفاة رستم غزالة بين النظام السوري واغتيال الحريري

سلطت حلقة “الواقع العربي” الضوء على ملابسات إعلان وفاةَ رستم غزالة رئيس إدارة الأمن السياسي السوري سابقا، والغموض الذي يكتنف هذا الإعلان في ظل العديد من الروايات التي تشير لمقتله.

بين إعلان إعلام النظام السوري عن وفاة رستم غزالة رئيس إدارة الأمن السياسي السوري سابقا إثر وعكة صحية والتسريبات التي تشير إلى مقتله، لا يزال الغموض سيد الموقف.

اللافت أنه لم تقم لغزالة جنازة رسمية تليق برجل كان حتما ضمن الدائرة المقربة من نظام الأسد منذ سنوات طويلة.

غير أن إحدى الروايات غير الرسمية التي تعود إلى أواخر فبراير/شباط الماضي تشير إلى أن غزالة أصيب بشظايا قنبلة في قدمه وعينه اليسرى في قريته قرفا بريف درعا، أثناء اشتباك مع مجموعة تابعة لرئيس شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة.

وفي الوقت نفسه أشارت إذاعة لبنانية إلى أن فحصا لعيّنةٍ من دم رستم غزالة أظهر أنه حُقن بمادة سامة قبل مدة طويلة تسببت في وفاته.

حلقة الاثنين (27/4/2015) من برنامج "الواقع العربي" سلطت الضوء على ملابسات إعلان دمشق وفاة رستم غزالة، والغموض الذي يكتنف هذا الإعلان في ظل العديد من الروايات التي تشير إلى مقتله.

صراع داخل النظام
عن هذا الموضوع يقول عضو اتحاد الديمقراطيين السوريين ميشيل كيلو إن هناك معلومات مؤكدة تشير إلى أن رستم غزالة تعرض لاعتداء عنيف جدا من عناصر الأمن العسكري.

ونفى كيلو أن يكون هذا الصراع قد تم بمعزل عن رأس النظام السوري، مؤكدا أن الصراع المكشوف بهذه الطريقة مستحيل حدوثه، وهو بالتأكيد بتعليمات من الأسد.

وأضاف أن غزالة تعرض لعملية عنف شديدة، والمعلومات تتحدث عن أنه تعرض لعملية "فسخ" عبر ربطه من ساقيه وشدهما.

وكشف كيلو عن أن رستم غزالة كان ينفي نفيا قاطعا علاقته بمقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كما كشف عن محادثات تمت بينه وبين رستم أكد فيها الأخير أنه لم يكن من الدائرة المقربة من الرئيس الأسد المكلفة بصياغة السياسات وإدارة العمليات في لبنان، وأن ماهر الأسد لعب دورا كبيرا في الإشراف على عملية اغتيال الحريري.

وختم كيلو بأن هناك عملية انفكاك عن النظام بدأت مع خروجه من لبنان وتسارعت وتيرتها مع اندلاع ثورات الربيع العربي، لافتا إلى أن النظم الاستبدادية قبل انهيارها تأخذ في التصدع وتنتشر فيها الاتهامات المتبادلة بين رموزها.

لبنان.. كلمة السر
من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي حازم الأمين أن طبيعة الوفاة المفاجئة وما رافقها من روايات تثير الكثير من علامات الاستفهام، واعتبر أن موت غزالة يعد تتويجا لأكثر من وفاة متعلقة بالوجود السوري في لبنان.

وأضاف الأمين أن ملف اغتيال الحريري سيكون حاضرا بقوة في هذا الحادث، لأن تصفية غزالة تمت في ظل انعقاد المحكمة الدولية وتحقيقاتها وما تحمله من معلومات.

وبشأن قراءته للأمر توقع أن يكون تبدل النفوذ في سوريا وتسلم إيرانيين لقيادة العمليات العسكرية ومراكز النفوذ في سوريا قد أفضى إلى توترات مع ضباط في النظام ربما كان رستم غزالة واحدا منهم.