الواقع العربي

هل تراجع نتنياهو عن تقسيم الأقصى أم أجّله؟

ناقشت حلقة 8/10/2015 من “الواقع العربي” الحسابات والاعتبارات التي تقف وراء قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع أعضاء الكنيست ووزراء حكومته من زيارة المسجد الأقصى.

ردود فعل عدة أثارها قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع وزراء حكومته وأعضاء الكنسيت من اليهود والعرب من زيارة المسجد الأقصى.

قرار جاء استجابة لتقديرات أمنية وسياسية رأت أن عمليات اقتحام الحرم القدسي شكلت عاملا أساسيا لاشتعال المواجهات، بينما اعتبر آخرون أن هذه الاقتحامات ليست إلا فتيلا فجر الأوضاع الملتهبة بالفعل، والتي يقدر البعض الآن أنها قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة جراء اعتداءات الاحتلال والمستوطنين المتواصلة على الفلسطينيين.

حلقة (8/10/2015) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت الحسابات التي تقف وراء قرار نتنياهو منع أعضاء الكنيست ووزراء حكومته من زيارة المسجد الأقصى.

تراجع أم تأجيل؟
من وجهة نظر أيمن زيدان نائب مدير مؤسسة القدس الدولية فإن المشهد اليوم يعكس هزيمة إسرائيلية، لكنه ليس تراجعا عن مخطط الاحتلال لتقسيم الأقصى، بل محاولة لامتصاص الهبة الشعبية واستيعاب الوضع.

واعتبر أن قرار نتنياهو مضلل لأن مشكلة انتهاك الأقصى لا تقتصر فقط على الرسميين بل تشمل أيضا المستوطنين، فضلا عن عمليات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني للحرم.

وتوقع زيدان أن يقدم الاحتلال على اتخاذ إجراءات -بعضها أمني وبعضها سياسي- لامتصاص الحراك الشعبي، مضيفا أن القدس وعت الدرس وخرجت من عقالها وشبانها سيحرقون هذا الاحتلال.

بدوره اعتبر أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت نشأت الأقطش قرار نتنياهو محاولة للرجوع إلى الوراء من أجل امتصاص الغضب الشعبي، بعدما أدرك أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدأت تتدخل في تحريك الشارع بحسب معلومات استخبارية إسرائيلية تبلغ بها.

وأضاف أن قرار السلطة الوطنية الفلسطينية تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل دفع أيضا نتنياهو إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وفي السياق ذاته لفت الأقطش إلى أن نتنياهو بدأ مشروعه المتمثل في تقسيم الأقصى بإلغاء الوصاية الأردنية على الحرم, مشيرا إلى أن هناك ثلاث دول عربية وازنة تدخلت وطلبت من الحركة الإسلامية غض الطرف عن دخول المستوطنين لأداء الصلاة في الأقصى.

وأعرب عن اعتقاده بأن حراك فلسطينيي الداخل 48 أحبط مشروع نتنياهو الذي استغل أوضاع الدول العربية المتململة لتنفيذه، مضيفا أن خطة نتنياهو أصبحت غير قابلة للتنفيذ في الوقت الراهن وسيضطر لتأجيلها.

استثمار الهبة
وعن أهمية الانتفاضة الشعبية في القدس والضفة الغربية أعرب زيدان عن قناعته بأن هذا الحراك في حال استثماره بشكل صحيح ولم يضع له الرسمي الفلسطيني كوابح، فإنه سيغسل الدرن الذي لحق بالمشروع الفلسطيني بسبب اتفاقية أوسلو.

ومن وجهة نظره فإن نتنياهو غامر ولم يتوقع هذه النتيجة بعد أن تفاجأ بأن الفلسطيني ما زال متمسكا بهويته وثوابته.

وقال زيدان إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالب بمراجعة البرنامج الوطني الفلسطيني, محذرا من أنه إذا تنصل مما يجري أو اختار الحياد، فإن ذلك سيجهض تحقيق مكاسب سياسية.

واعتبر أن ما يجري اليوم فرصة لمراجعة العمل السياسي الفلسطيني وإعادة صياغة مشروع لا يكرس الاستيطان ولا يضيّع القدس، لافتا إلى أن ما يحدث هو هبة شعبية عفوية تجاوزت الفصائل والسلطة بعد أن ضاقت ذرعا بممارسات الاحتلال.

من جانبه اعتبر الأقطش أن هناك شعورا بالمهانة في إسرائيل بعد عجزها عن تنفيذ قرار التقسيم، وأن هناك إدراكا لدى بعض الرسميين الإسرائيليين بأنهم يلعبون بالنار، في حين هناك حراك فلسطيني يأبى أن يتوقف.

ورأى أن السلطة لا تريد أن تهدئ الوضع قبل أن تحصل على شيء من الاحتلال، أقله العودة إلى المفاوضات.