الواقع العربي

الانتخابات البرلمانية المصرية وعودة رموز مبارك

سلط برنامج “الواقع العربي” الضوء على المناخ السياسي الذي يحيط بالانتخابات البرلمانية المزمعة في مارس/آذار المقبل وعودة رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى الواجهة.

تجري في مصر خلال شهر مارس/آذار المقبل انتخابات برلمانية هي الأولى بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 بحسب ما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات.

المناخ السياسي الذي يحيط بهذه العملية وعودة رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك إلى الواجهة، كانا محور حلقة "الواقع العربي" أمس 24/1/2015.

وكانت سيطرة الحزب الوطني في مصر إبان عهد مبارك شبه كلية. وكان تغلغل أذرع الحزب في مفاصل الدولة وتزاوج رأس المال بالسياسة أحد أسباب انفجار الوضع في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.

ومع وجود أحزاب معارضة عرفت غالبا بالمستأنسة، وُجدت كذلك أحزاب صغيرة لا يكاد يتذكرها المواطنون المصريون، وجاءت ثورة يناير بأول رئيس منتخب قضى عاما في الحكم حتى انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 لتؤول السلطات إلى يد رئيس قادم من المؤسسة العسكرية.

هذا المناخ السياسي الراهن ليس إيجابيا في رأي الكاتب والباحث السياسي عمرو هاشم ربيع، فهو مناخ ساهم إعلام رجال الأعمال الموالين لمبارك في ترسيخه، لافتا إلى أن عودة هذه الرموز معيبة، لكن لا يعني ذلك رصيدا لنظام الإخوان المسلمين، فالنظامان "أسوأ" من بعضهما بعضا، بحسب قوله.

ويلاحظ ربيع أن هناك مشاكل كثيرة حاليا تنال من عودة الحياة الديمقراطية السليمة، وأن السطوة الأمنية غير المبررة وانتهاك الحقوق بهذا الكم لم يكونا موجوديْن لولا "الإرهاب" الذي قامت به جماعة الإخوان المسلمين أو ممالئوها، على حد تعبيره.

وأخيرا رأى ربيع أن الخريطة الحزبية متشابهة، وأن التحالفات تشي "بأننا أمام مثالب كبيرة" حيث وجدت الأحزاب كي تتنافس في الأساس، لافتا إلى أن الشعب لا يثق في الأحزاب.

"أسوأ من مبارك"
بدوره قال حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط المصري إن نظام الانقلاب الذي أودع فصائل الثورة في السجون وترك مبارك ونجليه أحرارا هو "أسوأ من نظام مبارك".

ولدى سؤاله عن الانتخابات المقبلة وتوفر الأجواء لها، رفض بالجملة الاعتراف بالانقلاب وبما يأتي به من إجراءات، مضيفا -وهو عضو البرلمان في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي– أن ثلث أعضاء البرلمان ورئيسه في السجن وأن هذا مدعاة لعقد البرلمان خارج البلد، إذ إن الدستور المصري يتيح هذا.

واعتبر عزام أن السياسة في مصر ميتة بعد الانقلاب، وأن المناخ العام منزوع الإنسانية يديره نظام يستأثر بالسلطة والثروة، متسائلا "كيف نتحدث عن انتخابات مع سلطة داست بالدبابات انتخابات شرعية شارك فيها 32 مليون مواطن؟".

وأخيرا قال إن "التمثيلية" الانتخابية لا تحظى بالاعتراف، لافتا إلى مواقف عدة من بينها موقف الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه لن يشرف عليها.