الواقع العربي

استعداد الدول العربية لمواجهة الكوارث الطبيعية

ناقشت حلقة الثلاثاء 13/1/2015 من برنامج “الواقع العربي” مدى الاستعداد في الوطن العربي لإدارة الكوارث والحد من مخاطرها، واهتمام الدول العربية بإنشاء وحدات لإدارة الأزمات والكوارث.

تعرضت دول عربية مختلفة خلال العقود الأخيرة لكوارث مختلفة، تمثلت في زلازل وفيضانات وسيول وموجات جفاف وانزلاقات أرضية، الأمر الذي طرح تساؤلات حول مدى إدراك المجتمعات العربية سواء على المستوى الفردي أو المؤسساتي لأهمية ثقافة الاستعداد لأي كارثة طبيعية أو بشرية والحد من مخاطرها. 

يقول خبراء إن الكوارث التي ضربت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبا في العقود الأخيرة، اللافت أن الاهتمام بتحرك للتعاون الإقليمي للحد من مخاطر الكوارث لم يبدأ إلا قبل عامين بمؤتمر عقد في الأردن.

وقد كشف التعامل مع العاصفة الثلجية التي ضربت مؤخرا دولا عدة أن المنطقة العربية لم تستعد بعد بالقدر الكافي لإزالة آثار الكوارث الطبيعية.

الخبيرة في الحد من مخاطر الكوارث نور السعايدة، قالت لحلقة الثلاثاء 13/1/2015 من برنامج "الواقع العربي" إن الفيضانات التي ضربت المغرب مؤخرا تعتبر من الكوارث الطبيعية التي تتكرر سنويا.

وأشارت إلى أن الفيضانات من الكوارث التي يمكن التنبؤ بحدوثها، ونوهت أيضا إلى أن العاصفة "هدى" تم التنبؤ بحدوثها قبل فترة، وتم الإعلان عن قدومها عبر العديد من وسائل الإعلام.

ميزانيات ضعيفة
ووفق السعايدة، فإن المخاطر الطبيعية تعتبر كوارث في حال كون مصدر الخطر هو الأمطار الغزيرة مثلا، ويزداد الأمر سوءا في حالة انعدام الوعي بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن ذلك، إضافة للبنى التحتية الضعيفة الموجودة في معظم الدول العربية.

وأوضحت أن الزلازل المدمرة تكرر نفسها في المنطقة العربية كل سبعين سنة، ولذلك يمكن التنبؤ بمكان وتوقيت وقوة حدوثها، وذلك بمتابعة دورة حدوثها عبر التاريخ.

وشددت الخبيرة "في شؤون الحد من مخاطر الكوارث" على أن الجهات المعنية يمكنها تحديد الكوارث وتقييمها لتقليل المخاطر الناجمة عنها للحد الأدنى، وأن هناك مخاطر يمكن تقليل آثارها إلى حد كبير.

وعبرت عن أسفها لأن معظم الدول العربية ليس لديها الوعي الكافي لإدارة الكوارث والأزمات، مشيرة إلى أن مراحل مكافحة كل كارثة تمر بالعديد من الخطوات التي يجب أن تكون متوفرة لدى كل دولة.

وحول المعوقات التي تحول دون توفير الدول العربية لمعدات وإدارات مكافحة الكوارث، قالت السعايدة إن معظم الدول العربية ذات ميزانيات ضعيفة الأمر الذي يجعلها توجه بنود الصرف نحو مشاريع أخرى، إضافة إلى غياب جهة توحد جهود الدول العربية المتخصصة بإدارة الأزمات.

ونصحت السعايدة بأن تتم مشاركة المعلومات والبيانات بين الدول على المستوى الإقليمي في حالة حدوث كارثة أو أزمة طبيعية، لأن بعض الكوارث تكون عابرة للحدود، وعلى المستوى الفردي أشارت إلى ضرورة توعية أفراد المجتمعات الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية لأن دورهم كبير في تخفيف مخاطر الكوارث، ومساعدة الجهات المسؤولة في تنفيذ واجباتها.