الواقع العربي

دور قوات حفظ السلام الأممية بدارفور

ناقشت حلقة 22/11/2014 من برنامج “الواقع العربي”دور قوات حفظ السلام الأممية، بعد طلب الخرطوم من الأمم المتحدة سحب قواتها من دارفور على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم اغتصاب بقرية تابت.

بسبب دعوة من الأمم المتحدة للحكومة السودانية بإعادة التحقيق في اتهامات وجهت إلى عناصر من الجيش السوداني بارتكاب جرائم اغتصاب في قرية تابت بإقليم دارفور، طالبت الخرطوم القوات الأفريقية والدولية (يوناميد) بسحب قواتها من دارفور، بعد أن وصفت تلك القوات بأنها أصبحت عبئا على الحكومة السودانية.

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم الدكتور الطيب زين العابدين أن حكومة السودان تصرفت بقدر من "الحكمة والدهاء" مع هذه القضية، باعتبار أن عرض الخرطوم لتقليص القوات الأفريقية والأممية بالتدريج يتوافق مع قرار أممي صادر عام 2012 ويقضي بتقليص هذه القوات. ورجح ألا يكون خلاف بين مقترح السودان والقرار الأممي.

وقال زين العابدين إن "يوناميد" عجزت عن أداء المهمة التي كلفت بها في دارفور، بحكم طبيعة المناخ والظروف في الإقليم الذي تفوق مساحته مساحة فرنسا، كما أنها لم تعط الإمكانيات اللازمة، وهي نفسها عجزت عن حماية نفسها -يضيف المتحدث- حيث قتل منها 200 شخص بين شرطة ومراقبين وغيرهم.

وبشأن الطلب الأممي بالتحقيق في مزاعم الاغتصاب، أشار زين العابدين لحلقة 22/11/2014 من برنامج "الواقع العربي" إلى اتفاقية بين الأمم المتحدة وحكومة السودان تفوض القوات الأممية بالتحقيق في أي انتهاكات ترتكب ضد المدنيين.

وكان موقع إذاعة "دبنقا" المحلية المختصة بشؤون دارفور ذكر في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن قوات من الجيش دخلت إلى قرية تابت بعد فقدان أحد الجنود واغتصبت مائتي امرأة وفتاة صغيرة.

وكشف أنه بعد ظهور مزاعم الاغتصاب الأخيرة في قرية تابت تأجل طلب "يوناميد" بالتحقيق لمدة خمسة أيام، كما شهدت المنطقة وجودا مكثفا للقوات النظامية المتهمة بارتكاب الاغتصاب، وفي رأي زين العابدين ما كان يجب أن تجري البعثة الأممية التحقيق في ظل تلك الظروف.

وفي حال انسحاب بعثة من دافور، يؤكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، أن الوضع سيزداد سوءا، لأن الحكومة السودانية لا تملك البديل، وهي نفسها عاجزة عن حفظ الأمن في الإقليم الذي تشكو حكوماته من ضعف هيبة الدولة فيه. كما أن الاتحاد الأفريقي غير قادر هو الآخر على القيام بالمهمة.

وتنتشر البعثة الأممية والأفريقية المشتركة في دارفور منذ مطلع العام 2008، ويتجاوز عدد أفرادها عشرين ألفا من الجنود العسكريين وجنود الشرطة والموظفين من مختلف الجنسيات بميزانية بلغت 1.4 مليار دولار للعام 2013.

وحسب ضيف حلقة "الواقع العربي" فإن"يوناميد" هي أكبر بعثة أممية في العالم، وقدر عدد أفرادها بأكثر من 30 ألفا وميزانيتها بـ640 مليون دولار سنويا، خلال العامين 2013 و2014 وكانت أعلى قبل ذلك.