الواقع العربي

من المسؤول عن بقاء لبنان بدون رئيس؟

استعرضت حلقة الخميس 20/11/2014 من برنامج “الواقع العربي” شلل النظام السياسي في لبنان في ضوء التمديد لمجلس النواب والفشل في انتخاب رئيس جديد منذ ستة أشهر.

"المحاصصة الطائفية" هكذا يمكن تلخيص النظام السياسي اللبناني الذي يقضي بتوزيع السلطات بين الطوائف بشكل يعطي رئاسة الدولة لمسيحي ماروني، ورئاسة الحكومة لمسلم سني، ورئاسة البرلمان لمسلم شيعي.

ولا يقتصر الأمر على هذه المناصب، فقد امتد نظام "المحاصصة الطائفية" ليحدد هوية شاغلي المناصب الحكومية والإدارية والعسكرية.

ورغم أن النظام السياسي اللبناني أثبت صلابته -على الأقل من حيث الشكل عبر سنوات طويلة- فإن هذه الصلابة أصبحت محل شك مؤخرا في ظل الفشل بانتخاب رئيس جديد منذ قرابة ستة أشهر والتمديد لمجلس النواب بقرار يراه كثير من اللبنانيين معيبا.

إدارة التعدد
الكاتب والباحث السياسي اللبناني محمد السماك قال لحلقة الخميس 20/11/2014 من برنامج "الواقع العربي" إن مجلس النواب هو المخول بانتخاب رئيس الجمهورية، وأرجع المشكلة القائمة الآن إلى سوء تنفيذ وعدم احترام نصوص النظام اللبناني.

وأضاف الباحث أن تعدد الطوائف وتقاسم السلطات في دولة مدنية يجعلان النظام اللبناني ناجحا في إدارة التعدد، بعكس بعض الدول العربية التي تفشل في إدارته.

ورأى أن التمديد لمجلس النواب يعتبر "أسوأ" الشرور التي يمكن أن يتجاوز بها لبنان محنته الحالية.

وأشار السماك إلى أن الأحزاب السياسية في لبنان كانت تستوعب مسلمين ومسيحيين ودروزا وعلويين، ولكن بعد إقرار اتفاق الطائف لعب التمزق الاجتماعي -الذي حدث في لبنان عقب الحرب- دورا كبيرا في تحول الأحزاب والقوى السياسية إلى جهات تمثل طوائف، الأمر الذي عاد بالحياة السياسية إلى الوراء.

وأكد أن الديمقراطية تمارس في لبنان باعتبارها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، بهدف الحفاظ على الطوائف المختلفة التي يبلغ عددها 18 طائفة.

ودعا المسيحيين إلى الاتحاد في ما بينهم حتى يثبتوا للعالم أن المسيحية لا يمكن أن تتسبب في تعطيل كفاءة الرئيس، موضحا أن الرئيس اللبناني يظل هو المسيحي الوحيد بين كل رؤساء العالم العربي.

حرب استنزاف
أما مدير مركز "أمم" للتوثيق والأبحاث لقمان سليم فقد رأى أن المشكلة تكمن في اتفاق الطائف الذي مكن "الاحتلال البعثي"، وأوضح أن النظام السياسي في لبنان سقط عام 2005 بعد اغتيال الرئيس اللبناني الراحل رفيق الحريري وخروج القوات السورية من البلاد.

وبشأن الحياة السياسية، أكد سليم أن لبنان اليوم يعيش خارج أي نظام، لأن الطبقة السياسية تتكون من أمراء الطوائف وممولي الحرب، وأشار إلى اتكالية الطبقة السياسية على الحماية من الجيش، الأمر الذي اعتبره أبلغ دليل على خوائها وفسادها.

ورأى سليم أن الطائفة الشيعية تجد نفسها متورطة في حرب استنزاف لا نهاية لها، واتهمها بتوريط لبنان في الحرب السورية رغم مزاعم البعض باتباع سياسة النأي بالنفس.