عالم الجزيرة

التمييز ضد المواطنين السود بتونس

سلط برنامج “عالم الجزيرة” الضوء على جرائم التمييز والعنصرية التي يتعرض لها بعض المواطنين التونسيين أصحاب البشرة السوداء.

تونس كأي دولة أخرى في شمال أفريقيا تضم أقلية كبيرة من ذوي البشرة السوداء، يعمل الكثير منهم في وظائف متواضعة أو زهيدة الأجر، أما فرصهم لتحسين أوضاعهم فضئيلة.

بعد ثورة 2011 اعتمدت تونس دستورا جديدا ينص على أن "المواطنين والمواطنات متساوون في الحقوق والواجبات، وهم سواء أمام القانون من غير تمييز"، لكن يبدو أن بعض التونسيين يعانون من التمييز، ولا يتمتعون بحقوق متساوية مع الآخرين، فالمواطنون السود في البلاد غالبا ما يتعرضون للإهانات اللفظية.

حلقة (2016/9/11) من برنامج "عالم الجزيرة" سلطت الضوء على جرائم التمييز والعنصرية التي يتعرض لها بعض المواطنين التونسيين أصحاب البشرة السوداء.

لا تتوفر أرقام رسمية عن نسبة ذوي البشرة السوداء، لكن من تحدثنا إليهم يعتقدون أن النسبة تصل إلى نحو 15% من عدد السكان على الرغم من أن الأغلبية تعتبر نفسها ذات بشرة بيضاء، كما يخلو العديد من المهن من السود خلوا واضحا، أما القلة التي يتاح لها الانخراط في بعض المهن فتقول إنها غالبا ما تتعرض للتمييز.

ياسر لطيفي هو الحكم الأسود الوحيد في الاتحاد التونسي لكرة القدم، ويتعرض بشكل يومي لإهانات لفظية من قبل الجمهور، وعادة ما يفلت من يقوم بذلك من العقاب.

يقول مهنيون آخرون من ذوي البشرة السوداء إنهم يعانون كذلك من الإساءات في مكان العمل، وهذا ما وجدناه عندما التقينا نجيبة حمروني التي سبق أن استهدفت من بعض الجماعات المحافظة على خلفية نشاطها كنقيبة للصحفيين التونسيين.

"بمجرد أني بدأت أدافع عن حرية التعبير وحقوق الصحفيين وبدلا من مناقشة أفكاري يتم العودة إلى لوني، حيث ظهرت صفحات خاصة باسمي على فيسبوك للإساءة إلي بصورة دنيئة جدا ولا إنسانية بالمرة"، هذا ما قالته حمروني.

تمييز عنصري
وأضافت "في إحدى المرات قامت محامية بنشر شريط فيديو على شبكة التواصل الاجتماعي استهدفتني شخصيا وسمتني بالاسم ونعتتني بنعوت عنصرية، وعندما رفعت قضية ضد هذه المحامية أوقفت القضية لأنه لا يوجد قانون يجرم العنصرية في تونس".

وبحسب الحمروني، فإن بعض المحلات والمطاعم والمقاهي لا تشغل إلا عاملا أسود اللون، لأن من يقدم الخدمة لا بد أن يكون أسود اللون، لكن الأمر لا يقتصر على كون معظم التونسيين السود يعملون في وظائف زهيدة الأجر، فبعض المهن -ولا سيما تلك المتصلة بالإعلام والسياسة- يبدو كأنها محظورة على السود.

ولا يقتصر الأمر على ذلك، حيث يتعرض الأطفال السود لتمييز وإهانات من معلميهم في المدارس، كما رصدت كاميرا الجزيرة إحدى المدارس في قرية سيدي مخلوف جنوب البلاد والتي خصصت حافلة لنقل الطلاب البيض وأخرى لنقل الطلاب السود، لكن وزارة التربية والتعليم تصر على أن هذه مجرد حالة محدودة ولا تشكل ظاهرة.

وزير حقوق الإنسان كمال الجندوبي أقر بأن هناك مشكلة عنصرية في تونس، مؤكدا أنه يسعى لأن تعمل بعض الجهات في الدولة على معالجة هذه الظاهرة التي تجعل المواطنين السود يشعرون بالحسرة والمرارة في المدرسة أو العمل.