عالم الجزيرة

بورتوريكو.. اللعب مع الكبار

سلطت حلقة (31/1/2016) من برنامج “عالم الجزيرة” الضوء على هجرة سكان جزيرة بورتوريكو الأميركية منها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

جزيرة بورتوريكو، إقليم تابع للولايات المتحدة الأميركية، يرزح تحت دين يتجاوز سبعين مليار دولار. السكان مواطنون أميركيون، ولكن معدل الفقر فيها يبلغ ثلاثة أضعاف المعدل القومي، وهو ما دفع أعدادا قياسية منهم للمغادرة.

حلقة (31/1/2016) من برنامج "عالم الجزيرة" سلطت الضوء على هجرة سكان جزيرة بورتوريكو الأميركية منها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

اليوم يغادر المزيد من الناس الجزيرة وبأعداد غير مسبوقة منذ خمسينيات القرن الماضي. "جوزيه" مواطن يستعد لمغادرة بورتوريكو. وفي حين يعبر عن حزنه لمغادرته موطنه بالقول "لم أبتعد يوما عن بلدي، ربما تكون هذه المرة الأولى بعد زمن طويل"، فإنه يؤكد أن جميع أصدقائه يغادرون. "كثير من الناس الذين أعرفهم يقولون نعم سنرحل قريبا، وربما لن نعود".

تقول رئيسة اتحاد المعلمين مرسيدس مارتينيز إن الاتحاد حاول أن يتصدى لإغلاق المدارس، ولكن الحكومة ما زالت تخطط لإغلاق مئات من المدارس.

مدرسة هوزي ميلينداز أيالا أغلقت قبيل بدء العام الدراسي، ولكن الأهالي رفضوا المغادرة قبل حضور وزير التعليم لمقابلتهم. وعندما جاءت الشرطة لإخلاء المدرسة، اتخذ الأهالي موقفا وقرروا الاعتصام خارج المدرسة منذ ثلاثة أشهر.

لقد سبق أن استُهدف نظام التعليم في بورتوريكو من قبل. في العام 2008 قاد المعلمون احتجاجا على مستوى الجزيرة. وبعد ذلك بثلاث سنوات، اشتبك طلاب الجامعات مع الشرطة بسبب ارتفاع الرسوم.

كان مانويل ناتال زعيم تلك الاحتجاجات، وهو الآن أصغر عضو في الكونغرس، وقد عارض خطة صدرت عن الحاكم مصممة لسداد مستحقات الدائنين في وول ستريت. وتدعو الخطة إلى مزيد من التخفيضات في التعليم العام.

يقول مانويل "كل يوم نسمع الكلام ذاته.. لا يوجد بديل.. سوف نزيد الضرائب على الفقراء.. سوف نخفض من الإنفاق على التعليم.. سنعمل على الحد من خدماتنا في مجال النقل العام.. هم يحاولون إجبارنا على التزام نهج واحد من العمل، والبعض منا يتحدى ذلك، وعندما نطرح البدائل، يأتينا الجواب، اعذروني، لا يمكن القيام بذلك".

بعد عقد من الضائقة الاقتصادية، ومع احتمال المزيد من التخفيضات، لم يترك للعديد من سكان بورتوريكو أي خيار آخر سوى الرحيل.

مستثمرون جدد
ورغم الانهيار الاقتصادي في بورتوريكو، فإن الجميع لم يهرب، فبينما يُدفع العديد من سكان بورتوريكو نحو المغادرة تصل مجموعة جديدة.

وفي كفاحها من أجل تسديد ديونها وإنعاش الاقتصاد، تحاول بورتوريكو جذب مستثمري وول ستريت من خلال تقديم معدل من أدنى معدلات الضرائب في العالم.

نتيجة لذلك، فإن مستثمرين من أمثال نيك بروتي ينتقلون إليها، وقد نقل شركة الأسهم الخاصة به من كونيتيكوت قبل سنتين. يقول بروتي إن المستثمرين من أمثاله يوفرون فرصا للعمل ويحفزون الاقتصاد.

في مكتب وزير التنمية الاقتصادية بالجزيرة، صور المستثمرين من وول ستريت معلقة على الجدران. يقول باكو "نجذب أصحاب مليارات ناجحين ومرموقين يتصدرون قائمة أقوى مئة مستثمر في الولايات المتحدة، وربما قائمة أفضل مئتي مستثمر في العالم أيضا".

المهاجرون من بورتوريكو إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة يناهز عددهم خمسة ملايين، وهذا الرقم يتزايد كل يوم، لكن أولئك الذين غادروا أصبحوا في وضع يؤهلهم للتأثير على مستقبل الجزيرة.

نشطاء من بورتوريكو وصلوا إلى صندوق تحوط يتخذ مقره في مانهاتن اسمه "بلو ماونتن كابيتال".

غالبا تستثمر صناديق التحوط في الاقتصادات التي تعاني من الديون، فتشتري سندات بأسعار منخفضة، وتتطلع إلى تقلبها من أجل تحقيق أرباح سريعة. بورتوريكو تمثل اليوم آخر أهدافهم، وقد أكسبتهم هذه الاستراتيجية سمعة بين النقاد بأنهم "صناديق انتهازية".