برامج متفرقة

في ضيافة البندقية.. كتائب القسام

مع احتياطات أمنية دقيقة تسجل الكاميرا عقب انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 مشاهد لمسيرة كتائب عز الدين القسام التي انطلقت عام 1992 لتصبح واحدة من أكبر قوى المقاومة الفلسطينية.

قدم فيلم "في ضيافة البندقية" إطلالة على كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ليس بوصفها ذراعا عسكريا هو الأكبر بين فصائل المقاومة، بل توجهات يعبر عنها أبرز قادة القسام كأفراد يقولون إنهم لا يسعون للموت ولكنهم مستعدون له من أجل تحرير بلادهم.

أعادت الجزيرة مساء 9/8/2014 بث الفيلم الذي أنجزته بعد فترة قصيرة من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في العام 2005.

ومع احتياطات أمنية دقيقة دخل المخرج إياد الداود مغطى العينين إلى مناطق العمليات في الطريق للقاء شخصيات بارزة في كتائب القسام، ومنهم القائد العام لكتائب القسام والمطلوب رقم واحد منذ العام 1992 محمد الضيف والقائد العسكري البارز أحمد الجعبري الذي اغتالته إسرائيل في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، والناطق الإعلامي باسم القسام أبو عبيدة.

محمد الضيف:
نحن شعب قهر وظلم وطرد من دياره، وإن عصبة الأمم (التي سبقت الأمم المتحدة) تحولت إلى عصابة الأمم حيث لا تسري قوانينها إلا على الضعيف ولا تطبق على دولة الكيان الإسرائيلي

وسجلت الكاميرا جملة من التدريبات القتالية الشاقة التي يخضع لها شباب جلهم يتابع دراسته الجامعية. وبينما كان المتدربون في الاستراحة يتجاذبون أطراف الحديث حول آمالهم الشخصية والوطنية، كان من يسمون "المرابطين" يتابعون من مواقع رصد متقدمة أي تحركات للجيش الإسرائيلي.

"عصابة الأمم"
يقول محمد الضيف "نحن شعب قهر وظلم وطرد من دياره" وإن عصبة الأمم (التي سبقت الأمم المتحدة) تحولت إلى عصابة الأمم حيث لا تسري قوانينها إلا على الضعيف ولا تطبق على دولة الكيان الإسرائيلي، على حد تعبيره.

ويقول عن نفسه إنه ضيف يتحرك في غزة من شمالها إلى جنوبها إلى الضفة الغربية "وفي كل مكان من هذه الديار الحبيبة". ومنذ أصبح المطلوب الأول أصبحت ترى أفعاله ولا يعرف شكله.

ويسرد الضيف بعض المحطات في مسيرة القسام بدءا من العمل ضد العملاء وإطلاق النار على الجيش الإسرائيلي مباشرة، ثم الأعمال التفجيرية التي كان يديرها الشهيد يحيى عياش، ثم حرب الأنفاق واقتحام المستوطنات.

وقت تسجيل الفيلم كان عدد أفراد القسام يقدر بـ15 ألف مقاتل، وكانت القدرات الصاروخية لجهة قوتها التفجيرية ومداها قطعت من الخبرة خمس سنوات منذ إطلاق أول صاروخ في يونيو/حزيران 2001.

خنساء فلسطين
ويورد الفيلم مشاهد للشهيدين تيتو مسعود ونضال فرحات صاحبي فكرة صناعة الصواريخ أثناء عملهما، ثم تنتقل الكاميرا إلى مريم فرحات والدة الشهيد فرحات التي تسمى "خنساء فلسطين" حيث فقدت إضافة إلى نضال محمد ورواد فرحات.

والأم التي تقول إنها حينما تكون وحدها "تأخذ كفايتها من البكاء" على أولادها الشهداء والمطاردين، بيد أنها تصر على عدم الجزع والندم من فقدان أبنائها في سبيل الله، حسبما أضافت.

في وسط الميدان تحدث أحمد الجعبري عن أقسام علمية وتطويرية وتربوية داخل الجهاز العسكري وتوجهات لإنشاء محكمة قضاء عسكري بغية إكمال "مشوار التأسيس الذي بدأه إخواننا المجاهدون، وعلى رأسهم الشهيد المؤسس صلاح شحادة".

في لحظات مؤثرة يعود الجعبري من ميدان العمل ليحتضن ابنته وحفيدته الصغيرة التي تناديه "بابا" لأنها لم تر والدها الذي استشهد، وحين يقال له إنك قريب من الموت يرد "هذه قضية غالية وهذا وطن غال وهذه الجنة"

ولدى سؤاله عما يقال إنه الرجل الثاني في القسام قال "فليقولوا ما يقولون، ليس لدي منصب وأنا مجاهد في سبيل الله".

الجعبري في بيته
وفي لحظات مؤثرة يعود الجعبري من ميدان العمل ليحتضن ابنته وحفيدته الصغيرة التي تناديه "بابا" لأنها لم تر والدها الذي استشهد، وحين يقال له إنك قريب من الموت يرد "هذه قضية غالية وهذا وطن غال وهذه الجنة".

بدوره تحدث الناطق الإعلامي أبو عبيدة عن خمس عمليات نوعية من خلال حرب الأنفاق الأولى ضد موقع ترميد وموقع حردوت وعملية محفوظة، ومن ثم كانت عملية السهم الثاقب وبراكين الغضب في معبر رفح، مضيفا أن طول الأنفاق في هذه العمليات تراوح بين 350 و400 متر، وكان النفق الواحد يستغرق حفره حوالي أربعة أشهر.

أما منفذ عملية براكين الغضب فيسرد بعض الوقائع التي سبقت ورافقت العملية ونفذتها القسام مع "صقور فتح" ويقول إنه أبلغ بأن النفق جاهز لتنفيذ "عملية استشهادية" وإن دوره سيكون الاقتحام بعد تفجير الموقع. ويضيف أن العملية تمت بكل هدوء.

المقاتل الذي عاد سالما بينما استشهد رفيقه يعرب أمام مخرج الفيلم عن أنه خائف من الكاميرا أكثر من "خوفه من سلاح العدو"، لكنه حين يبرز السلاح الذي غنمه من الجنود الإسرائيليين يختم بقوله "هذا سلاح كان يقتل به أطفال فلسطين، ونحن سنقتل به جنودهم".