برامج متفرقة

إلى أين تتجه الأوضاع بغزة؟

ناقشت الحلقة سيناريوهات المرحلة المقبلة للحرب على غزة، خاصة بعد محاولة اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، وفشل مفاوضات القاهرة.

اتهم القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إسرائيل بإفشال مفاوضات القاهرة بعد أن فشلت في فرض شروطها، رغم أن الوفد الفلسطيني أعطاها الفرصة الكافية وتعامل معها بمرونة، واعتبر أن إسرائيل فشلت أمنيا وسياسيا، ولذلك تلجأ للأساليب القذرة، ومنها محاولة اغتيال محمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقلل شهاب -في تصريحات له لحلقة برنامج "عزة تنتصر" بتاريخ 20/8/2014- من تهديدات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وقال إنها ليست جديدة، وأكد -في المقابل- أن الشعب الفلسطيني أخذ قراره بأن يستعيد حريته.

وتوعد شهاب بنقل المعركة إلى الضفة الغربية، حيث قال "نعدكم بأن ينقل السلاح إلى الضفة الغربية وإلى كل ركن وجزء من فلسطين".

وردا على تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن العرب تخلوا عن حماس، وأنه لا توجد أي دولة تدعمها سوى قطر وإيران، وقال إن الرد على كلام نتنياهو يجب أن يأتي من الشعوب العربية، التي طالبها بالخروج للشوارع لقول لنتنياهو إن العرب يحتضنون المقاومة الفلسطينية، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية قضية "تجميع لا تفريق".

من جهته، رأى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الأمة عدنان أبو عامر أن استهداف الضيف هو قرار سياسي وإستراتيجي، لما يشكله الرجل من خطورة على قادة إسرائيل، حيث يعتبرونه كابوسا، ويطلقون عليه لقب "صاحب الأرواح السبعة"، وأشار إلى أنه رغم تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية فإنها فشلت في الوصول إلى الضيف وإلى عصب المقاومة الفلسطينية.

واعتبر أن بيان كتائب القسام يحمل إشارات واضحة إلى أن الجولة الجديدة من الحرب قد تكون قاسية. 

وتحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح رائد نعيرات عن المقاومة الفلسطينية التي قال إنها انتقلت من سياسة الانتقام إلى مربع الإنجازات وتحقيق المكاسب، فقد تعالت أخلاقيا، وكانت رسالتها عالية جدا من خلال توجيهات وتحذيرات أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام.

وكان أبو عبيدة قد حذر -في بيان تلاه مساء الثلاثاء- شركات الطيران العالمية من الوصول إلى مطار بن غوريون ابتداء من صباح غد الخميس، كما أنذر الإسرائيليين من التجمع في الأماكن العامة وخاصة ملاعب كرة القدم، وقال إنه يتوجب على سكان غلاف غزة البقاء في الملاجئ ولا يسمح لهم بالعودة إلى بيوتهم حتى يأذن بذلك القائد العام للقسام محمد الضيف.

تلكؤ فلسطيني
وبحسب نعيرات، فإن خطاب كتائب القسام لا يحمل رسائل للفلسطينيين والعرب فقط، بل يخاطب الإسرائيليين والعالم، وتوقع من قراءته للخطاب حدوث تصعيد كبير جدا خلال الفترة المقبلة.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس محمود محارب، فتحدث عن حالة إحباط كبيرة في إسرائيل على المستويين الشعبي والرسمي، فالحرب على غزة لم تحقق أهدافها بدليل استمرار المقاومة الفلسطينية في ضرب العمق الإسرائيلي، وقال إن الإسرائيليين يبحثون حاليا عن مخرج، خاصة في ظل أزمتهم مع الرأي العام العالمي ومع الولايات المتحدة الأميركية.

ورأى محارب أن استمرار المقاومة الفلسطينية في ضرب العمق الإسرائيلي يؤثر جدا على إسرائيل.

وفي قراءة قانونية للتطورات في غزة، قال الخبير في القانون الدولي أنيس قاسم إن المقاومة الفلسطينية تمارس حقها الطبيعي والشرعي في الدفاع عن النفس وحماية وجودها، لأن قطاع غزة محتل، ويقع تحت الحصار منذ ثماني سنوات.

وأضاف أن إسرائيل تقتل المدنيين بينما حماس تعطي تعليماتها لمقاتليها بعدم استهداف المدنيين الإسرائيليين.

وأكد قاسم أن هناك تخاذلا عربيا بشأن ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ودعم كلامه بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن علاقاتهم بدول عربية، منها قول نتنياهو إن حربه على غزة "حرب مشروعة بغطاء عربي"، ونوه إلى أن أيا من الدول العربية -بما فيها السلطة الفلسطينية- لم تسارع لنفي كلام نتنياهو.

كما قال إن القيادة الفلسطينية تتلكأ في الانضمام لاتفاقية روما التي تتيح لها محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية.