Tunisian men hold up bars and sticks as they gathered in La Gazella city near Tunis on Janaury 15, 2011. Tunisia teetered on the edge of chaos today as it began a delicate transition period with controls suddenly loosened following the end of President Ben Ali's authoritarian rule. Bands of looters defied a curfew to go on
منبر الجزيرة

هل استجاب القدر لإرادة الشعب التونسي؟

هل جنى التونسيون ثمار هبتهم؟ هل استجاب القدر بالفعل لإرادتهم؟ كيف يتصورون المستقبل؟ وهل هذا المشهد الذي رأيناه قابل للتكرار في بلاد عربية أخرى؟

– دوافع الهبة الشعبية ودور الجيش وآفاق الانتفاضة
– دور الإعلام وسبل المحافظة على مكاسب الثورة

– دروس الانتفاضة التونسية وتداعياتها على الشعوب العربية

[شريط مسجل]

منى سلمان
منى سلمان

مواطن تونسي: يحيا الشعب التونسي، تحيا تونس الحرة، يحيا تونس العظيم، يا أحرار تونس تراكم تحررتم، ما عادش بدنا مجرم اسمه بن علي، بن علي مجرم وهرب، ما عادش تخافوا هزوا رؤوسكم، ما عادش تخافوا من حد، تحررنا، الشعب التونس حر، الشعب التونسي ما يموتش، الشعب التونسي العظيم، تحيا تونس الحرة، المجد للشهداء الفضل لكل شهيد ولكل قطرة دم من امبارح لليوم، تونس حرة..

[نهاية الشريط المسجل]

منى سلمان: هكذا صرخ هذا المواطن التونسي في قلب العاصمة التونسية ليلة أمس متحديا حظر التجول فور إعلان مغادرة رئيسه المخلوع، في هذا التسجيل الذي اختلط فيه صوت الهتاف بالدموع بالزغاريد والذي أرسله لنا وصوره أحد مشاهدينا، مشهد لم يعرفه هذا الجيل من قبل، حاكم عربي يفر ليلا بعد أن أسقطته جماهير شعبه التي تصدت لأمنه بصدورها العارية بعدما أن حكمها لما يزيد عن عقدين من الزمن، فهل كان الشارع التونسي يعرف أنه بهذه القوة؟ منذ أن أعلنا عن موضوع هذه الحلقة كانت الأحداث أسرع منا وكانت مشاركاتكم دائما على مستوى هذه الأحداث، تابعتم معنا التطورات بآرائكم أولا بأول، كانت تعليقاتكم على البريد الإلكتروني وعلى صفحاتنا التفاعلية بالآلاف، آلاف الرسائل والتعليقات على مدى هذه الأيام، بعضها رأى الحدث مجرد هبة من أجل لقمة العيش ولم يتصور ما ستؤول إليه الأمور يأسا أو خوفا ربما، فيما رآها آخرون انتفاضة من أجل الكرامة وصرخة في وجه الفساد وأنا هنا أقتبس من تعليقاتكم أنتم وآرائكم التي أتمنى أن يتسع المجال لأكبر جانب منها. في هذه الدقائق نتساءل معكم هل جنى التونسيون ثمار هبتهم؟ هل استجاب القدر بالفعل لإرادتهم؟ كيف يتصورون المستقبل؟ وهل هذا المشهد الذي رأيناه قابل للتكرار في بلاد عربية أخرى؟ كالعادة مشاركاتكم نتلقاها بالنص والصوت والصورة عبر الوسائط التالية:

 هاتف: 44888873 (974 +)

sharek.aljazeera.net

minbar@aljazeera.net

facebook.com/minbaraljazeera

twitter.com/minbaraljazeera

أول المشاركات التي نتلقاها في هذه الحلقة هي مشاركة من شريفة بنت عمار، وشريفة فقدت أخاها في هذه الأحداث في المواجهات بين قوات الأمن وبين المتظاهرين، شريفة هل لك أن تحكي لنا قصتك وتعبري لنا عن مشاعرك في هذه اللحظة؟

دوافع الهبة الشعبية ودور الجيش وآفاق الانتفاضة

شريفة بنت عمار/ أخت أحد الضحايا: أنا شريفة أخت أحمد بالعادي هو كان ضحية وحدات التدخل الذين أطلقوا الرصاص عليه وأطلقوا الرصاص على خمسة من أفراد شباب تالا أريد أن أقول إن المواطن بمدينة تالا يعيش حالة رعب وحالة استنفار فالحاكم هنا قد أطلق علينا الرصاص، أجل أطلق على شبابنا، ست شموع أضاؤوا النور لبقية شبابنا، ست شموع ألقوا، مدوا أرواحهم كجسر يمر عليه بقية شباب الجمهورية التونسية. سيدتي أريد أن أقول لك إن عزائي الوحيد سيكون بمحاكمة كل مسؤول ساهم في هذه المجزرة، اسمحي لي أن أقول لك المجزرة -بين ظفرين- التي لحقت تونس وشبابها وعلى رأسهم العميد يوسف عبد العزيز وهو مدير وحدات التدخل الجهوي في بشوشة بإيعاز طبعا من السلطة العليا بإطلاق الرصاص على شبابنا الشباب الذي خرج متجمهرا في الشوارع يريد حقوقه طالبا حقوقه التنموية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية إلا أن مصيرهم كان ماذا؟ كان مصيرهم الرصاص وكان مصيرهم الموت. الآن مدينة تالا هي تعيش في رعب إلا أنها محمية من قبل الجيش ومن قبل شبانها إذ أنهم يحرسونها في الليل منذ الساعة الخامسة والنصف إلى الساعة السابعة صباحا، هنالك حظر تجول ولكن هناك حراسة في الأحياء الشعبية من قبل شبابنا. سيدتي أريد أن أقول شيئا، إن دماء شبابنا الستة شموع التي أضاءت النور لبقية الشباب هي ثمنا لسكوت الشعب التونسي لطيلة 23 سنة من القهر والفقر والبطالة، هنالك من له شهادة ولمدة عشر سنوات لا يعمل، عاطل عن العمل.

منى سلمان:

نعم أقدر تدفق مشاعرك يا شريفة وهذا العزم البادي في صوتك، أنت ترين أن شقيقك ورفاقه كانوا شموعا أضاؤوا طريق تونس، أشكرك يا شريفة وأنتقل إلى المتصل التالي وهو مروان وهو يحدثني من الإمارات، مروان استمعت إلى ما قالته شريفة واستمعت ربما على مدار الأيام القليلة الماضية إلى تطورات سريعة جدا، هل تظن أن الشارع التونسي عندما هب من أجل لقمة العيش في البداية كان يتصور أن تؤول الأمور إلى هذه الحالة؟

مروان الراوي/ الإمارات: أختي الكريمة الأخت الكريمة اللي تكلمت عن القمع من قبل قيادات الشرطة مش موجودة فقط في تونس في الدول العربية ومعروفة يعني، ونحن نتمنى للشعب التونسي إن شاء الله غدا أوضح وأفضل، وكذلك هناك مقولة عن سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاء رسول كسرى ورأى عمرا نائما تحت الشجرة فسأل من هذا؟ قالوا هذا أمير المؤمنين، لأن أمير المؤمنين قال بأنني حكمت فعدلت فأمنت فنمت، أما حكام العرب فيقولون حكمت ظلمت قتلت فهربت. هذا هو الظلم الذي لقي فيه الشعب التونسي من خلال الـ 21 سنة التي حكم فيها هذا الجلاد وهناك عدد كبير من الجلادين العرب، يجب علينا أن نتخذ الشعب التونسي قيادة لنا وقدوة لنا، ومبروك مبروك للشعب التونسي.

منى سلمان:

شكرا لك يا مروان. هل بالفعل كما قال هناك أحوال مشابهة في العالم العربي يمكن أن تجد في ما حدث في تونس إلهاما ليتكرر هذا السيناريو؟ هل ترون ذلك مشاهدينا؟ أستمع إلى صوت خالد طرابلسي من تونس.. انقطع الاتصال مع خالد أنتقل إلى حسن من الأردن.

حسن ناصر/ الأردن: السلام عليكم. هنيئا لشعب تونس وأرض تونس وأهل تونس ولأبي القاسم الشابي بعد مائة سنة أن يتعلم الشعب التونسي أثر بيت شعره وينفذه. بس الشيء المحزن أن الجيش والأمن كان من المفروض بعد الرئيس أن يحافظ على مقدرات الشعب التونسي لأن الجيش والشعب.. أوامر العسكر سيتم تنفيذها حسب إرادة القائد بس عندما ينهزم القائد كان من المفروض أن يحافظوا على شعبهم وعلى وطنهم وعلى دولتهم من كل نهب وسلب حتى لا يتم ملاحقتهم، ويجب على الشعب التونسي ملاحقة القادة الكبار لأنهم لم يقوموا بواجبهم تجاه وطنهم وشعبهم، هم يربون فقط ليأخذوا أوامر لسحق الشعب كما كنا نراهم بالأمس على التلفاز أما عندما يطلب منهم حماية الوطن فهم..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني يا حسن المشهد المعبر أو اللقطة المعبرة التي بثتها الجزيرة عدة مرات بالأمس وهي لقوات الجيش في الشارع تتلقى التهاني من الشعب وهناك حالة المواطن الذي يحتضن الجندي ألا يثبت أن الجميع في النهاية في خانة واحدة؟

حسن ناصر: قلنا الأوامر العسكرية من القائد يجب تنفيذها في معظم الظروف ولكن عندما يهرب الحاكم أو المسؤول فعليهم حماية شعبهم على الأقل.

منى سلمان:

وأنت ترى أنهم لم يقوموا بهذا الدور؟

حسن ناصر: لم يقوموا والناس يستصرخون، المتصلون قبل قليل يستصرخون.

منى سلمان:

شكرا لك يا حسن، أستمع إلى محمد الأشهب من تونس أستمع إلى رأيه فيما قلت تفضل يا محمد.

محمد الأشهب/ تونس: بسم الله الرحمن الرحيم. تحية إلى شهداء تونس وجيش تونس ونطالب إلى النظر مستقبلية مشرقة للوطن والتحلي بالصبر وعدم إضاعة هذه الفرصة التاريخية.

منى سلمان:

محمد شكرا لك، لكن كنت أود أن أعرف منك هل.. كيف.. أنت تخاف على هذه الفرصة التاريخية، كيف يمكنك كمواطن تونسي أن تحميها وما الذي يمكنه أن يعرضها للخطر؟ ولكن على الأحوال سأشرك مشاهدينا معي في الإجابة على هذا التساؤل، معي من ليبيا أم الخير.

أم الخير/ ليبيا: السلام عليكم. الشعب التونسي كان دائما شعب مفاجآت حتى في القضاء على حكم بورقيبة كان مفاجأة والآن زين العابدين بن علي بسرعة حتى وهو فجأة، وعلى العموم هي إرادة الشعب وأهم حاجة الآن نتمنى الأمن للشعب التونسي لأنهم تألموا فعلا من القتل والسلب والنهب وتألموا فعلا الشعب التونسي نتمنى له السلامة ونتمنى له.. نحن شعب واحد نحن وياه ونتمنى له السلامة والأمن ونتمنى أن الجيش يؤدي دوره والشرطة تؤدي دورها والشعب حتى يكون واعيا بمستوى المسؤولية.

منى سلمان:

شكرا لك أم الخير. أستمع إلى صفاء الشيخلي من هولندا.

صفاء الشيخلي/ هولندا: شكرا جزيلا، السلام عليكم. أنا أعتقد أنه يجب علينا ألا نتطاير كثيرا يا أختي، ألا نتطاير كثيرا فالذي حدث في تونس هو مجرد تغيير شكلي وتغيير في الوجوه، هذا اعتقادي، اسمحي لي أخت منى أطيل كثيرا مع كل احترامي لوقتك ولوقت الإخوان في البرنامج، الذي جرى في تونس هو مجرد تغيير وجوه لا أكثر والذي سيأتي هو من سيحكم أنا أعتقد أن الذي سيأتي..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني على أي أساس بنيت هذا الرأي يا صفاء؟

صفاء الشيخلي: أنا أعتقد أننا نحن الشعوب الموجودة في هذه البلدان التي أعتقد أنها بلدان صحراوية وليست بلدانا عربية، نحن والزعماء الموجودون في هذه البلدان من طائفة واحدة من ملة واحدة من جهة واحدة فمن سيأتي لا يصحح، هل تستطيعين أنت أختي منى أن تؤكدي لي أنك تساويني أنا في محكمة معينة، من سيأتي إلى..

منى سلمان

(مقاطعة): وهل كنت تستطيع أن تؤكد أول أمس أن الرئيس التونسي سيغادر على طائرة بليل أو مساء أمس؟ لم يكن أحد يستطيع أن يؤكد ذلك.

صفاء الشيخلي: لا، أنا لا أدافع قط، عفوا أختي أنا لا أدافع قط عن السيد بن علي مع احترامي له هو غائب الآن لا يستطيع أن يدافع عن نفسه، ولكن الذي سيأتي وحتى أنا لو آتي لا أستطيع بضغط شعبي لا أستطيع أن أساويك مع رجل وهذه هي مشكلتنا هذه هي مشكلتنا، نحن نصف مجتمعنا من النساء من عرضنا النساء هو مغيب ومحجوز ومقبور ولهذا مجتمعاتنا لن تستطيع أن..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني لا أعرف إن كانت السيدات في تونس سيوافقنك على ذلك ولا سيما أنهن يتهن ربما على الكثيرات في العالم العربي بأنهن لديهن نظاما متقدما في الحقوق المدنية فيما يختص بحقوق المرأة. أشكرك يا صفاء على كل الأحوال وأستمع إلى المزيد من وجهات نظركم. لكن عبر البريد الإلكتروني وصلتنا العديد من رسائلكم منذ بداية الأحداث انتقيت لكم من الرسائل الأخيرة التي وصلتنا بعد تطورات أحداث الأمس رسالة درة الطاهري، درة من تونس وتقول "نعم لقد استجاب لنا القدر بمشيئة الله وبإرادة الشعب التونسي وبسالته ولم تخفنا القنابل ولم يرهبنا رصاص القناصة بل زاد ذلك من عزمنا وفي كل مرة كان يسقط فيها شهيد كانت نهاية المستبد تقترب أكثر، ورغم الإطاحة برأس النظام إلا أن الفرحة لم تكتمل ولن نرتاح حتى يسقط النظام الفاسد بأكمله وتشكل حكومة وطنية يختارها الشعب. أتمنى أن تتمكن كل الشعوب العربية اليوم من التحرر وأن تكون لها الكلمة الفصل في تقرير مصيرها، الأوضاع في تونس تبدو مضطربة وذلك أمر متوقع فليس من السهل الانتقال بشعب من مرحلة إلى أخرى إلا أن ذلك لن يدوم طويلا"، حسين يقول "إذا طلب الشعب التغيير وصبر سيحصل التغيير وإذا سكن وخنع واستسلم للأمر الواقع لن يحصل التغيير ومعركة التغيير لن تنتهي، وأقولها عالية النصر صبر لحظة" هكذا يقول حسين. أما عائشة منافح فهي تقول "إن هبة الشعب التونسي قد تكون الشرارة التي ستشعل النار في هشيم كل بقعة تعيش تحت وطأة الظلم وقمع الحرية وقد تكون إشعارا لتعزيز قوات الأمن وتجييش الجيش لإخماد أي شرارة قد تندلع في الداخل"، إذاً ما رأيكم أنتم هل تكون بالفعل شرارة تشعل النار في الهشيم أم إنذارا لحكام آخرين حتى ربما يزيدوا من استحكاماتهم؟ سأنقلكم إلى جانب من المشاركات الكثيرة التي وصلت إلينا عبر صفحتنا على الـ facebook

محمد الأطرش: كل التحية لشعب تونس الحر.. وننتظر على أحر من الجمر ثورة شعب الـ 80 مليون.

زهرة السوسن: التونسي أصيل وسيعود إلى فطرته عبر عودة الدين بحرية إلى بلاده.

نصر نصر: هل يجب أن ينتحر شبابنا ويحرق حتى يتنازل الرؤساء العرب عن عروشهم؟!

بسام أحمد شريف: سيحصل لتونس مثلما وقع للعراق طبعا وسوف تصبح تحت وصاية الأمم المتحدة.

سام إبراهيم: أعتقد أن ما فعله بن علي شجاعة واحترام لرأي شعبه لأنه لو كان في دولة أخرى لمات الآلاف.

منى سلمان:

ومن مدينة تالا التي سقط فيها أكبر عدد من الضحايا ينضم إلينا من هناك عادل الرمضاني الذي فقد ابن شقيقته في هذه المواجهات. عادل أريد أن أستمع إلى رأيك في ما آلت إليه الأمور وقد كنت واحدا من أبناء الشعب التونسي الذين دفعوا ثمنا كبيرا.

عادل الرمضاني: نعم إن شاء الله. مرحبا أختي منى أرجوك أولا تحية لمنبر الجزيرة لأنه فعلا لا منبر لنا، وشكرا الجزيرة التي أسمعت صوتنا لكل العالم، ولكن أرجوك فنحن منذ ربع قرن لم يستمع لنا أحد هنا في مدينة تالا أرجوك لا تقاطعيني وأعدك أني لن أطيل إن شاء الله.

منى سلمان:

تفضل يا عادل.

عادل الرمضاني: شكرا. أولا تحية لكل شهيد ارتوت بدمائه الطاهرة كل حبة في هذا الوطن الغالي، تحية لتالا والقصرين فقد قدمتا نصف الشهداء وكسرتا حاجز الخوف، تحية للمحامين والنقابيين والإطار الطبي وشباب الطب الذين كانوا شرفاء فعلا وأعطوا المثل في الوفاء والرجولة، تحية لكل من ساعد رجم الشيطان الأكبر وأزلامه، ما حدث في تالا والقصرين هو عملية إبادة بما في الكلمة من معنى لأن النظام الدكتاتوري البائد يعلم جيدا أن اندلاع ثورة في مدينة تالا وقرى القصرين يعني سقوطه حتما، والتاريخ يشهد على ذلك من علي بن غذاني إلى حرب الاستقلال، في تالا قتل جماعي إهانات انتهاك للأعراض، البوليس الذي سميناه المغول أتى على الأرواح والأجساد والأملاك ثم خرج في رمشة عين ظنا منه أنه قد أبادنا وإن بقي أحياء منا فسيأكلون بعضهم بعضا لكنه كان واهما فنحن لا وجود لنهب أو سرقة فالرجال والشعب الشريف في تالا والقصرين يحملون لواء الدفاع عن المدينة ولم يقع شيء ولكم أن تصوروا ذلك، نظفنا المدينة كل المدن نساء ورجالا وحرسناها، نظفناها من آثار المغول الذين خربوا واستدعوا قناة تونس7 لتصور وتشوه، أخيرا إليكم هذا النداء من تالا الأبية وأهلها الشرفاء إلى كل حكومة جديدة ورئيس جديد، نحن ظلمنا التاريخ والجغرافيا تعرضنا لأبشع أنواع التهميش إلى أفظع أنواع الظلم وكأننا لسنا تونسيين، إما التفاتة صادقة لمدينة تالا وكل قرى القصرين وإلا فنحن مستعدون لأن نقرر الثورة، هذا ليس تهديدا إنما من باب الذكرى فإن الذكرى تنفع المؤمنين، كما ننصح بعدم اعتماد المسؤولين السابقين فهم أسوأ المسؤولين على وجه الأرض وهم أخطر من عصابات النظام البائد، أخيرا أختي منى اسمحي لي نعلن أننا ليست لنا الثقة في محمد الغنوشي فهو من أذيال النظام البائد ومتفرج من الدرجة الأولى على فظاعة ما فعل بنا الدكتاتور وعليه أن يكفر ذنوبه ويتركنا في حالنا. شكرا لك أختي.

منى سلمان:

شكرا لك يا عادل الرمضاني الذي يسمع صوته كما قال للمرة الأولى منذ ربع قرن والذي فقد ابن شقيقته في الأحداث السابقة. أبرز ما قاله عادل هو إنه يناشد بعدم الاعتماد على المسؤولين السابقين ولا يرى أنهم أهل للثقة، هل يتفق معه في ذلك بقية الشعب التونسي بقية المتحدثين من هناك أم أن البعض يمكنه أن يساهم في بناء دولة تونس الحديثة؟ هذه هي صرخة عادل. معي العديد من مكالماتكم ولكنني سأتوقف مع هذا الفاصل القصير قبل أن أعود إلى المزيد من مشاركاتكم.

[فاصل إعلاني]

دور الإعلام وسبل المحافظة على مكاسب الثورة

منى سلمان:

إذاً مشاهدينا نواصل الاستماع إلى أصواتكم وإلى آرائكم، كيف ترون ما حدث في تونس، ما يحدث هل هو مرشح للتكرار في بلاد أخرى؟ كيف يحافظ التونسيون على ما دفعوا ثمنه غاليا بالدماء وكيف يمكنهم الانتقال إلى عهد جديد كما قال البعض؟ أستمع إلى صوت عبد الودود العمران.

عبد الودود العمران/ تونس: السلام والاحترام أختي منى. أولا من وجه السعة أن نعبر عن عظيم امتنانا لقناة الجزيرة المصداقية والدعم الأمانة ونسجل كذلك أن هذا لا بد منه أن دولة قطر هي أول دولة عربية هذا البلد الصغير العظيم هي أول دولة عربية أعلنت رسميا عن احترامها لخيارات الشعب التونسي، أما باقي الدول فما زلنا ننتظر والحمد لله على كل حال. من ناحية ثانية إجابة على سؤالك أختي، نحن في تونس اكتوينا بنار النظام الجمهوري الرئاسي، كان لدينا أولا بورقيبة الحبيب بورقيبة ما يسمى بالجمهورية الأولى حتى 1987 وأصيب الرجل بجنون العظمة وقاسينا ما قاسينا ثم إثر ذلك جاء زين العابدين بن علي واللي هي الجمهورية الثانية ووعد بما وعد وأخلف، ماذا نستنتج من هذا نحن حتى يحافظ الشعب على ثورته ومكاسبه، نحن الخطر المحدق بتونس الآن هو النظام الجمهوري الرئاسي سيدتي، النظام الجمهوري الرئاسي هذا مصيبة كمان صار، ليش؟ لأن أي شخص حتى يكون طيب الآن يكلموننا عن الفقرة 56 و57 في الدستور التونسي ويتلاعبون ويقول لك عندك ثلاثون يوما أو ستون يوما لاختيار رئيس دولة، ليش أخوي أنا أختار رئيس دولة؟ أنا لا أريد أن أختار رئيس دولة أنا أريد شيئا آخر أنا أريد مجلسا تأسيسيا يؤسس إلى دستور جديد ويؤسس دولة برلمانية بكل بساطة، نحن يلزمنا دولة برلمانية.

منى سلمان:

يعني هل كانت المشكلة في النظام الحاكم هل كانت المشكلة في الدستور في المؤسسة الحاكمة، أين كان العيب في وجهة نظرك؟

عبد الودود العمران: العيب كان في أن الشخص عندما يحكم عشرين سنة يصاب بالمرض ثم إنه يجعل الدستور على قياسه، وماذا فعل بورقيبة..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني المشكلة هي هنا في طول بقاء الحكام على كراسيهم هذا هو الذي يولد كل المشاكل في وجهة نظرك؟

عبد الودود العمران: نعم سيدتي.. ثم يخيط الدستور على حسابه، بورقيبة خاطه على حسابه عمل الحكم مدى الحياة وهذا حكم خمس مرات ولو كان ما قامش الشعب يظل يحكم حتى يوم التاريخ.

منى سلمان:

يعني أنتم تريدون دستورا يضمن ألا بقاء لحاكم طوال هذه المدة.

عبد الودود العمران: لا، أختي لا، ما يضمن لحاكم.. الدستور يقول إن رئيس الجمهورية هو مجرد رئيس شرفي رئيس الجمهورية والحاكم هو رئيس الوزراء على النظام الألماني أو النظام الإيطالي والبرلمان هو اللي يحكم الشعب، يعني إذا كان ثمة حزب من الأحزاب هو عنده الأغلبية يصح يحط هو رئيس وزراء ويحكم في البلاد، هذه الطريقة الوحيدة هذه النقطة مهمة جدا، الحمد لله منبر الجزيرة أعطيتوني الفرصة أختي حتى أقول هذا الكلام، هذا مهم جدا هذا روح ما كنت أشعر به منذ ثلاثة أو أربعة أيام وفي بعض المفكرين التوانسة وبعض الإخوان التوانسة وبعض الفنانين التوانسة قالوا هذا الكلام لكن لم تبرز جدا هذه النقطة. نحن الآن المبزع اللي هو رئيس مجلس.. أيوه، اليوم ماذا قال؟ قال إنه سيتم انتخاب رئيس الجمهورية، ومن قال هذا؟ هل طلب الشعب اختيار رئيس، يا أخوي أنا ما أحطش رئيس جمهورية، أنا أحط نظاما برلمانيا باش نضمن أنه لا، انتهى عقد الطغاة، هذه نقطة مهمة وأنا أشكر كل..

منى سلمان

(مقاطعة): شكرا لك يا عبد الودود وألفت انتباهك إلى أننا لم نعطك الفرصة أنتم الذين صنعتم هذه الفرصة وبالتالي استحققتموها، أشكرك يا عبد الودود وأنتقل إلى عبد المعين سلامة.. أنتقل إذاً إلى عبد الله من تونس. الحاج عبد الله كما عرف نفسه.

الحاج عبد الله/ تونس: السلام عليكم. حياكم الله يا الجزيرة الأبية. قام النظام زين العابدين بن علي البائس النظام الذي قام بتونس منذ 23 سنة وهو، هو وليلى بن علي هذه الكافرة هذه..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني اهدأ عبد الله، نحن لا نريد أن نوجه إهانات لأحد، أنتم خلعتم حاكما وتستعدون لاستقبال عهد جديد، ما هي الأخطاء التي كانت موجودة وكيف يمكن تجنبها من وجهة نظرك وأنت تتابع، كيف لا يتكرر نموذج بن علي في رأيك؟

الحاج عبد الله: نحن عندنا ثقتنا في الرجال بتاع الوطن وبتاع تونس اللي هي تشد الحكم، ونحب نؤيد شعب تونس.. النهب اللي صاير هذا.. النظام الذي هرب زين العابدين.. ونطلب من أهالي السعودية يخلوا واحدا معناها مجرما قاتل أبرياء هذا لا يعقل هذا..

منى سلمان

(مقاطعة): شكرا لك يا عبد الله يعني أتفهم حماستك وتدفق مشاعرك وأرجو أن تكون عبرت عن وجهة نظرك، وأعتذر عن أي كلام خارج الموضوع. أنتقل إلى عبد الله الزويدي من تونس كذلك.

عبد الله زويدي/ تونس: أنا تكلمت معك أنا حبيت أقول لك على النظام التونسي، النظام التونسي نظام قوي ما هو كانش نظاما ضعيفا ولكن إرادة الشعب كانت أقوى من هذا النظام اللي أطاحت به ونشكر الشعب ونشكر قوة الشعب ونحب نذكر الأمة العربية أن تونس عمرها ما كانت دولة ضعيفة على مدار التاريخ، فليسألوا عبد الملك بن مروان والحجاج بن يوسف على تونس وإرادة الشعب كانت قوية ولكن كل شيء يأتي في أوانه، ونريد أن ننصح الأمة العربية إن يريدوا أن يغيروا النظام فعليهم أن يكونوا كلهم تونسيين. والسلام عليكم ورحمة الله.

منى سلمان:

عبد الله قبل أن تغلق أريد أن أعرف منك سؤال تردد في ذهن الكثيرين ربما من خارج تونس، عندما خرج الشعب التونسي لأول هل كان السؤال فقط هو لقمة العيش أم كان في باله تغيير النظام؟.. انقطع الاتصال مع عبد الله، لكن أطرح عليكم مشاهدينا هذا (الاتصال) الذي أخذ جذبا وردا كثيرا ربما على صفحاتنا التفاعلية، كيف ولماذا تجمع هذا العدد الكبير من الناس وهبوا على قلب رجل واحد؟ سأستمع إلى المزيد من مشاركاتكم ولكن اسمحوا لي أن أنقل لكم جانبا مما وصلنا على بريدنا الإلكتروني، فتحي قارة كتب لنا من تونس يقول "عندما سمعت أول هتافات انطلقت من حناجر الشعب التونسي تدعو لسقوط بن علي شعرت أنني أتنفس لأول مرة نسمة لم تعرفها رئتاي منذ أكثر من عشرين سنة بل ربما منذ وجدت وعندما خلت شوارع مدننا من شرطة بن علي نمت ليلتها وأنا أشعر بأمن لا يمكن أن يعرف الإنسان مثيلا له حتى لو كان في أكثر البلدان ديمقراطية وأمنا"، جلال العربي من المغرب كتب يقول "أتمنى أولا أن يوفقنا الله في المغرب إلى ما وفق إليه إخواننا في تونس، ثانيا أقول للشعب التونسي عليكم الحذر ثم الحذر فقد تغتل ثورتكم في مهدها، الطاغية رحل لكن الاتحاد الدستوري لا يزال يرأس الحكومة بدلا من أن يكون أعضاؤه في السجون تمهيدا لمحاكمتهم -ويكرر- الحذر الحذر"، أما عبد السلام العزاني فله رأي مغاير تماما إذ يقول "أعتقد أن الشعب التونسي بالغ كثيرا في احتجاجاته ومن المعروف أن الشعب التونسي شعب مثقف لذا كان لزاما عليه أن يعي النتائج التي ستحل على الوطن من جراء هذه الاحتجاجات العنيفة" إذاً هل بالفعل بالغ -كما يقول صديقنا- الشعب التونسي في مطالبه؟ هل كان ينبغي أن يتحسب نتائج قد تأتي بعد هذه الانتفاضة؟ ما رأيك يا عواطف؟ عواطف تتحدث إلينا من إيطاليا.

عواطف ريش/ تونس: أول حاجة نحب نشكر قناة الجزيرة على كل اللي قدمته على كل اللي عاونت به بتقديم الصورة الحقيقية للشعب التونسي تقديم كل شيء لقناتنا التونسية قناة تونس 7 هو واضح من اسمها أنها قناة تونس 7 وعلى هذا الأساس ما حاولت تقدم الصورة الحقيقية للشعب التونسي، نشكر برشا قناة الجزيرة ونتوجه لعائلات الضحايا بالعزاء وبالصبر لأنهم شهداء في سبيل الحرية التي وصلت لها اليوم..

منى سلمان

(مقاطعة): طيب عواطف استمعت إلى وجهة نظر تختلف مع ما ذكرته الآن، أحد المشاهدين أرسل يقول إنكم أنتم كتوانسة بالغتم في رد فعلكم وكان عليكم ألا تنقادوا إلى ذلك تجنبا للنتائج التي تحدث الآن من الفوضى.

عواطف ريش: هذا غير صحيح لأن الشعب التونسي صح هو شعب مسالم هو شعب مثقف هو شعب صبور صبور كثيرا ولكن جاءت النقطة التي أفاضت الكأس سيدتي وهي دم البوعزيزي وإخوانه برشا إخوانه كثيرون وعلى هذا الأساس ما عادش معناها معادش الشعب يصبر على الإيقاع..

منى سلمان

(مقاطعة): هل يساوي ما حدث، الفوضى التي تحدث الآن كما تساءل البعض؟

عواطف ريش: ما نتصورش الفوضى، أنا حسب رأيي أن الفوضى هي عاصفة صغيرة وباش تعدي، أنا متأكدة أنها باش تصل فوضى على خاطر التوانسة هم شعب واحد ودم واحد ويحبون بعضهم برشا التوانسة، وعلى هذا الأساس أنا متأكدة مش تطول الفوضى قصيرة برشا. لكن حبيت أن أتوجه لكم به هو نداء آخر الذيول -ما نعرفش لو كان الكلمة تصح- ذيول الحكم الماضي ما زالت موجودة في تونس والمطلوب منهم أنه ما عادش نحب نشوف مناظرهم ووجوههم وكلامهم المزيف ومنهم الشخص اللي تو موجود على السلطة يعني هم أكبر رؤوس للنظام القديم.

منى سلمان:

شكرا لك يا عواطف، عواطف أنت كررت ما جاء في مشاركة أو ما جاء في أكثر من مشاركة سابقة وهو عدم الثقة في رموز النظام السابق لكن في هذا الوقت الصعب كيف يمكن الوصول إلى صوت واحد إلى كلمة سواء إلى العبور بتونس إلى بر الأمان في عهد جديد؟ هذا ما أسأل عنه المتصل التالي، مع سامي ابراهام يحدثنا من تونس.

سامي إبراهام/ تونس: في البداية أحب أن أهنئ عوائل الشهداء قوافل الشهداء من حركة التحرير الوطني إلى انتفاضة الكرامة التي أججتها صفعة على وجه حر، صفعة على وجه حر صنعت ثورة شعب، أحب أن أهنئ كذلك قوافل المساجين السياسيين وكل العائلات الفكرية والسياسية التي مرت عبر وزارة الداخلية. سيدتي جوابا على بعض ما قيل في هذه الحلقة، الكثير من المتابعين لا يقدرون ما وقع في تونس حق قدره، أنا كنت سجينا سياسيا سابقا قضيت ثماني سنوات في السجن، لم أتحرر من السجن إلا عندما وقفت أول أمس أمام وزارة الداخلية وسط الآلاف المؤلفة من شباب تونس فتيانا وفتيات هذا الشباب الذي أهدى إلى تونس ثورة الكرامة وهم يهتفون "وزارة الداخلية وزارة إرهابية" هل تتصورين سيدتي أن هذه الشهادة التاريخية التي رفعت بآلاف الحناجر، شباب تونس مستقبل تونس الذين سيمسكون زمام تونس بالمستقبل، هل تتصورين أن هذه الشهادة يمكن تزويرها يمكن إنكارها يمكن الانقلاب عليها؟! سيدتي نحن يعني أنا في هذا السن وأنا أدرّس في الجامعة أنا تفاجأت في هذا الشباب، هذا الشباب تجاوزنا شباب تونس شباب ذكي شباب واع شباب يعني يتقن فنون الاتصال الحديثة هذه ثورة الاتصالات وفي هذا السياق أحب أن أهنئ الجزيرة هذه القناة التي رغم ما أشيع حولها ورغم أن مثقفا..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني سيد سامي أشكرك وأشكر الجميع يعني نحن نقوم بواجبنا في نقل الحدث ولكن ما أريد أن أسألك عنه بإيجاز، ربما تفاجأ البعض بهذا الكلام الذي يصدر عن مواطنين يقول بعضهم إنه لأول مرة يتحدث منذ 25 عاما، الصورة الغالبة التي كانت تنقلها وسائل الإعلام كانت مختلفة تماما، كيف لم ترتفع هذه الأصوات من قبل؟

سامي إبراهام: سيدتي نحن نعيش في استبداد من نوع خاص لا يوجد في الشرق ولا في الغرب، استبداد مغلف ملون مزين بكل خطابات الزينة والبهتان، سيدتي المحترمة تونس سليلة حركة إصلاح فكري همشها الاستبداد السياسي وفوت على تونس وعلى كامل المنطقة فرصة الاستثمار في الإصلاح، شرد شباب تونس وفعالياتها بين السجون والمنافي والمقابر، يعني نحن كنا نعيش في قطار حديدي كنا نعيش في دولة أشبه بدولة أنور خوجة في ألبانيا دولة تعيش تحت يعني ستار حديدي، الشعب التونسي شعب كان مفروضا عليه الصمت، كانت الجزيرة هي المتنفس هي نقطة الضوء في حياتنا يعني هذا الوضع الذي جعل الكثير من الخبرات الكثير من الذكاء يغيب وسط الدعاية وسط التهليل والزوير..

دروس الانتفاضة التونسية وتداعياتها على الشعوب العربية

منى سلمان

(مقاطعة): شكرا جزيلا لك يا سامي، أشكرك شكرا جزيلا لك سامي إبراهام. وأنقلكم مشاهدينا إلى جدل مستمر على صفحاتنا التفاعلية يمكنكم جميعا المشاركة فيه، العديد من الآراء التي أنقل لكم منها هذا الجانب.

لبن براكه: من قمع الإعلام وخصوصا قناة مثل الجزيرة في الأخير يلتجئ إليها للتعبير.

غسان ردهوني: بائع متجول يسقط نظام التحول.

محمد شاكر عوجان: أشكر قناة الجزيرة المميزة في كل ما تبثه من أخبار وهي دوما مع المظلوم ومع الفقير.

سليمان باشا: خوفي من أن يندم شعب تونس كما ندم العراقيون وقالوا نار صدام ولا جنة أميركا.

مصطفى الظاهري: نعم ثورة شعبية تنحني لها الرؤوس، لكن ماذا بعد؟ ماذا ومن يريد الشعب التونسي بعدها؟

سالم السهولي: اقتطفوا ثمرة الحرية واقتلعوا جذور الوحدة التونسية.

منى سلمان:

إذاً يمكنكم جميعا أن تشاركوا في هذا الجدل. أتوقف أمام إحدى المشاركات التي شاهدتموها الآن وصاحبها يتخوف ويقول أخشى أن يندم التونسيون كما ندم العراقيون، هل القياس هنا جائز هل تتشابه الحالات هل صديقنا محق في تخوفه هذا؟ ما رأيك أنت يا نجيب؟ نجيب من الجزائر.

نجيب العويط/ الجزائر: السلام عليكم. أولا تحية إلى قناة الجزيرة منبر الرأي الحر والرأي الصريح، ونترحم على أرواح شهدائنا الأبرار في كل البلاد. أنا أحدثك ولست بأكاديمي ولا جامعي أنا من هذا الشعب الذي قهر واستبد وظلم لعقود من الزمن، كل ما أود قوله أن تكنس هذه الحثالة من هذا النظام البائد إلى مزبلة التاريخ، لا نريد صقورا ولا كلابا ولا قردة، نريد عهدا جديدا ينبض بالحرية والعدل والمساواة، لا نريد لا أذنابه ولا رموزه.

منى سلمان:

طيب يا نجيب كمواطن عادي يعني الكثيرون يرون أن المواطنين يخشون من التغيير، يخافون ما يمكن أن يحدث إذا تغير النظام، هل تشعر أنت بهذا الخوف؟

نجيب العويط: لا أشعر بخوف، نحن شعب كنا مكبوتين كنا نعيش في إطار حديدي قبضة من حديد كنا نخاف.. بعضنا كان يخاف يد الأمن أكثر خوفا من ربه، كنا نخاف هذه.. المتسلطة الظالمة الطاغية وقد أهنا وسببنا..

منى سلمان

(مقاطعة): شكرا لك يا نجيب وأنقل نفس السؤال فكرة الخوف من التغيير هل يمكنها أن تكون هي الحاجز الذي يقف بين الشعوب وبينه؟ أطرح هذا السؤال على علي المحفوظ الذي يتصل بنا من تونس، علي تفضل.. انقطع الاتصال مع علي، أستمع إلى صوت عبد الرازق من مصر.

عبد الرازق/ مصر: السلام عليكم. أولا أحيي قناة الجزيرة على المجهود اللي بتعمله وهي الحقيقة بقيت منارة للأمة العربية والإسلامية.

منى سلمان:

شكرا لك يا عبد الرازق تفضل.

عبد الرازق: وأحيي الشعب التونسي كله عن بكرة أبيه وأترحم على أرواح الشهداء اللي راحوا الضحايا دول ثمن الحرية، ثمن حرية شعب تونس اللي مفتقدينها نحن هنا في مصر، وإن شاء الله كل الأمة العربية وكل الشعوب المفروض يبقى في مصطلح اسمه التونسة يعني المفروض الشعوب المقهورة اللي مغلوبة على أمرها اللي ما لهاش مستقبل هي ولا أولادها ولا.. إحنا أمة دونا عن الأمم كل يوم في النازل، الأمم نازلة تسبق، كوريا راحت فين؟ قدام، والهند راحت فين؟ والدول وإحنا طغمة من الحكام كابسة على نفوس..

منى سلمان

(مقاطعة): يعني هل ترى أن ما حدث في تونس يمكنه أن يتكرر في بلاد عربية أخرى؟

عبد الرازق: إن شاء الله بالانفتاح على القريب العاجل بإذن الله حيتكرر في كل البلاد العربية المغلوبة على أمرها.

منى سلمان:

طيب شكرا جزيلا يا عبد الرازق. عبر البريد الإلكتروني كتبت لنا سهام الزبيري تقول "نعم فعلها الخبز الذي كان أصدق أنباء من كل خطب بن علي الطاغية" كما وصفته، أما رياض مظهر توكل من مصر فقد كتب يقول "إن قراءة الواقع تقول إن المقطوفة نصف الثمار ويلزم الإخوة في تونس أن يزكوا دماء سالت من أجل ثورتهم لوجود شبهة لاحتواء الثورة لحسابات تتحرك من الخارج لذا يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية لمدة سنتين لا يقصى منها أي من القوى"، أما كريم محمدي من الجزائر فيقول ما حدث قد أسقط أقنعة الحكام العرب الواهية فقد أصبحت الشعوب العربية ترى الوجوه الحقيقية لحكامها والتي لا تختلف كثيرا عن وجه بن علي في خطابه الأخير يوم 13 يناير"، أما مهجر مغربي فكتب يقول "إذا كان بن علي قد سقط بكل الرعب الذي كان يزرعه اسمه في القلوب فالدور آت على البقية إذا قررت شعوبهم الاستفاقة، ولن يستجيب القدر إلا إذا أراد الشعب الحياة فعلا"، أبو جمانة ماجد يقول "كثيرة هي نسخ بن علي ولكن هل يوجد من الشعب التونسي؟" هذا هو السؤال الذي يطرحه أبو جمانة. مشاهدينا، بن علي في خطابه الأخير الرئيس زين العابدين بن علي المخلوع قال إنه كان يتعرض لمغالطات ولم تكن تصله الحقائق، إلى أي مدى تشعرون أن هذا كلام مبرر من قبل حاكم؟ أسأل عبد الرحمن من السعودية.. انقطع الاتصال مع عبد الرحمن، أستمع إلى ماجد.. انقطع الاتصال مع ماجد وفي نفس الوقت انتهت دقائقنا قبل أن نستمع إلى كل وجهات نظركم ولكنكم يمكنكم جميعا كما تعرفون أن تساهموا عبر الجدل الذي لا يزال مستمرا عبر صفحاتنا التفاعلية على الـ facebook وعلى twitter. أنقل لكم تحيات زملائي تحيات المخرج وائل الزعبي تحيات فريق الإعداد وتحياتي منى سلمان إلى اللقاء.