ما وراء الخبر

لماذا اغتيل الكاتب الأردني ناهض حتّر؟

تناول برنامج “ما وراء الخبر” اغتيال الكاتب الصحفي الأردني ناهض حتّر في عملية هي الأولى من نوعها في البلاد، عند حضوره جلسة محاكمة له بتهمة الإساءة للذات الإلهية.
استنكر ضيفا حلقة (2016/9/25) من برنامج "ما وراء الخبر"، اغتيال الكاتب الصحفي الأردني ناهض حتّر أمام بوابة قصر العدل في العاصمة عمّان، حيث كان متوجها لاستكمال محاكمته بتهمة الإساءة للذات الإلهية.
 
ووصفت الكاتبة الصحفية لميس أندوني عملية اغتيال حتّر بأنها جريمة شنيعة مثلت سابقة في تاريخ الأردن من جهة قتل كاتب بسبب رأيه، ومن جهة أنها عملية اغتيال على خلفية تكفيرية، معتبرة أنه لا مبرر على الإطلاق لتلك الجريمة سواء لأسباب سياسية أو دينية.

ورأت أن الخطر الكبير يتمثل في أنه ولأول مرة يتم إزهاق روح كاتب من قبل شخص نتيجة تحريض واسع في وسائل التواصل الاجتماعي على قتل حتّر، مؤكدة أن موقفه من الأزمة السورية ليس مبررا لقتله.

وشددت على أن ما وصفتها بعملية القتل التكفيرية لناهض حتّر هي عملية جديدة تهدد السلم المجتمعي في الأردن وتعمق الشرخ فيه، خاصة أن هناك خوفا الآن وسط المسيحيين من استهدافهم رغم أن عملية القتل لم تستهدف حتّر لكونه مسيحيا، "لأن التكفيري يهدر دم المسلم والمسيحي على السواء" بحسب تعبيرها.

ودعت إلى إنشاء قانون عصري ضد التحريض يجب تطبيقه على الجميع في محاكم مدنية تضمن عدالة المحكمة وعدالة القضاء.

وقالت إن المستفيد الوحيد من عملية اغتيال حتّر هي الفئات المتعصبة في الأردن، سواء كانت دينية أو علمانية، معتبرة أن حياة الكتّاب وحرية الرأي أصبحت في خطر بعد عملية الاغتيال.

مأزق اجتماعي
من جهته وصف الكاتبِ والمحلل السياسي راكان السعايدة عملية اغتيال حتّر بأنها اغتيال لقيمة الأمن والعدالة والحرية.

وأوضح أن عملية الاغتيال تكشف عن مأزق اجتماعي له علاقة بانتشار الفكر السلفي المتشدد والمتطرف في الأردن، مشيرا إلى أن الدولة والمجتمع يمارسان حالة إنكار لما قال إنه "مزاج داعشي متطرف"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

ودعا الدولة الأردنية إلى وقفة مراجعة لطبيعة المزاج في المجتمع الأردني الذي يتوسع فيه الفكر المتطرف والمزاج المائل للتشدد، حيث إن ما جرى يعتبر لحظة كاشفة لهذا المأزق الاجتماعي.

ورأى أن الخطر بعد عملية الاغتيال يتمثل في أنه بمجرد أن تخطئ في التعبير عن موقفك السياسي أو الديني من غير توفر سوء النية لديك، فأنت معرض للتصفية والاغتيال، "فنحن اليوم في مواجهة فكر متطرف يرفض الآخر بالمطلق".

وأكد أن هناك إشكالية كبيرة تواجه الكتاب والمفكرين في الأردن -سواء كانوا علمانيين أو غير ذلك- بعد عملية الاغتيال، وهي التصادم مع الفكر المتشدد، وبالتالي فهم سيشعرون بالقلق من احتمالات تصفيتهم بسبب التعبير عن آرائهم.

وأكد أن عملية اغتيال حتر لم يستهدف بها المكون المسيحي في الأردن، فهو مكون أصيل ووجوده عضوي في بنية الدولة والمجتمع الأردني، وإنما كان المستهدف هو حتّر في شخصه.