في ذكراه الـ104.. تنكيس الأعلام الفلسطينية ومطالبات لبريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور

Palestinians declare three days of mourning for Saeb Erekat
جندي ينكّس العلم الفلسطيني أمام مقر السلطة الفلسطينية في رام الله (أرشيف-رويترز)

نكّست الأعلام الفلسطينية اليوم الثلاثاء في مختلف المؤسسات والسفارات والممثليات الفلسطينية بدول العالم كافة، بمناسبة الذكرى 104 لإصدار وعد بلفور الذي منحت بموجبه بريطانيا اليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

وأصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا بتنكيس العلم الفلسطيني تنديدا بإعلان بلفور، وما تمخض عنه من تشريد للشعب الفلسطيني وسلب لحقوقه المشروعة.

ونصّ قرار عباس على أن تنكيس العلم الفلسطيني تذكير للعالم أجمع وبالذات المملكة المتحدة إلى ضرورة تحمل المسؤولية لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة المتمثلة في الاستقلال، والحرية، والعودة.

ودعت منظمة التحرير الفلسطينية بريطانيا للاعتذار إلى الشعب الفلسطيني، والتكفير عن جريمة صدور وعد بلفور من خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

أما حركة حماس، فرأت أن بريطانيا "ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ؛ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي إلى الشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين من أبنائه".

وقالت حماس في بيان بالمناسبة "ستظل المقاومة بكل أشكالها، من الشعبية حتى المسلحة، خيارا مشروعا أثبت جدواه، ولا تراجع عنه حتى استرداد حق الشعب الفلسطيني المسلوب وكنس الاحتلال".

وفي القدس المحتلة، نظّم فلسطينيون وقفة احتجاج قبالة القنصلية البريطانية العامة بالقدس الشرقية، وطالبوا بريطانيا بالاعتذار وتحمل مسؤولياتها الناتجة عن وعد بلفور.

وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن بهذا الوعد "أعطى من لا يملك لمن لا يستحق، وقد رفضه الشعب الفلسطيني الصابر والمرابط في هذه الأرض، منذ صدوره".

وأضاف "ما زال الشعب الفلسطيني صاحب الحق الشرعي، يتجذر في هذه الأرض، وما زال يتمسك بحقوقه في هذه الأرض، لأن الشعب الفلسطيني هو صاحب هذه الأرض الشرعي".

في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1917، بعث وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بَلفور برسالة إلى اللورد ليونيل والتر روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية، عُرفت في ما بعد باسم "وعد بلفور".

وجاء في نص الرسالة أن "حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل عظيم جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".

وزعم بلفور في رسالته أن بريطانيا ستحافظ على حقوق القوميات الأخرى المقيمة في فلسطين، وهو ما لم تلتزم به.

وتزامن الوعد مع احتلال بريطانيا كامل أراضي فلسطين التاريخية خلال الحرب العالمية الأولى.

وبعد مرور عام، أعلنت كل من إيطاليا وفرنسا موافقتها عليه، لتتبعها موافقة أميركية رسمية عام 1919، ثم لحقت اليابان بالركب في العام ذاته.

وخلال الاحتلال البريطاني لفلسطين (1917-1948) عملت لندن على استجلاب اليهود من جميع دول العالم، وتنظيمهم وتقديم الدعم لهم لتأسيس دولة إسرائيل.

المصدر : الجزيرة + وكالات