تصريحات إيران عن الحج تطلق عاصفة تغريدات

In this image released by the Saudi Press Agency (SPA), hundreds of thousands of Muslim pilgrims make their way to cast stones at a pillar symbolizing the stoning of Satan in a ritual called "Jamarat," the last rite of the annual hajj, on the first day of Eid al-Adha, in Mina on the outskirts of the holy city of Mecca, Saudi Arabia, Thursday, Sept. 24, 2015. (Saudi Press Agency via AP)
تغريدات واسعة دعت للتعقل ونبذ الطائفية ومحاسبة المقصر مع انتظار نتائج التحقيق بحادثة تدافع الحجيج بمشعر منى (واس)

أثارت الحادثة المأساوية بوفاة نحو 717 حاجا في تدافع مشعر منى جدلا واسعا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ليتحول النقاش نحو وجهة سياسية بحتة أججتها تصريحات القيادة الإيرانية بتحميل السلطات السعودية مسؤولية الحادث.

ورغم سعي مغردين للدعوة للتعقل ونبذ الطائفية ومحاسبة المقصر أيا كان، مع انتظار نتائج التحقيق في الحادثة، فإن تصريحات القيادات الدينية والسياسية الإيرانية وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنئي حول حادثة التدافع، أثارت سخطا كبيرا في تغريدات العرب على تويتر.

واعتبر المغردون أن تدخل إيران -المتورطة بقتل عشرات الآلاف من المدنيين في سوريا والعراق- هو توظيف سياسي للحادث الذي قد يكون ناجما عن التقصير الموجب للمساءلة، ما لم يكن سوء سلوك من بعض الحجاج والأفواج.

وفي هذا السياق، جاءت تغريدات السعودي د. سعد التويم، حيث اعتبر أن الحادث لا يدخل في دائرة القتل المتعمد للبشر والذي -وفق قوله- تمارسه إيران وحلفاؤها في سوريا مما نجم عنه مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.

في حين يؤكد مواطنه طلال العنزي على ذات المعنى ردا على التصريحات الإيرانية التي تحاول توظيف الحدث سياسيا، حيث سخر من هذا التوظيف معتبرا أن المملكة لم تطلق النيران على صدور الحجاج ولم تقتلهم عمدا مثلما قتلت أيران نصف مليون سوري -وفق اعتقاده- في سوريا والعراق.

بينما اعتبر المغرد الإماراتي محمد الكعبي أن بعض الدول تفشل في إدارة الحشود في مباراة كرة قدم، ويحدث فيها التدافعات والضحايا، ملتمسا العذر للسعودية التي قال إنها تستقبل ملايين الحجيج سنويا من كل الثقافات والأجناس، مما يجعل إدارة مثل تلك الحشود أمرا بالغ الصعوبة.

أما القائد العام السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان، فقال في تغريدة له إن على "مسؤولي بعثات الحج الرسمية من كل دولة والذين يرافقون بعثاتهم إلى الأراضي المقدسة، ألا ينبغي عليهم توجيه بعثاتهم لتلافي السير بالاتجاه الخطأ".

وقد اعتبر فريق لا بأس به من المغردين على وسم "#تدافع_مشعر_منى" -الذي وردت عليه نحو سبعمئة ألف تغريدة- أن الحدث به شبهة جنائية ومؤامرة سياسية، ملقين باللوم على ما أسموه محاولة إيرانية لإفساد الحج وإحراج المملكة العربية السعودية وقيادتها.

دعوات للتوازن
وبرغم شيوع نبرة المؤامرة والتجاذبات الطائفية والسياسية حول الحدث ومسؤولية وقوعه، وانخراط عدد كبير من المغردين في هذا التراشق السياسي، فإن فريقا من المغردين دعا إلى التعقل ونبذ الطائفية ومحاسبة المقصر أيا كان مع انتظار نتائج التحقيق الرسمية.

وقد كان الشيخ والداعية السعودي سلمان العودة أبرز من دعا إلى الموازنة بين ما هو قضاء وقدر نافذ، وبين مسؤولية المقصر أيا كان، مطالبا بالتحقيق في مثل هذا الحدث، وذلك في تغريدة له ضمنها فيديو له على موقع الصور الاجتماعي "أنستغرام".

وعلى ذات السياق، علق مغردون كُثر بضرورة التحقيق والمحاسبة، حيث اعتبر المغرد أبو فهد الشمراني أن التحقيق السريع في الحدث ومعرفة المسؤول أو السبب أيا كان سيمنع تكرار هذا الحدث مجددا في المستقبل، معتبرا أن هذه المحاسبة لا تتعارض وكون ما حدث قضاءً وقدرا، وفق قوله.

بينما نادى حمد الإبراهيم بضرورة أن يكون التخطيط دوما في مثل هذه التجمعات للسيناريو الأسوأ، ليكون بمقدور الجهات مواجهته بشكل جيد وفعال، حتى وإن كانت احتمالية وقوعه قليلة، مشيرا إلى حادثة وقوع الرافعة في الحرم المكي كمثال على ذلك.

بينما أشاد بعض المغردين بالإدارة الجيدة للأزمة من وجهة نظرهم، حيث اعتبروا أن التدخل السريع والفعال في حادثة التدافع في مكان يزدحم بمئات الآلاف منع تفاقم الأزمة وتحولها إلى كارثة أكبر، مشيدين بجهود الدفاع المدني السعودي ورجال الإسعاف الذين تداركوا الموقف وقللوا الخسائر.

المصدر : الجزيرة