ماذا بعد "تعبيرات" فيسبوك الجديدة؟

ماذا بعد "تعبيرات" فيسبوك الجديدة؟
مطالبات بعدم أخذ التحديثات الأخيرة بصورة ظاهرية فالخيارات احتوت على بعض التعبيرات التي لا ترتبط بتاتا بأي حزن أو تعاطف
بعد طول انتظار، وبعد جدل كبير بين من اعتقد بأن إدارة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ستستجيب لمستخدميها وتطلق زر "عدم الإعجاب"، وآخرين نفوا ذلك من أصله متوقعين أنه سيكون زرا "للتعاطف" يتم الضغط عليه في حالات الصور المؤلمة أو الحزينة للتعبير بشكل أدق عن المواقف تجاه القضايا الإنسانية التي تنتشر على الموقع، جاء إعلان فيسبوك عن اختبار مجموعة خيارات جديدة تسمح للمستخدمين بالتعبير عن ردود الأفعال بشكل أوسع، بالإضافة إلى خيار "يعجبني" الذي يهيمن على الموقع منذ سنوات.

فحين ينقر المستخدم على خيار "يعجبني" -الذي ترمز إليه أيقونة الإبهام المشير إلى أعلى- في أي منشور بالموقع، ستظهر له إلى جانبه ستة ردود فعل أخرى، وهذه الخيارات هي: الحب، والضحك، والرضا، والدهشة، والحزن، والغضب، وترمز إليها مجموعة من الأيقونات، وهو ما كان خلاف التوقعات تماما.

ماذا وراء هذه التغييرات؟
مؤسس الموقع الشهير مارك زوكربرغ استشهد -في لقاء بالصحفيين للتعريف بالخاصية الجديدة- بمثال عن صور اللاجئين، واعتبر أن ضغط زر (الإعجاب) يعتبر أمرا سخيفا خصوصا في حال وجود صورة مؤلمة وحزينة، مؤكدا أنهم ابتكروا حلا لذلك ظن الكثير أنه سيكون زر (عدم الإعجاب).

غير أن متابعين طالبوا بعدم أخذ التحديثات الأخيرة بصورة ظاهرية، فالخيارات المطروحة بجانب زر "الإعجاب" احتوت على بعض التعبيرات التي لا ترتبط بتاتا بأي حزن أو تعاطف. وتساءلوا: هل فعلا مارك حريص على التعبير الدقيق لمشاعر مستخدمي فيسبوك؟ أم أن هناك أمرا آخر يحمل في طياته أكثر من ذلك؟

المطّلع على الخيارات الستة التي ستضاف إلى جانب زر الإعجاب يدرك تماما أن القضية ليست فقط إظهار المستخدم لشعوره تجاه المنشورات الحزينة أو ما شابهها، وإنما الموضوع يتعلق بإمكانية حصول موقع فيسبوك على تفاصيل أدق عن مستخدميه ومعرفة حالتهم الشعورية على كل منشور بشكل تفصيلي.

فبدل أن يمتنع المستخدم عن ضغط زر "الإعجاب" في بعض الحالات التي يرى فيها أنه في غير مكانه، أصبح بإمكان فيسبوك معرفة تفاصيل نفسية عن المستخدم بشكل دقيق، خصوصا أن الخوارزميات التي يبني عليها فيسبوك الصفحة الرئيسية للمستخدم وترتب له ظهور المنشورات، تعتمد بشكل رئيسي على ما تبنيه من معلومات تستند إلى تصرفاته أثناء تصفح الموقع.

تساؤلات مطروحة
في الحقيقة هذه الخيارات لو نظرنا إليها بواقعية أكثر، سنجدها ما زالت لا تفي بالغرض الذي بنيت في الأساس لأجله، ورُبما تكون لها آثار عكسية ليصبح التعبير عن الحزن أو الغضب على أي منشور مبنيا فقط على مجموعة من الأشكال والوجوه لا تغير شيئا.

الأيام القليلة القادمة ستكشف كثيرا من التساؤلات المطروحة بشأن التحديثات الجديدة، خصوصا ما سيبنى عليه التفاعل، وقد تعاد صياغة التعامل معها من قبل إدارة الفيسبوك، وستصبح المقاييس التي عُمل بها وقامت عليها الكثير من الدراسات بحاجة إلى إعادة نظر، فلم يعد التفاعل يقتصر فقط على الإعجاب والتعليق والمشاركة… إلخ، وإنما ستضاف إليها ستة خيارات أخرى.

المصدر : الجزيرة