كرة الهدف بتونس.. لعبة شعبية ومتنفس رياضي للمكفوفين

منتخب تونس لكرة الهدف
منتخب تونس لكرة الهدف (الجزيرة)

مجدي بن حبيب-تونس

لا تزال رياضة كرة الهدف في تونس مجرد نشاط رياضي واجتماعي لإدماج المكفوفين، ولعبة تواجه العديد من الصعوبات لتضمن لنفسها مكانا في المشهد الرياضي.

ورغم ندرة الأندية والمجازين، يسعى الاتحاد التونسي لرياضة المعاقين إلى وضع أسس ثابتة لتطوير اللعبة التي استهوت نحو مائة من الشبان الذين يعانون إعاقة بصرية تامة أو جزئية، ووجدوا فيها خير بديل لكرة القدم ومتنفسا رياضيا وترفيهيا. 

ومثّل تنظيم أول دورة للأندية العربية في 2004 بمدينة قابس (جنوب شرق) بمشاركة 13 فريقا نقطة البداية لرياضة كرة الهدف في تونس وبداية استقطابها ذوي الإعاقة البصرية.

عشرة أندية
وظهرت كرة الهدف، التي تعد أكثر الرياضات جذبا لحاملي الإعاقة البصرية، في تونس أواخر التسعينيات عبر تنظيم مباريات محلية داخل المدارس الخاصة بالمكفوفين والجمعيات الخيرية، ونتيجة لذلك نشأت بعض الأندية مثل الاتحاد التونسي للمكفوفين ونادي المعوقين بقابس والنور الرياضي ببئر القصعة.

undefined

وفي سنة 2008، نظمت أول بطولة محلية بمشاركة ستة فرق، وحملت شعار "أحنا زادة نلعبو الكورة" أو "نحن أيضا نحب ممارسة كرة القدم".

ويضم الدوري التونسي عشرة أندية، وهي نادي المكفوفين بتونس، والنور الرياضي ببئر القصعة، ونادي التحدي بتطاوين، وشبيبة القيروان، وجمعية الترفيه بصفاقس، ونادي قفصة، ومسار غنوش، ونادي السباسب بالقصرين، والنور الرياضي بقبلي، وأمل المنستير. ويناهز عدد المجازين مائة لاعب، حسب ما أكده عبد الرزاق سوايسية المستشار الفني لكرة الهدف بالاتحاد التونسي لرياضة المعاقين.

وقال سوايسية للجزيرة نت "يسعى اتحاد رياضة المعاقين لدعم كرة الهدف وتشجيع المكفوفين على ممارستها رغم العوائق الكثيرة، وأبرزها عدم تفرغ اللاعبين بسبب التزاماتهم المهنية والدراسية التي أثرت على عدد المجازين".

وتابع "الصعوبات المادية هي العائق الأكبر في طريق انتشار اللعبة، إذ إن الجمعيات عاجزة عن توفير التجهيزات وفضاءات التدريبات والمباريات، ونأمل أن تكون البطولة الأفريقية بالجزائر نقطة تحول إيجابية لكرة الهدف بتونس".

جدير بالذكر أن الجزائر تحتضن البطولة الأفريقية للرجال والسيدات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهي بطولة تأهيلية للألعاب البارالمبية بريو دي جانيرو 2016.

undefined

أهداف اجتماعية
من جهته، رأى رئيس جمعية النور الرياضي بقبلي (جنوب) عبد الكريم بن صالح أن تأسيس ناد لكرة الهدف كان في البداية لأهداف اجتماعية، وليكون متنفسا للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم في المجتمع من بوابة الرياضة.

وقال بن صالح للجزيرة نت "الفكرة انبثقت عن علاقتي الوطيدة بالمكفوفين منذ الصغر، وفي أكتوبر 2012 أردنا تشجيعهم على ممارسة نشاط رياضي فكان تأسيس جمعية النور الرياضي الحل الأنسب لهم، وكانت الجمعية في بدايتها تقتصر على كرة الهدف التي تضم حاليا 12 مجازا قبل أن يتم إنشاء فرعين لرياضة البوتشيا وألعاب القوى.

وكشف المتحدث أن "قلة الموارد المالية وصعوبة التنقل لولايات الشمال لإجراء المباريات تعدان العائقين البارزين أمامنا، كما أن التدريبات تجري في ظروف صعبة لانعدام الملاعب والقاعات".

وظهرت كرة الهدف -التي يطلق عليها أيضا كرة الجرس (نسبة لوجود جرس بداخلها)- لأول مرة سنة 1946 على يد الألماني سيب رينل والنمساوي هانز لورنز اللذين ابتكرا اللعبة بهدف إعادة إدماج الجنود الألمان الذين فقدوا البصر إبان الحرب العالمية الثانية، وفي الألعاب البارالمبية عام 1988 بكوريا الجنوبية تم اعتماها لأول مرة رياضة رسمية.

وتلعب كرة الهدف بين فريقين، يتكون كلاهما من ثلاثة لاعبين أساسيين وثلاثة احتياطيين، ويضع كل لاعب عصابة على العينين قبل أن يحاول كل فريق رمي الكرة في شباك الخصم، علما أن المباراة تستمر عشرين دقيقة، موزعة على شوطين، تفصل بينهما راحة لا تتجاوز ثلاث دقائق.

وتعتمد اللعبة على قوة الرمي وسرعة البديهة ودقة السمع، حيث إن الكرة بداخلها جرس يصدر صوتا أثناء توجهها للفريق المنافس يحدد مسارها مما يساعد الفريق الآخر في التصدي لها.

وتمارس كرة الهدف في 13 بلدا عربيا، ويحتل المنتخب الجزائري المركز الأول عربيا، ويوجد ضمن المنتخبات العشر الأوائل عالميا في التصنيف الذي يتصدره المنتخب البرازيلي.

المصدر : الجزيرة