الكرة الحديدية بتونس.. رياضة تبحث عن إثبات ذاتها

منتخب سيدات تونس للكرة الحديدية
منتخب سيدات تونس للكرة الحديدية يطمح لاستعادة لقب بطولة العالم الذي توج به في تركيا عام 2011 (الجزيرة)

مجدي بن حبيب-تونس

رغم أن بداياتها تعود إلى أوائل القرن العشرين، ظلت رياضة الكرة الحديدية في تونس خارج دائرة الضوء طيلة ثلاثة عقود قبل أن تتوسع قاعدتها أوائل الثمانينات من القرن الماضي، وتفرض نفسها في الساحة الرياضية.

وفي بلد يعرف هيمنة كلية للألعاب الجماعية، وعلى رأسها كرة القدم، تسعى الكرة الحديدية إلى توسيع قاعدة شعبيتها عبر استقطاب أكبر عدد من اللاعبين والأندية بهدف الإشعاع عالميا.

ومنذ انتخابه عام 2006، نجح الاتحاد التونسي في وضع أسس ثابتة للارتقاء باللعبة إلى مصاف العالمية وتطوير نشاطها بالأندية والمنتخبات.

‪بالضيف: عدد المجازين بهذه الرياضة ما انفك يرتفع رغم الصعوبات المادية‬ (الجزيرة)
‪بالضيف: عدد المجازين بهذه الرياضة ما انفك يرتفع رغم الصعوبات المادية‬ (الجزيرة)

تتويجات عالمية
ظهرت اللعبة بتونس أوائل القرن الماضي عندما كانت البلاد تحت الحماية الفرنسية، وكان المولعون بها من الفرنسيين يمارسونها بحضور الكثير من التونسيين الذين طوروها بعد الاستقلال وأنشؤوا سنة 1956 اتحادا لما سموه "الكرة الحديدية الحرة" واتحادا للكرة الحديدية المقيدة قبل أن يتم دمجهما عام 1960.

ولم تنتظر تونس طويلا لتبدأ مشاركاتها العالمية، وذلك في بطولة العالم 1959 ببلجيكا حيث بلغت الدور النهائي قبل أن تخسر اللقب أمام البلد المستضيف.

وكشف رئيس الاتحاد التونسي للعبة محمد الأسعد بالضيف أن عدد المجازين في هذه الرياضة ما انفك يرتفع رغم الصعوبات المادية التي تمثل العائق الأكبر أمام إشعاعها.

وقال الضيف للجزيرة نت "تلقينا مؤخرا خمسة مطالب لإنشاء أندية جديدة للكرة الحديدية في رابطة الوسط، ونحن ندرس الجوانب القانونية لمنحها التأشيرة لأن هدفنا يبقى توسيع قاعة هذه اللعبة العريقة في تونس ورفع عدد المجازين والأندية".

وأكد أن الصعوبات المادية، وانعدام الإيرادات المتأتية من عقود الرعاية والإشهار، تمثل العائق الأكبر الذي يحول دون تطور هذه اللعبة.

‪منى الباجي: رغم قلة تشجيع الفتيات على ممارسة الكرة الحديدية فإن تونس أنجبت أسماء بارزة‬ (الجزيرة)
‪منى الباجي: رغم قلة تشجيع الفتيات على ممارسة الكرة الحديدية فإن تونس أنجبت أسماء بارزة‬ (الجزيرة)

وتابع "الأوضاع العامة للبلاد ألقت بظلالها على رياضة الكرة الحديدية التي تعيش حالة متردية، فالميزانية التي ترصدها وزارة الرياضة لا تتجاوز 250 ألف دينار (نحو 140 ألف دولار) سنويا توزع على المنتخبات والأندية".

ويمارس هذه الرياضة في تونس نحو ثلاثة آلاف لاعب من بينهم 2800 رجال والباقي فتيات. أما عدد النوادي فيناهز سبعين ناديا. علما بأن الاتحاد يرصد منحة سنوية بخمسين ألف دينار (27 ألف دولار) للأندية.

وتعتبر الكرة الحديدية من الرياضات القليلة التي منحت تونس شرف اعتلاء منصة الألقاب عالميا، وذلك بتتويجها ببطولة العالم أربع مرات سنوات 1983 و1986 و1997 في صنف الرجال و2011 في صنف السيدات.

 كما توجت تونس بلقب كأس أفريقيا 1988، وبطولة المغرب العربي 1992، والميدالية الذهبية لألعاب المتوسط باري 1997، وألميريا 2005 (رجال) وبيسكارا 2009 (سيدات).

‪العقيلي: أبرز تحدٍ هو استعادة اللقب العالمي للسيدات في بطولة العالم 2015‬ (الجزيرة)
‪العقيلي: أبرز تحدٍ هو استعادة اللقب العالمي للسيدات في بطولة العالم 2015‬ (الجزيرة)

استعادة اللقب العالمي
ويرى المدير الفني لمنتخب تونس عبد الرؤوف العقيلي أن تكثيف مشاركات منتخبي الرجال والسيدات بالدورات الدولية سيساهم في تطوير مستوى اللعبة والمنافسة على الألقاب العالمية.

وعن الأهداف المستقبلية لمنتخب تونس، قال العقيلي للجزيرة نت إن أبرز تحد هو استعادة اللقب العالمي للسيدات في بطولة العالم 2015 وبلوغ مرتبة مرموقة في بطولة العالم للشبان 2015.

من جهتها، كشفت منى الباجي (بطلة العالم 2011) أن الكرة الحديدية نجحت في تجاوز كل المعوقات المادية، وكانت وراء منح تونس شرف بلوغ العالمية بفضل مجهودات المشرفين عليها بالمنتخب وناديها.

وقالت الباجي للجزيرة نت "رغم قلة تشجيع الفتيات على ممارسة الكرة الحديدية فإن تونس أنجبت أسماء بارزة كان لها الفضل في التتويج بعدة ألقاب إقليمية ودولية".  

وتستضيف تونس أواخر مارس/آذار الجاري الدورة الدولية للكرة الحديدية بمشاركة 11 بلدا، هي الجزائر وليبيا والمغرب وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وموناكو وبلجيكا وتركيا وتونس المستضيف.

المصدر : الجزيرة