تركيا تبحث عن مكان متقدم بعالم البرمجيات

إسطنبول - تركيا -13 تشرين ثاني 2014 شبان يعرضون مبتكراتهم في معرض للابتكارات التكنولوجية أقيم بإسطنبول
شبان يعرضون مبتكراتهم في معرض للابتكارات التكنولوجية أقيم بإسطنبول (الجزيرة)

خليل مبروك-اسطنبول

تسعى تركيا جاهدة لتحقيق نقلة نوعية في تطوير قدراتها في عالمي تقنية المعلومات والبرمجيات الإلكترونية، محاولة الاستفادة من تطور بنيتها التحتية في هذا الجانب خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي أنه سيشرف بنفسه على حملة عملاقة لتجهيز المبرمجين والخبراء الأتراك لينافسوا السوق العالمية في هذه الصناعة وفق ما ذكرت صحيفة يني عقد.

وسيعمل المشروع على تشجيع الطلاب على اختيار القطاعات التي تخص تكنولوجيا المعلومات، وبحسب الصحيفة، فإن تركيا ستقتدي بالدول الإسكندنافية ودولة إستونيا التي تعتبر رائدة في هذا المجال.

وتشير المعطيات الرسمية التركية إلى أنه من المتوقع أن ترتفع قيمة الإنفاق على قطاع التكنولوجيا في تركيا إلى 25 مليار دولار أميركي بحلول عام 2016، فيما سينمو القطاع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.4% بين عامي 2012 و2017.

كما سيرتفع -حسب المعطيات- عدد مشتركي الهواتف الجوالة إلى 75 مليون مشترك، فيما سترتفع نسبة مستخدمي الإنترنت إلى أكثر من 47% من السكان في عام 2017.

‪حدد شقماق عدة عوامل لنجاح حملة منافسة السوق العالمية في مجال البرمجة‬ (الجزيرة)
‪حدد شقماق عدة عوامل لنجاح حملة منافسة السوق العالمية في مجال البرمجة‬ (الجزيرة)

المشروع العملاق
وبهذا الصدد قال الأستاذ المساعد في قسم العلوم الإلكترونية بجامعة إسطنبول شهير -علي شقماق- إن الحملة العملاقة التي يشرف عليها رئيس الجمهورية تبدأ بتبادل الأفكار بين أصحاب الرؤى والمشاريع الناجحة والأوساط الأكاديمية لصياغة رؤية واقعية تجعل تركيا واحدة من الدول الرائدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

وأضاف الأكاديمي التركي للجزيرة نت أن التحدي أمام أردوغان وفريقه سيكمن في مدى قدرتهم على إقناع صناع القرار بشأن الإجراءات التي يتعين اتخاذها لإنجاح هذه الحملة، الأمر الذي سيترتب عليه متابعة المشاريع والمبادرات المقترحة حتى تؤتي أكلها.

واستشرافا لمستقبل هذه الحملة، حدد شقماق عدة عوامل لنجاحها من بينها تحويل تعلم تكنولوجيا المعلومات إلى وظائف جذابة وذكية للشباب، ورفع مستوى الوعي بأهميتها، وإدراج تعليم البرمجة في السنوات الدراسية الأولى وتكثيف مقرراتها الدراسية وإثارة اهتمام الأطفال وأولياء أمورهم بها.

كما اقترح شقماق خطوات جماهيرية لتكريس التعامل مع البرمجة في المجتمع التركي من بينها إيجاد نظام تدريب على البرمجيات على مستوى الأمة لتوجيه الهواة والمتطوعين مع الشباب وإكسابهم المهارات المطلوبة، إضافة إلى تنظيم مسابقات البرمجة المتقدمة للمتخصصين وتوفير الحوافز والدعم الدراسي للتعليم العالي في مجال تكنولوجيا المعلومات.

ورأى شقماق أن الحكومة يمكنها أن تقدم إعفاءات ضريبية كبيرة ولفترات طويلة للمشغلين وأصحاب العمل في صناعة تكنولوجيا المعلومات.

‪كوجمان: على السوق التركي أن يستفيد من فرص تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة‬ (الجزيرة)
‪كوجمان: على السوق التركي أن يستفيد من فرص تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة‬ (الجزيرة)

المنافسة العالمية
بدوره رأى الخبير التركي في مجال الصناعات الإلكترونية، أردا كوجمان، أن المجتمع التركي بات أكثر إقبالا على التعامل مع التكنولوجيا والبرمجيات المتطورة نظرا لتطور نوعية منتجاتها، موضحاً أن على السوق التركي أن يستفيد من فرص تبادل الخبرات مع الدول المتقدمة في هذا الجانب.

وقال كوجمان للجزيرة نت إن احتكاك سوق البرمجيات التركية بالسوق العالمي يمنحه الفرصة لتسويق إنتاجاته عالميا ومنافسة المنتجين العالميين على أساس الجودة.

وأضاف أن تحقيق المنافسة العالمية في مجال البرمجيات يتطلب تأهيل مجموعة كبيرة من المهنيين وذوي المهارات والموهوبين من متخصصي تكنولوجيا المعلومات الذين يمكن لصناعاتهم أن تقنع المستهلكين في ظل انتشار الشركات العملاقة والمنافسة العالية بينها على الزبائن.

ويصنف الخبراء تركيا كدولة مستهلكة للتكنولوجيا لا منتجة لها، لكنهم يقولون في ذات الوقت إنها اتخذت خطوات جريئة للانتقال إلى عالم الإنتاج والتصنيع التكنولوجي خاصة في قطاعي الإنترنت والهواتف المحمولة.

ويعتبر مشروع "الرقائق" الذي دشنته شركة "إنتيل تركيا" بالتعاون مع شركة "أسالسانس" وجامعة "بيلكنت" بقيمة ثلاثين مليون دولار من أهم مشاريع الثورة الرقمية التركية الحديثة، كما تشهد البلاد خطوات كبيرة في مجالات الأتمتة وتصنيع المعدات المبرمجة إلكترونيا كصناعات الطيران والفضاء والسيارات والصناعات الطبية.

المصدر : الجزيرة