اكتشاف ثقب أسود أكبر من الشمس بمليارات المرات

The spiral galaxy NGC 5793, more than 150 million light-years away in the constellation of Libra is pictured in this undated handout image from NASA's Hubble telescope obtained by Reuters March 21, 2014. NGC 5793 is a Seyfert galaxy. These galaxies have incredibly luminous centres that are thought to be caused by hungry supermassive black holes � black holes that can be billions of times the size of the Sun � that pull in and devour gas and dust from their surroundings. REUTERS/NASA/Handout (OUTER SPACE - Tags: SCIENCE TECHNOLOGY) THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS
مجرة تبعد عنا 150 مليون سنة ضوئية ذات إضاءة شديدة في مركزها يعتقد أن سببها وجود ثقب أسود هائل (رويترز)

قال علماء فلك أمس الأربعاء إنهم اكتشفوا ثقبا أسود هائلا يعادل حجم الشمس 12 مليار مرة وسط كتلة نجمية متوهجة تكونت في الأزمنة السحيقة من نشأة الكون، مما يدحض نظريات راسخة حالية تقول بأن الثقوب السوداء والمجرات التي توجد بها تتمدد بإيقاع نسبي على مر العصور.

وقال فويان بيان من كلية بحوث الفلك والفيزياء الفلكية بالجامعة الوطنية بأستراليا لوكالة رويترز في معرض حديثه عن الثقب الأسود المكتشف "بناء على الأبحاث السابقة فإنه أكبر ثقب أسود يرصد لتلك الفترة من الزمن".

وأضاف أن النظريات الحالية تتعامل مع حدود ومدى سرعة تمدد الثقب الأسود، إلا أن هذا الثقب -الذي يعتقد أنه تكون منذ نحو 900 مليون سنة بعد الانفجار العظيم- كبير على نحو يتجاوز معطيات هذه النظرية.

من جهته قال العالم برام فينيمانز من معهد ماكس بلانك للفلك في ألمانيا، إن الثقب الأسود المكتشف والقابع في قلب مجرة درب التبانة، يشتمل على ما يعادل نحو 12 مليون نجم كالشمس أي أكبر بأكثر من مرتين من كتلة ثقوب سوداء سبق رصدها تنتمي لنفس الحقبة الزمنية.

ولم يتوصل العلماء لتفسير كيف تمدد هذا الثقب الأسود بهذه السرعة، لأنه من الوجهة النظرية لا يمكن للثقب الأسود التهام الغاز المحيط به بسرعة ما دام يحتاج إلى الوصول إلى حجمه الهائل وفقا للقوانين الفيزيائية المعروفة حاليا.

واعتبر شيو-بينغ وو من جامعة بكين بالصين في رسالة بالبريد الإلكتروني أن هذا الاكتشاف يمثل تحديا كبيرا للنظريات الخاصة بتمدد الثقب الأسود في الأزمان السحيقة للكون.

وأضاف أن الأمر يتطلب إما وجود طرق خاصة للغاية لتمدد الثقب الأسود في غضون فترة وجيزة جدا، وإما وجود ثقب أسود ذي سرعة هائة في وقت نشأة الجيل الأول من النجوم والمجرات، وتعجز النظريات الحالية عن تفسير كلتا الفرضيتين، حسب قوله.

أما فينيمانز فيعتقد بوجود خيار آخر وهو تصادم ثقبين أسودين هائلين في فجر نشأة الكون لينشأ عن ذلك ثقب أسود أكبر حجما.

وتوجد الثقوب السوداء وسط أجرام كونية نائية تسمى النجوم الفلكية (كوازارات). وهذه الثقوب عبارة عن حيز في الفضاء به مادة مكثفة للغاية لا تسمح حتى للضوء بسرعته المطلقة بالنفاذ من خلالها وتفادي جاذبيتها. ويجري رصد الثقوب السوداء من خلال الآثار الناجمة عنها على المجرات القريبة والنجوم والغبار الكوني.

ولا يزال تكون الثقوب السوداء ذات الكتل الهائلة موضوعا مفتوحا أمام البحث، إلا أن كثيرا من العلماء يعتقدون منذ زمن طويل أن معدل تمدد الثقوب السوداء محدود.

وتنص النظرية العلمية على أن الثقوب السوداء تتمدد فيما تمتص الكتلة في الوقت نفسه، لكن مع امتصاص هذه الكتلة ترتفع درجة حرارتها مما يخلق إشعاعات ذات ضغط يعمل على طرد الكتلة بعيدا عن الثقب الأسود. ويوضح بيان ذلك بقوله "لديك أساسا قوتان متوازنتان معا مما يضع حدا للتمدد".

واكتشف الثقوب السوداء فريق من علماء العالم على رأسهم شيو-بينغ وو، وذلك في إطار مشروع يطرح بيانات افتراضية لنحو 35% من نطاق نصف الكرة السماوية الشمالي. وحاليا تقود الجامعة الوطنية بأستراليا مشروعا موازيا لرصد مشاهدات تتعلق بنصف الكرة السماوية الجنوبي.

المصدر : رويترز