دراسة: المغردون الأميركيون الأكثر عداء للاجئين

OLM1861 - Milan, -, ITALY : People hold placards during a demonstration of muslims to speak out against terrorism a week after Paris attacks, on November 21, 2015 in Milan. Hundreds of Muslims rallied in Rome and Milan on Saturday to show solidarity with the victims of jihadist attacks, condemning violence in the name of religion and chanting "we are not the enemy". AFP PHOTO / OLIVIER MORIN
العرب في الغرب أصبحوا في موضع دفاع عن النفس بعد هجمات باريس (الفرنسية)

تعرض اللاجئون -خاصة السوريين- لهجمات شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب هجمات باريس استنادا إلى عدد من الذرائع الواهية، وقد أظهرت دراسة حديثة لردود أفعال المغردين الناطقين بالإنجليزية على تويتر أن أغلب هذا العداء جاء من الولايات المتحدة وكان في معظمه من الموالين للحزب الجمهوري، في حين كانت هناك نسبة كبيرة من التغريدات مساندة للاجئين، مع الإشارة إلى أن تفاعل العرب في هذه الناحية كان ضعيفا للغاية.

ودرس باحثون من معهد قطر لبحوث الحوسبة ما مجموعه 8.36 ملايين تغريدة جمعوها خلال أول خمسين ساعة على وقوع الهجمات التي راح ضحيتها 129 شخصا في أنحاء مختلفة من العاصمة الفرنسية، ثم فرزوها بناء على التغريدات التي تضم كلمات أو وسوما على علاقة بالحدث مثل: (#pray4paris)، و(#parisAtacks)، و(#notInMyName)، و(#AttaqueParis) وغيرها.

وقد قصر الباحثون دراستهم على التغريدات المكتوبة باللغة الإنجليزية، ثم صنفوا اتجاهات المغردين إلى خمس فئات، هي: التغريدات المساندة للاجئين التي تظهر تعاطفا أو دعما لهم، والتغريدات المناهضة التي تهاجم اللاجئين وتلومهم على ما حصل وتطالب بمنع دخولهم البلاد، والتغريدات المحايدة، و"الأخبار الإيجابية" وهي التغريدات التي تشارك أخبارا مساندة للاجئين، وأخيرا "الأخبار السلبية" وهي التغريدات التي تشارك أخبارا مناهضة للاجئين.

وقد أظهرت الدراسة أن نسبة التغريدات المساندة للاجئين كانت 39.9%، وتلك التي تحمل أخبارا إيجابية بلغت 1.3%، أما التغريدات المحايدة فكانت نسبتها 2.9%، في حين كانت نسبة التغريدات التي تحمل أخبارا سلبية 10.7% أما التغريدات المناهضة للاجئين فوصلت إلى 42.6%.

وتشير الدراسة إلى أن التغريدات المساندة للاجئين وردت من 105 دول مختلفة، أول تسع منها دول غربية، لكن كان ملفتا غياب التغريدات من الدول العربية حيث شكلت نسبة ضعيفة جدا لا تتجاوز 4% فقط من التغريدات المساندة للاجئين، مع الإشارة إلى أن أغلب التغريدات المساندة جاءت من الولايات المتحدة بنسبة 32% ثم المملكة المتحدة بنسبة 18%.

في المقابل، جاءت أيضا الأغلبية العظمى من التغريدات المناهضة للاجئين من الولايات المتحدة بنسبة كبيرة جدا بلغت 68% تلتها بفارق كبير المملكة المتحدة بنسبة 7%.

رسم بياني يوضح التوزيع الجغرافي للتغريدات المساندة والمناهضة للاجئين عقب هجمات باريس
رسم بياني يوضح التوزيع الجغرافي للتغريدات المساندة والمناهضة للاجئين عقب هجمات باريس

ويشير الباحثون إلى أن نسبة كبيرة من التغريدات المناهضة للاجئين في الولايات المتحدة كانت تعبر عن توجهات حزبية وقومية صارمة تعتبر اللاجئين والمسلمين أعداء، ويميل أغلبها لدعم الحزب الجمهوري ومناهضة سياسيي الحزب الديمقراطي على اعتبار أن الديمقراطيين "يفتحون الباب للعدو الذي يأتي للهجرة بنية الجهاد".

ويمكن ببساطة ربط هذه المؤشرات بموقف حزب الجمهوريين في الولايات المتحدة الرافض لقانون اللاجئين الذي أقره الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستقبال عشرة آلاف لاجئ سوري عام 2016، إلى جانب الحملات التي يشنها المرشحون الجمهوريون ضد اللاجئين السوريين، وكان آخرها وصف أحدهم للاجئين بأنهم "كلاب مسعورة".

ويبدو أن عامل الاقتصار على التغريدات المكتوبة بالإنجليزية كان وراء عدم ظهور فرنسا -موطن الهجمات- بشكل بارز في نتائج البحث، لكن مع ذلك كانت نسبة التغريدات المساندة للاجئين في هذا البلد أكبر من تلك المناهضة لهم بواقع 3% للأولى و1% للثانية.

المصدر : الجزيرة