مشاريع بحثية جديدة بمؤتمر مؤسسة قطر السنوي

جانب من الحضور لجلسة الافتتاحية للمؤتمر
جانب من حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (الجزيرة نت)

 محمد أفزاز-الدوحة

شهد مؤتمر مؤسسة قطر السنوي للبحوث 2014 -الذي اختتم فعالياته أمس الأربعاء في الدوحة- مناقشة عدد من المشاريع البحثية في تكنولوجيا المعلومات قدم أصحابها حلولا لإشكالات الازدحام المروري، ووظائف الطائرات من دون طيار، والتصدي للكوارث، علاوة على قضايا استخدامات الطاقة الذكية، والتحول في شبكات التواصل الاجتماعي.

وقال الباحث في مركز "قطر للابتكارات التكنولوجية" وسيم دريره إن المركز يعمل حاليا على تطوير ثلاثة مشاريع بحثية جديدة تندرج ضمن الجهود الرامية لنشر استخدام أنظمة النقل الذكية التي تهدف إلى تسهيل انسيابية حركة المرور بالشوارع وتقليل حوادث السير والحفاظ على الأرواح.

وسيم دريره يتوقع قرب طرح تطبيقات تحل إشكالات الازدحام المروري (الجزيرة نت)
وسيم دريره يتوقع قرب طرح تطبيقات تحل إشكالات الازدحام المروري (الجزيرة نت)

سلامة الطرق
وأوضح دريره، في حديث للجزيرة نت على هامش تقديمه عرضا عن الطريقة المبتكرة لجمع ونشر البيانات في شبكة "vrx"، أن المركز يعمل على مشروع "كوسموب" ومشروع "سيلكار" ومشروع "كوبتس"، وهي عبارة عن حزمة من التطبيقات والخدمات ستمكن من مواجهة تحديات حركة المرور وتوفير معلومات عن حجم السيارات بالشوارع وتؤمن عملية التواصل ما بين المركبات لتقليل المخاطر والحوادث.

وتوقع أن يتم طرح وتسويق هذه التطبيقات مرفقة بالأجهزة الخاصة بها بحلول العام 2018، مشيرا إلى أن هناك أجهزة سيتم تثبيتها بالسيارات، وأجهزة استشعار أخرى بالشوارع العامة وعند إشارات المرور لضمان التواصل الذكي بين السيارات وتبادل المعلومات فيما بينها، في حين سيتم ربط هذه الأجهزة بمركز لإدارة المرور سيتولى تلقي المعلومات والبيانات وتحليلها ومن ثم إعادة توزيعها من جديد.

وذكر أن هذه التطبيقات "ستساعد على توفير نقل ذكي أكثر أمنا وأقل تكلفة، بحيث يواكب التنمية الاقتصادية التي تشهدها البلاد وما تمارسه من ضغط على الطروقات، ويساعد على تنظيم أفضل لكأس العالم لكرة القدم 2022".

‪خالد هراس: باحثون يطورون تطبيقات ستحسن أداء الطائرات من دون طيار‬ (الجزيرة)
‪خالد هراس: باحثون يطورون تطبيقات ستحسن أداء الطائرات من دون طيار‬ (الجزيرة)

فريق بحثي
بدوره أعلن أستاذ علوم الحاسوب في "جامعة كارنجي ميلون قطر" خالد هراس أن مجموعة من الباحثين بالجامعة يعملون حاليا على تطوير عدد من التطبيقات التي ستساعد على تحسين أداء مهام الطائرات من دون طيار، ومواجهة التحديات التي يطرحها نظام المحاكاة المعمول به حاليا، الذي يظل قاصرا عن عكس الحقيقة كما هي.

وقال هراس للجزيرة نت -على هامش تقديمه عرضا بعنوان نموذج تجريبي مادي سايبرياني لطائرات من دون طيار- "إننا بصدد بناء منصة اختبار حقيقية للمهام التي يفترض أن تقوم بها الطائرة من دون طيار قبل إرسالها إلى مكان العمليات".

وأضاف أن هذه المنصة ستتيح للباحثين تجريب العديد من التطبيقات التي سيتم إنتاجها في المختبر، ومن ثم شراء الطائرات التي تناسب هذه التطبيقات، وهو ما يساعدها على القيام بمهامها الاستطلاعية والاستكشافية والتقنية على الوجه الأكمل.

وأوضح أنه سيتم تزويد الطائرات بالتطبيقات الجديدة لتقوم بمهامها بشكل ذاتي دونما تحكم عن بعد إلا في حالات الضرورة، و"بدأنا فعليا في استعمال منصة الاختبار وجاءت النتائج جيدة ونحاول تطويرها لتكون جاهزة للتسويق في غضون سنتين من الآن".

فيصل السويدي أكد أهمية استثمار الموارد التي تتوفر عليها قطر للوفاء بمتطلبات أبنائها وتأهيل الرأسمال البشري القادر على نقل البلاد نحو مجتمع المعرفة

الطاقات البشرية
وأجمع المتحدثون في الجلسة الرئيسية لليوم الأول من المؤتمر على أهمية مواجهة تحدي نقص الطاقات البشرية في مجال البحوث وحسن اختيار القيادات المشرفة على هذه الطاقات.

وشدد وزير الطاقة الأميركي السابق ستيفن تشو على "ضرورة توفير قيادات ملهمة قادرة على تحقيق النجاح في مشاريعها البحثية مع حمايتها من الإجراءات البيروقراطية".

من جانبه أكد رئيس قطاع البحوث والتطوير بمؤسسة قطر فيصل السويدي أهمية استثمار الموارد التي تتوفر عليها قطر "للوفاء بمتطلبات أبنائها وتأهيل الرأسمال البشري القادر على نقل البلاد نحو مجتمع المعرفة".

كما أكد رئيس "مختبر سوني لعلوم الحاسوب" هيروكي كيتانو ضرورة ربط العلماء في قطر بشبكة العلماء عبر العالم ليتمكنوا من تبادل المعلومات وتطوير أبحاثهم.

أما العالم البيولوجي ديفد جلاس فأكد ضرورة تطوير تعليم "يركز على زرع حب العلم في نفوس الناشئة وخلق جيل من العلماء قادر على تحقيق هدف استدامة التنمية بقطر".

وشهد المؤتمر حضور خبراء وعلماء محليين ودوليين، في حين تم منح الفرصة لنحو خمسين ملخصا بحثيا من بين ألف ملخص تقدم أصحابها للمشاركة لعرض أبحاثهم والتنافس على أفضل عرض.

وعالجت هذه البحوث قضايا حرجة مثل الأمن المائي والطاقة، ونظم إدارة الصحة، فضلا عن التحديات الاجتماعية الأخرى التي تواجهها دولة قطر والمنطقة ككل.

المصدر : الجزيرة