أجهزة ذكية تراقب المريض بتحليل عرقه

A man demonstrates the 'Assure' by Acticheck wearable alarm monitor at the Innovate UK technology show in central London, on November 5, 2014. The two day event allows tech companies and start-ups to showcase the very latest in technical design. AFP PHOTO / LEON NEAL
انتشار استخدام الأجهزة الذكية القابلة للارتداء يؤدي إلى ابتكار وظائف جديدة يمكن الاستفادة منها (الفرنسية-غيتي إيميجز)

مع الانتشار المتزايد للأجهزة الذكية القابلة للارتداء، بدأت تتعدد استخداماتها لتدخل مجالات جديدة وتستقطب مستخدمين جددا. فبعد أن تمَّ تحويل الساعات والنظارات والأساور والخواتم إلى أجهزة ذكية تعرض التنبيهات وتلتقط الصور وتتبع نشاط المستخدم وصحته، توجه الباحثون لجعلها تقدم أيضا معلومات طبية دقيقة عن صحة المستخدم عبر تحليل عرقه.

ومن المعلوم أن بإمكان الكثير من الأجهزة الذكية القابلة للارتداء الحالية قياس معدل نبضات القلب، لكن الجديد هو ما يعمل عليه الباحث في جامعة سينسينتي الأميركية، جاسون هيكنفيلد.

فمنذ خمسة أعوام، يعمل هيكنفيلد وجوشوا هاجي وعلماء آخرون من مختبرات أبحاث القوات الجوية الأميركية على البحث عن وسائل مناسبة لمراقبة استجابة الطيارين للعلاج الدوائي والغذائي والإصابات والتوتر وغير ذلك من التغيرات الفيزيائية أثناء التدريب وأداء المهام، وقادهم ذلك إلى تطوير لُصاقة قادرة على تحفيز العرق وقياسه، ومن ثم إرسال بياناتها إلى الهاتف الذكي.

ويحتوي العرق على مجموعة من المعلومات المفيدة التي تعكس حالة جسم الإنسان في الزمن الحقيقي، ويُمكن التقاط هذه المعلومات بواسطة الجهاز الذكي القابل للارتداء الذي يستفيد من اللصاقة، وبدوره يرسلها إلى الهاتف الذكي ليتم تحليلها.

واستفاد الباحثون من المعلومات التي يوفرها العرق لمراقبة الإعياء الجسدي، على غرار تنبيه الرياضيين على درجة الإجهاد التي تصيبهم، ومستوى الجفاف في أجسادهم. ورغم أن مشاكل كهذه قد يبدو التنبؤ بها سهلاً، لكن الواقع عكس ذلك، حيث إن أشهر الرياضيين قد تنهار أجسادهم خلال المنافسات بسبب مشاكل مُشابهة.

الأجهزة القابلة للارتداء وسيلة ذكية لقياس درجة النشاط والحالة الصحية (غيتي-أرشيف)
الأجهزة القابلة للارتداء وسيلة ذكية لقياس درجة النشاط والحالة الصحية (غيتي-أرشيف)

إلكترونيات مرنة
وللوصول إلى معلومات عن صحة الإنسان من عرقه، يتوجب على النظام تحليل نسب بعض الشوارد في العرق، على غرار الصوديوم والكلوريد، ولذلك دمج الباحثون في النموذج الأولي من لصاقتهم حساساً للصوديوم، وهوائي إرسال، ورقاقة إلكترونية، حيث تم دمج المكونات الداخلية في مادة مرنة، وتم تغليف اللصاقة بمادة أخرى تسمح بتثبيتها طويلاً على جلد الإنسان.

ويستفيد الفريق المطور للتقنية من عملية تصنيع الإلكترونيات المرنة لإنتاج مئات اللصاقات لتتم تجربتها بشكل واسع قبل نهاية العام الجاري، كما يتم تجريب أنماط مختلفة من الحساسات القادرة على التقاط شوارد متنوعة إلى جانب الصوديوم والكلوريد، واستخدام ذلك للتنبؤ بحالات على غرار مستويات الإجهاد، وإصابات العضلات وتهتكها.

ووفقا لهيكنفيلد، فإن نتائج الاختبارات الأولية للنظام تبدو واعدة، وفي حال جرى كل شيء على ما يرام، فإن من المتوقع أن يبدأ استخدام التقنية بشكل واسع عند الرياضيين الذين يتعرقون بكثرة عادة، أو الأشخاص العاديين على غرار مرضى التليف الكيسي.

وتستفيد اللصاقة من عملية "الإرحال الأيوني" التي تحرض الجلد على إنتاج العرق، وهي طريقة يستخدمها الأطباء منذ سنوات لدفع الأدوية المُضادة للالتهاب عبر الجلد لتصل إلى النُسُج المصابة.

ويتوقع هيكنفيلد أن تصل تقنيته إلى الأسواق بشكل محدود العام القادم، كما يعمل فريقه على الجيل الثاني من النظام، مستخدماً فيه تقنية البلوتوث لتأمين الاتصال، ومساحة لتخزين البيانات، ومتحكما مصغرا بغية التقاط ترددات أعلى وإشارات معقدة من حساسات اللصاقة الإلكترونية، مما يوفر مراقبة مستمرة لحالة الجسم بشكل لا يسبب إزعاجاً للإنسان، ودون أن يشعر بذلك أصلاً.

إن الاستفادة من المعلومات التي يوفرها عرق جسم الإنسان لتشخيص حالته لا تعتبر أمراً جديداً، وهي ليست بالأمر السهل نظراً لصعوبة جمع عينات العرق ونقلها وتحليلها، لكن الجديد أن هذا الابتكار -وباستخدام التقنيات القابلة للارتداء- سيجعل من الاستفادة من المعلومات التي يوفرها العرق أمرا سهلا ومتوفرا للجميع.

المصدر : البوابة العربية للأخبار التقنية