حفل غنائي يثير غضب الأردنيين ويدفع السلطات للتحرك

"حفل قلق" يكشف معدن الاردنيين الرافض للتغريب

أيمن فضيلات-عمان

حالة من الغضب من أفعال بعض المحتفلين بالمهرجان الراقص "حفل قلق للألعاب الإلكترونية" اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن مؤخرا، مما دفع السلطات للتحرك وسط مطالب بمحاسبة المسؤولين.

وضجت وسائل التواصل بصور وفيديوهات "مخلة" بالآداب العامة، كشفت ما جرى في الحفل من رقص وتعاط للخمور وتحرش بالفتيات والصبيان من قبل مشاركين في الحفل، في حادثة غريبة عن أعراف المجتمع الأردني.

وجاءت ردود الأفعال الساخطة على المنظمين والمشاركين وأهاليهم، وحتى على وزارة الداخلية لمنحها ترخيصا للحفل، كما طالت الجامعات ومخرجاتها التعليمية والمناهج التربوية.

وتزامن ترخيص الحفل من قبل محافظ العاصمة سعد الشهاب مع قراره بمنع فعالية شبابية كانت تعتزم تنظيم لقاء لمناقشة قانون ضريبة الدخل المعروض على مجلس النواب.

وبررت وزارة الداخلية اتخاذها اجرءات وقف الحفل بأن المنظمين "خالفوا ما تمت الموافقة عليه"، حيث نص الترخيص على إقامة مهرجان عائلي للألعاب في مطعم التلال السبعة غرب عمان مع اشتراط عدم تقديم "مشروبات روحية".

وأوعز وزير الداخلية سمير المبيضين بتوقيف القائمين على الحفل بتهمة "خدش الحياء العام"، ولمخالفتهم مضمون الطلب المقدم للمحافظ، كما خاطب وزارة السياحة لإغلاق المطعم.

خروج عن السيطرة
وفي المقابل، قال المنظمون إن المهرجان شارك فيه قرابة 11 ألف شخص لمدة 12 ساعة، مؤكدين أن الحفل خرج عن السيطرة من حيث تشغيل الأغاني وأعداد المشاركين الكبيرة.

وأوضح أحد المتطوعين في تنظيم الحفل للجزيرة نت أن الحفل كان يمثل "المرحلة النهائية (تصفيات) لمشاركين في ألعاب إلكترونية، ويتضمن حفلة غنائية للعائلات والمشاركين".

وتابع أن الحفل انطلق في الساعة 11 صباحا بمشاركة ستة آلاف شاب وفتاة مع عائلاتهم، واستمر حتى الساعة الخامسة مساء دون مشاكل، ثم تدفق نحو خمسة آلاف شاب وفتاة دون تذاكر، وقام بعضهم بأفعال شاذة منتشرة على وسائل التواصل.

ضد التغريب
ويرى الباحث في علم الاجتماع رياض الصرايرة أن "الاحتجاج على ما شهده الحفل من تجاوزات دينية وأخلاقية أظهر معدن الأردنيين الأصيل الرافض لسياسات التغريب القائمة على التعري والاختلاط والمجون والخمور".

ويضيف الصرايرة أن ما نراه نتيجة طبيعية للتحولات الاجتماعية وتلاشي التمسك بأخلاقيات ودين المجتمع الأردني المحافظ، ملقيا باللوم على المشاركين وأسرهم في الدرجة الأولى.

وعبر الباحث عن أسفه من "حالة التفكك وقلة التربية" لدى بعض الأسر الأردنية، معتبرا أن بعض الآباء يمنحون أبناءهم الحرية الكاملة دون رقابة على علاقاتهم وتعاملاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، كما حمّل المنظمين والمتطوعين ووزارة الداخلية مسؤولية ما جرى.

ودعا الصرايرة المؤسسات الدينية والجامعات والمدارس للقيام بدورها التوعوي والتربوي في محاربة حالة التغريب التي يسعى لها البعض، مؤكدا ضرورة تعديل المناهج التدريسية بما يعزز أخلاقيات وثقافة ودين وتقاليد المجتمع.

المصدر : الجزيرة