الركبان.. مخيم المنسيين في الصحراء

"الركبان" يواجه حصار النظام وحيدا وسط الصحراء
جانب من الاعتصام الذي نظمه اللاجئون في مخيم الركبان (ناشطون)

عمر حوراني-غازي عنتاب

يواصل ناشطون من مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود السورية الأردنية إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، احتجاجا على "الصمت الدولي" تجاه استمرار معاناة المدنيين المحاصرين في المخيم.

ويقول أبو عمر الحمصي -أحد المضربين عن الطعام- أنهم يحاولون لفت أنظار المجتمع الدولي إلى معاناتهم، فإضرابه عن الطعام كان اختياريا، بينما هناك آلاف الأطفال والنساء لا يملكون القدرة على شراء ما يسد رمقهم، إذا وجدوه أصلا.

ويصر الحمصي وأصدقاؤه على أن إضرابهم لن يتوقف إلا بعد إنهاء الحصار الذي يعيشه سكان المخيم، وتقديم المساعدات لأكثر من 10 آلاف عائلة تتخذ من بيوت الطين والخيم البلاستيكية مأوى لها.

ويقول إن أعداد سكان المخيم تناقصت بشكل كبير مع إجراءات التضييق على المخيم، حيث أجبِرت أعداد كبيرة من العائلات على الذهاب إلى مصير مجهول في مناطق سيطرة النظام.

‪مخيم الركبان يواجه حصار النظام وحيدا وسط الصحراء‬ (الجزيرة)
‪مخيم الركبان يواجه حصار النظام وحيدا وسط الصحراء‬ (الجزيرة)

جغرافيا مميتة
ويقول الطبيب المقيم بمخيم الركبان شكري الشهاب للجزيرة نت إن قوات النظام منعت كل المواد الغذائية والمحروقات والمستلزمات الطبية من دخول المخيم، فارتفعت الأسعار وعجز غالبية اللاجئين عن شراء المواد الأساسية، مما تسبب في وفاة طفلين بعد إصابتهما بسوء تغذية حاد، بالتزامن مع فقدان مادة حليب الأطفال من المخيم.

ويضيف الشهاب أن شابة توفيت بعد إصابتها بإسهال وفقر دم حاد، وأن طفلة أخرى فارقت الحياة نتيجة قلة الرعاية الطبية، وجميعهم توفوا خلال أقل من أسبوع.

ويوضح أن الطبيعة الجغرافية للمخيم تزيد من الإصابة بحالات الإسهال والتهاب القصبات الحاد والأمراض التي تصيب كبار السن، ويعتبر أن الإسهال أشدها خطرا على حياة الأطفال، مشيرا إلى أن المخيم شهد حالات ولادة قيصرية والتهابات لدى النساء لانعدام الرعاية الصحية.

ويلفت الطبيب إلى أنهم يعتمدون على الأدوية القادمة من مناطق سيطرة النظام، وأن بعض الممرضين والممرضات يحاولون تقديم المساعدة مع أنهم لم ينهوا دراستهم وتدريبهم، باستثناء بعض الحالات التي تستقبلها النقطة الطبية التابعة لليونيسيف.

‪مخيم الركبان يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة‬ (الجزيرة)
‪مخيم الركبان يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة‬ (الجزيرة)

اعتصام مفتوح
وأظهرت صور نشرها ناشطون أطفالا يبحثون عن الطعام داخل القمامة المنتشرة على أطراف المخيم، في إشارة إلى حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي في تلك البقعة الصحراوية المحاصرة.

وبدأ الأهالي في مخيم الركبان يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول الحالي اعتصاما مفتوحا لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الأردنية والنظام السوري من أجل إدخال المساعدات الإنسانية والطيبة إلى المخيم، حيث سجلت خلال الشهر الأخير وفاة عشرة أشخاص -غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن- بعد تدهور صحتهم ورفض نقلهم إلى الأردن لتلقي العلاج.

ويواجه أكثر من 60 ألف لاجئ في المخيم ظروفا في غاية الصعوبة بعد إغلاق الحدود الأردنية أمام المساعدات منذ عام، في حين أغلقت قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران الطريق الوحيد إلى المخيم عبر بلدة الضمير منذ حوالي شهر. ويرى ناشطون أن هذه الإجراءات تصب في مساع لإنهاء وجود المخيم وتخيير اللاجئين بين الموت أو العودة إلى مناطق النظام وتقبل مصيرهم المجهول.

المصدر : الجزيرة