تخصيص الأندية السعودية.. حلم الرياضيين وتطلعات المستثمرين

Al-Ahli's Ioannis Fetfatzidis (C) in action against Al-Batin's William Alves (R) during the Saudi Professional League soccer match between Al-Batin FC and Al-Ahli S.FC at Al-Batin Club Stadium in Hafar Al-Batin, Saudi Arabia, 20 November 2016.
الديون المسجلة على الأندية السعودية بلغت أكثر من 375 مليون دولار (الأوروبية)

الجزيرة نت-الدمام 

بعد طول انتظار أصبح حلم الرياضيين السعوديين واقعا إثر صدور موافقة مجلس الوزراء السعودي الاثنين الماضي على تخصيص الأندية الرياضية التي تشارك بدوري المحترفين لكرة القدم، في خطوة تهدف إلى التقليل من مديونيات الأندية والرفع من كفاءتها.

ووصف رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد آل سعود القرار بأنه "تاريخي ومفصلي ومهم في تاريخ الأندية السعودية"، كما وافق المجلس على تحويل الأندية الرياضية التي يتقرر تخصيصها إلى شركات تزامنا مع بيعها.

وصرح ابن مساعد في مؤتمر صحفي بأن هناك 14 ناديا رياضيا يمكن عرضها للبيع على المستثمرين، وسيُخيّر المستثمر بين شراء مقر النادي أو استئجاره من هيئة الرياضة لمدة معينة يختارها المستثمر نفسه.

ووفقا لتصوره فمن المتوقع أن تكون البداية الفعلية لخصخصة الأندية بعد ستة أشهر، تبدأ بثلاثة أندية، نادٍ من المقدمة وناديين من أندية الوسط.

ديون الأندية
وتهدف الهيئة العامة من قرار التخصيص بالدرجة الأولى إلى الحد من مديونيات الأندية وحل مشكلاتها الهيكلية، وجلب رؤوس الأموال والكفاءات، كما أنها ستقتصر في المرحلة الأولى على المستثمرين السعوديين.

وفي يونيو/حزيران الماضي أُعلن رسميا قيمة الديون المسجلة على الأندية السعودية التي بلغت أكثر من 375 مليون دولار.

وتصدر نادي الاتحاد قائمة أكثر الأندية ديونا وذلك بمبلغ 79.7 مليون دولار، بينما بلغت ديون النصر أكثر من سبعين مليون دولار، وجاء النادي الأهلي في المرتبة الثالثة بديون قيمتها أربعون مليون دولار ثم الهلال بديون بلغت 36 مليون دولار. 

رئيس هيئة الرياضة قال إن المستثمر سيُخيّر بين شراء مقر النادي أو استئجاره (الجزيرة نت)
رئيس هيئة الرياضة قال إن المستثمر سيُخيّر بين شراء مقر النادي أو استئجاره (الجزيرة نت)

وسبق أن بدأت الهيئة خطوات عملية نحو مديونيات الأندية بوضع سقف للمديونيات الحالية وآخر للآجلة، وفقا لمعدل ترتيب هذه الأندية في دوري المحترفين (دوري جميل)، إضافة إلى تحديد سنة مالية موحدة لكافة الأندية.

وقبل أكثر من أسبوع أعلن مجلس الشؤون الاقتصادية إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره وإنشاء صندوق تنمية الرياضة ودعمه بـ 666 مليون دولار.

ومن ضمن أهداف الصندوق تقديم القروض والتسهيلات للأندية الرياضية سواء التي ستخصص أو بقية الأندية الأخرى على أن تودع فيه محصلات بيع الأندية في المراحل كافة.

من جهته، قال رئيس مجلس نادي الخليج السعودي فوزي الباشا إن القرار نقطة تحول في تاريخ الرياضة السعودية، لكنه يتطلب إستراتيجيات تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات في أقصر مدة لها، حتى ينعكس القرار إيجابيا على الكرة السعودية.

وأضاف الباشا للجزيرة نت أن الاحترافية لن تطبق بشمولية على كل الأندية، بل ستخصص بشكل تجريبي وتدريجي على عدد من الأندية.  

الباشا: لابد أن تكون لدى المستثمرين جرأة وقدرة على تحويل الأندية لشركات رابحة حتى ولو كانت خاسرة حاليا (الجزيرة نت)
الباشا: لابد أن تكون لدى المستثمرين جرأة وقدرة على تحويل الأندية لشركات رابحة حتى ولو كانت خاسرة حاليا (الجزيرة نت)

شراء المنشآت
وكان رئيس الهيئة العامة للرياضة قد قال في تصريحاته بشأن شراء منشآت الأندية إنه "خيار للمشتري وسنعيد تقييم العقار في الفترة المقبلة، وفي حال عدم وجود الرغبة سنؤجر المنشأة بسعر رمزي".

ويرى المهتمون بالاقتصاد الرياضي أن هذا الخيار يقدم تسهيلات كبيرة للمستثمرين لارتفاع قيمة الأندية السوقية كأراض ومنشآت.

ويؤكد الباشا أن هذه الخيارات أكثر جدوى للشركات والمستثمرين، مشيرا إلى أن الاستثمار سيرفع من أداء اللاعبين والأندية من إداريين وفنيين وسيساهم في زيادة القيمة التجارية لمنتسبي الأندية، كما سيزيد من قيمة المنافسة.

ويذهب متخصصون في التسويق الرياضي إلى أن تقييم الأندية عند التخصيص يتأثر بعوامل عدة منها أصول النادي واسمه بين الأندية وبطولاته وجماهيره.

ورغم اتفاق المتخصصين أن الشعبية الجماهيرية تنحصر في خمسة أندية فإنهم يرون أن الأندية المتوسطة بيئتها أنسب للنجاح من غيرها، وفي هذا الصدد يقول المستشار في التسويق الرياضي خالد الربيعان إن الأندية الصغيرة فرصة للمستثمرين لأنها بعيدة عن الضغط الجماهيري والإعلامي ويتوقع أن تكون ذات قيمة كبيرة في المرحلة القادمة.

وبين الربيعان للجزيرة نت أن أندية مثل الرائد والتعاون لها جمهورها في مناطقها، وهذه تشكل نقطة قوة لصالحها عند التخصيص.

من جهته، شدد الباشا على أن تكون لدى رجال الأعمال والمستثمرين جرأة وقدرة على تحويل الأندية إلى شركات تحقق الربح حتى ولو كانت خاسرة حاليا، مشيرا إلى الأرضية الخصبة في الأندية السعودية لتحقيق الاستثمار الناجح.

المصدر : الجزيرة