فرص "العدالة والتنمية" لتصدر انتخابات المغرب

بنكيران في سلا خلال حملته الانتخابية
بنكيران أثناء جولته الانتخابية في مدينة سلا (الجزيرة نت)

 الحسن أبو يحيى-الرباط

أثار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران جدلا كبيرا عندما استثمر الإقبال الواسع لعموم المغاربة على تجمعات حزبه أثناء حملة الانتخابات البلدية ليقول إن حزبه سيتصدّر النتائج.

وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن التصريح بفوزه بالمرتبة الأولى طموح مشروع، يرى آخرون أنه من الصعب تحقق ذلك، وأن بنكيران أخطأ عندما تعامل مع هذه الحملة بمنطق الانتخابات البرلمانية.

ونزل بنكيران في أكثر من 11 مدينة بمختلف جهات المغرب بكل ثقله، وعقد تجمعات حاشدة، ردا على خصومه في المعارضة الذين يقولون إن شعبيته في تراجع من جهة، وليدعم من جهة ثانية مرشحي حزبه، ويستثمر رصيده الشعبي في إقناع المواطنين بالتصويت لصالحهم.

ورفع بنكيران تحدي خصومه، ودعاهم للخروج للمواطنين وحشد الآلاف بلا مقابل، ورأى أن إقبال الناس على تجمعات حزبه دليل على شعبيته، وإشارة إلى أنه سيتصدّر النتائج.

منتصر حمادة: القبيلة والأمية والأعيان تتحكم في النتائج (الجزيرة)
منتصر حمادة: القبيلة والأمية والأعيان تتحكم في النتائج (الجزيرة)

وقال مدير مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث منتصر حمادة للجزيرة نت إن حديث بنكيران عن إمكانية تصدر حزبه النتائج طموح مشروع له ولغيره من الأمناء العامين للأحزاب، "لكنّ الانتخابات البلدية مختلفة عن التشريعية، بسبب محدّدات القبيلة والأعيان والأمية والفقر، وغيرها من العوامل التي يغيب بعضها عن حسابات الحزب الإسلامي".

وقال حمادة إن مجمل الأحزاب -ومنها العدالة والتنمية الذي روّج للعمل الحكومي في هذه الحملة- سقطت في عدم احترام بعض الإشارات الواردة في الخطاب الملكي الأخير، عندما أكد ضرورة الفصل بين أداء العمل الحكومي وأداء عمل البلديات، "في ما يشبه دفاعا ملكيا عن أي انتقادات قد تصدر ضد العمل الحكومي خلال الحملة الانتخابية".

حرب إعلامية
لكن أستاذ التواصل السياسي بجامعة محمد الخامس بالرباط ميلود بلقاضي رأى في حديث للجزيرة نت أن تصريحات بنكيران تدخل ضمن الحرب الإعلامية الدائرة رحاها بين أحزاب في الأغلبية وأخرى في المعارضة.

وقال بلقاضي إن نزول بنكيران إلى الميدان بهذا الحجم ليؤطر تجمعات تعد الأكبر في هذه الحملة يعكس تخوفه من ارتفاع نسبة العقاب ضد حزبه، "ويظهر أن تجمعات العدالة والتنمية نجحت في استقطاب أعداد كبيرة من المغاربة، بالرغم من القرارات الصعبة التي اتخذتها الحكومة".

ومن وجهة نظر المحلل السياسي عبد الرحيم المنار اسليمي فإن بنكيران أخطأ عندما تعامل مع حملة الانتخابات البلدية بمنطق الانتخابات البرلمانية، وعندما ظهر كأن حزبه يتحمّل وحده مسؤولية حصيلة الحكومة التي يقودها.

وقال للجزيرة نت إن الوضع سيكون صعبا على حزب العدالة والتنمية "كونه سيفقد أصوات الطبقات الوسطى والفئات الشعبية التي ستحاسب الحزب محليا على سياساته الوطنية"، وأضاف أن "تقديم عرض وطني في انتخابات محلية فتح المجال أمام حزب الأصالة والمعاصرة للفوز بالانتخابات مستفيدا من اتجاه الشارع نحو تصويت عقابي ضد حزب العدالة والتنمية".

عبد الرحيم اسليمي: بنكيران تعامل مع انتخابات المحليات كأنها نيابية (الجزيرة
عبد الرحيم اسليمي: بنكيران تعامل مع انتخابات المحليات كأنها نيابية (الجزيرة

صعوبة
ويشرح بلقاضي صعوبة تصدّر حزب العدالة والتنمية النتائج انطلاقا من كونه لم يتقدّم بمرشحين في جميع الدوائر الانتخابية، ولا يتوفر على كتلة ناخبة مهمة في الأرياف، عكس حزب الأصالة والمعاصرة مثلا، أو حزب التجمع الوطني للأحرار، أو حزب الاستقلال، التي تعتمد في عدد من الدوائر على ترشيح الأعيان وأصحاب المال.

من جانبه، توقّع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش محمد الغالي أن يحافظ حزب العدالة والتنمية على حضوره القوي في المدن، واستقطاب عدد معتبر من الأصوات في مجالات بالأرياف لم يسبق له أن وصلها، "بفضل الاختراق الذي حقّقه من موقع قيادته الحكومة، التي عزّزت ثقة فئات مهمة من المواطنين فيها".

وبينما يتوقع الغالي أن يكون حزب العدالة والتنمية ضمن الأحزاب الثلاثة الأولى، يرى بلقاضي أنه من الصعب جدا أن نتوقع أن يكون الفائز الأول في هذه الانتخابات خارج حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال.

المصدر : الجزيرة