أهالي اللاذقية: وفّروا الكهرباء قبل زيادة أسعارها

Syria's President Bashar al-Assad (front L) visits the Umawyeen electricity station at Tishreen park on May Day in Damascus May 1, 2013, in this handout photograph distributed by Syria's national news agency SANA. REUTERS/SANA/Handout (SYRIA - Tags: POLITICS BUSINESS EMPLOYMENT) NO SALES. NO ARCHIVES. ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS PICTURE IS DISTRIBUTED EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
النظام السوري فشل في توفير الكهرباء للمناطق الخاضعة لسيطرته (رويترز)

عمر أبو خليل-ريف اللاذقية

"اللي استحوا ماتوا".. قالتها سيدة سورية ردا على قرار حكومة بشار الأسد رفع أسعار الكهرباء في مدينة اللاذقية (شمال) التي لا تزال معقلا لمؤيدي النظام.

سخرية السيدة وغضبها لا ينطلقان فقط من أن أوضاع الناس متردية ولا طاقة لهم بتكاليف جديدة، إنما لكون الكهرباء مقطوعة في الغالب فكيف بزيادة سعر خدمة غير متوفرة أصلا.

وفي هذا المنحى الساخر جاء تعليق المواطن سامر شحود قائلا "وفّروا الكهرباء أولا وبعدها لن نختلف على السعر".

وأعلنت حكومة النظام السوري أنها سترفع سعر الكهرباء للمنازل بنسبة تتجاوز 100% . ويبدأ التقيد بالتسعيرة الجديد اعتبارا من اليوم الثلاثاء.

وكانت الحكومة السورية قد قسمت قبل سنوات استهلاك الكهرباء إلى فئات وشرائح، فهناك الفئة الصناعية والتجارية والمنزلية. وقسمت الاستهلاك المنزلي إلى شرائح، يكون فيها السعر الأدنى للاستهلاك الأقل.

وفي الزيادة الجديدة قلصت الشرائح، ورفعت سعر الشريحة الأولى التي تصل إلى أربعمئة كيلوواط للساعة إلى خمسين قرشا بعدما كان سعرها يتراوح بين 25 و35 قرشا.

‪مدينة اللاذقية تشكو تكرار انقطاع الكهرباء ورفع أسعارها في الوقت ذاته‬ (الجزيرة نت)
‪مدينة اللاذقية تشكو تكرار انقطاع الكهرباء ورفع أسعارها في الوقت ذاته‬ (الجزيرة نت)

الزيادة الجديدة أثارت غضبا واسعا في الشارع السوري عبرت عنه صفحات التواصل الاجتماعي، لا سيما وأنها أتت متزامنة مع أزمة خانقة في توفير الكهرباء للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

ويؤكد ناشطون من مدينة اللاذقية أن ساعات التقنين تصل إلى خمس مقابل ساعة واحدة من توصيل الطاقة، الأمر الذي دفع أبناء المدينة لتفريغ غضبهم في شتائم وانتقادات للحكومة على قرارها الجديد.

وقال الناشط محمد الساحلي إن الغضب تملّك غالبية سكان المدينة. وأعلنت كثير من الأسر الموالية للنظام أنها لن تدفع فواتير الكهرباء بتسعيرتها الجديدة، في حين لم يعلق المحسوبون على المعارضة على القرار، ولم يبدوا اعتراضا خوفا من تبعات ذلك.

وتشير أرقام مديرية الكهرباء باللاذقية إلى أن 30% من سكان المدينة يستخدمون الكهرباء بشكل غير شرعي، وهذا ما يجعلها تخسر أكثر من 700 مليون ليرة سورية سنويا.

وكانت المديرية قامت بحملة لضبط سرقة الكهرباء الشهر الماضي ولكن "تبين أن الاستخدام غير المشروع يقوم عليه الشبيحة وعناصر الأمن والجيش، ولم تتجرأ المديرية على تغريمهم أو قطع الكهرباء عنهم"، حسب الساحلي.

‪الحرب دمرت قطاعي الكهرباء والمياه في معظم مناطق سوريا‬ (الأوروبية)
‪الحرب دمرت قطاعي الكهرباء والمياه في معظم مناطق سوريا‬ (الأوروبية)

وامتزج غضب السوريين بالسخرية من القرار الجديد، وحفلت صفحات التواصل الاجتماعي بصور الكاريكاتير والتعليقات المتهكمة.

وقال أبو ياسر اللاذقاني ساخرا "مستعدون لدفع أضعاف السعر الجديد رغم ظروفنا الصعبة، فقط اعطونا الكهرباء".

يذكر أن المواطن السوري الذي يعيش في مناطق سيطرة النظام بات يعاني من انخفاض الدخل. وقد انخفضت الليرة أمام الدولار بما يبلغ 600% مما أثر سلبا على القدرة الشرائية للناس.

وقال الموظف الحكومي مسعد برهوم للجزيرة نت إن الناس يعانون من تدني قيمة الليرة "ولم يعد الراتب الشهري للموظف يكفي لإعالة أسرته أكثر من أسبوع".

واستهجن برهوم رفع سعر الكهرباء، وقال ساخرا "ترفع الحكومة أسعار كل المواد الاستهلاكية والغذائية، وعندما يصل الموضوع إلى رفع الرواتب، تدعي الألم في ظهرها وعدم قدرتها على رفع شيء جديد".

يذكر أن النظام فقد أغلب الموارد الاقتصادية السورية لا سيما النفط الذي يتحكم فيه تنظيم الدولة الإسلامية، وبات اقتصاده يعاني من تراكم الديون والخسائر.

ويصرف النظام الأموال المتوفرة على الحرب، ويحث السوريين على تحمل تبعات التدهور الاقتصادي والتقشف "ريثما يتم القضاء على الإرهابيين" على حد قوله.

المصدر : الجزيرة