في ندوة بعمّان: تنظيم الدولة وليد الأزمة السنية

جانب من الحضور
جانب من حضور ندوة بشأن تنظيم الدولة الإسلامية في عمّان (الجزيرة)

توفيق عابد-عمّان

قال الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية حسن أبو هنية إن تنظيم الدولة الإسلامية وليد "الأزمة السنية التي ساهم في بروزها الاحتلال الأميركي  للعراق على أسس عرقية ومذهبية خاطئة، كذلك دكتاتورية نوري المالكي، وهيمنة الشيعة على العملية السياسية وزيادة النفوذ الإيراني وبروز الطائفية والانقلاب على ثورات الربيع العربي".

جاء ذلك في لقاء حواري نظمه منتدى شومان الثقافي في العاصمة الأردنية عمّان مساء أمس الاثنين بعنوان "داعش.. ما قبلها وما بعدها" استعرض فيه مسار تنظيم الدولة وعلاقته بالتنظيمات الجهادية وفي مقدمتها القاعدة.

في بداية اللقاء نبه الكاتب محمد أبو رمان إلى "ضرورة التمييز بين تنظيم الدولة ونموذجه"، مضيفا "الداعشية أصبحت كالفيروس في أوروبا وهناك مئات الأردنيين انخرطوا في تنظيم الدولة، والسلطات الأردنية لم تدع نقطة خروج لهؤلاء الشباب، وأن التجريم والعقوبات ليست الخيار الوحيد".
 
وتحدث أبو هنية عن "هيمنة العراقيين على مفاصل تنظيم الدولة وغياب الجهاديين العرب والأجانب باستثناء أبو حمزة المهاجر، وتطوير المجلس العسكري للتنظيم الحروب الهجينة التي تقوم على أساس تخويف أعدائه وهروبهم، وخلق مشكلة لدول الجوار، وبالتالي يبقى في المنطقة السكان الراغبون أو العاديون"، مضيفا أن "قانون اجتثات البعث والاضطهاد الشيعي وفرق الموت والاحتلال الأميركي كسر الحاجز بين البعثيين والجهاديين الإسلاميين". 

‪أبو هنية‬ (يمين)(الجزيرة)
‪أبو هنية‬ (يمين)(الجزيرة)

ويرى أبو هنية أن "جاذبية تنظيم الدولة تكمن في وجود الاحتلالات وغياب العدالة والديمقراطية والمواطنة وعدم وجود أمل للجيل الجديد، مما جعل التنظيم خيارا لكثير من الحركات الإسلامية، وأبو بكر البغدادي الذي ظهر بزي عباسي يسعى لبناء دولة بين الدولة العصرية والعباسية ولا أحد يستطيع التمرد عليه".

وفي رده على سؤال  للجزيرة نت حول مستقبل تنظيم الدولة قال أبو هنية "مع عدم وجود حل سياسي للمشكلة السنية في العراق وسوريا ووقف قمع النظامين ودكتاتوريتهما ووجود المليشيات الشيعية دون إعطاء المكون السني حقوقه السياسية فسوف يستمر طويلا".
 
وقال إن تنظيم الدولة استقطب خلال السنوات الماضية أكثر من عشرين ألف مقاتل عربي وأجنبي، كما برهن على قوته في مواجهة الجيش العراقي وما يسمى الحشد الشعبي والتمدد رغم وجود تحالف دولي تقتصر إستراتيجيته على عمليات صد واحتواء فقط وليس القضاء على التنظيم، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن تنظيم الدولة عندما سيطر على الموصل انهارت أمامه ست فرق عسكرية عراقية وغنم معدات عسكرية أميركية بقيمة 26 مليار دولار، وفر أمام مقاتليه في الرمادي عشرة آلاف جندي وغنم معدات قيمتها ثلاثة مليارات دولار واستولى على تدمر السورية خلال ثلاث ساعات.

ونفى أبو هنية مسؤولية تنظيم الدولة عن تشريد مسيحيي الموصل، وعزا ذلك إلى "سياسات المالكي فعندما دخل مقاتلوه المدينة لم يجدوا سوى ثلاثين ألفا من بين ثلاثمئة ألف فمن المسؤول؟".

وفي رده على سؤال للجزيرة نت حول خطر تنظيم الدولة على الأردن قال الخبير الإعلامي في الأمم المتحدة الدكتور هشام الدباغ "الخطر على الأردن قائم في المنظور المتوسط وليس البعيد من الخلايا النائمة، وثمة استقطاب كبير جدا لأفكار تنظيم الدولة، خاصة في قوى الاستبداد بالدول العربية، الأمر الذي يدعو بعض الشباب للانخراط في دولة إسلامية قد تحقق مطالبهم في العدالة والتنمية والمجتمع المتماسك".

المصدر : الجزيرة