تقسيم العراق مطروح في السر والعلن

سليم الجبوري / رئيس البرلمان العراقي
رئيس مجلس النواب سليم الجبوري دعا لتقسيم العراق بالتراضي دون إراقة الدماء في حال الفشل بتحقيق المصالحة الوطنية (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

تحت عنوان القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية أو "تقويضها"، لم تعد طروحات تقسيم العراق عبارة عن تحليلات وآراء وتبادل اتهامات على المستوى العراقي الداخلي، بل بات طرح التقسيم مرتبطا بآليات القضاء على التنظيم.

فقد دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى تقسيم العراق بالتراضي دون إراقة الدماء، في حال أخفقت عملية تحقيق المصالحة الوطنية، مشيرا إلى موافقة أغلب الأطراف السياسية على ذلك.

وقال الجبوري -في مقابلة مع قناة فضائية عراقية- إنه "ليس لدينا مشكلة مع تقسيم العراق بالتراضي، وأصوات الدعوة إلى تقسيم العراق تتعالى، وتحظى بقبول واسع في الشارع العراقي".

وحسب الجبوري، فإن أغلب الأطراف السياسية العراقية متفقة على تقسيم البلاد بالتراضي، وأصوات الدعوة للتقسيم وبناء الأقاليم بدأت تتعالى، فلهذا الاقتراح حضور كبير شعبيا وبين الأوساط السياسية، كاشفا عن رغبة أردنية في جمع العراقيين من أجل منع خيار تقسيم العراق.

‪‬ ناجي: العراق على أعتاب التقسيم لعدم اتفاق الكتل السياسية على رؤية لإدارة الدولة(الجزيرة)
‪‬ ناجي: العراق على أعتاب التقسيم لعدم اتفاق الكتل السياسية على رؤية لإدارة الدولة(الجزيرة)

رعاية أميركية
وتقول أطراف سياسية شيعية إن واشنطن بدأت بوضع اللمسات الأولى لإقامة أقاليم السٌنّة في العراق، مشيرين إلى تحركات لشخصيات سياسية سُنيّة لدى الكونغرس الأميركي لتحقيق ذلك المسعى.

وقال النائب عن دولة القانون محمد ناجي للجزيرة نت إن العراق يمر بمنعطف خطير، وهو على أعتاب التقسيم، نتيجة عدم اتفاق الكتل السياسية على رؤية واضحة لإدارة الدولة.

وانتقد النائب تعامل الولايات المتحدة مع الملف العراقي على خلفية استقبالها وزير المالية السابق رافع العيساوي، متسائلا "كيف لدولة ترفع شعار مكافحة الإرهاب وتستقبل مطلوبا للقضاء؟"، فيما اعتبر أن الزيارة تأتي تنفيذا لمشروع تقسيم العراق على أسس طائفية.

وأضاف ناجي أن "الغاية من زيارة العيساوي إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبة جون بايدن وعدد من أعضاء الكونغرس الأميركي، هو إعلان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى إقليما مستقلا مماثلا لإقليم كردستان"، مبينا أن "هذه الزيارة أتت بعد زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بالتزامن مع مشروع الكونغرس الأميركي تسليح العشائر السٌنيّة وقوات البشمركة بمعزل عن الحكومة الاتحادية".

النائب عن الأنبار أحمد عطية يقر بأن هناك قبولا لفكرة تقسيم العراق (الجزيرة)
النائب عن الأنبار أحمد عطية يقر بأن هناك قبولا لفكرة تقسيم العراق (الجزيرة)

قبول شعبي
وقد أكد العيساوي في تصريحات سابقة أنه التقى الرئيس أوباما وبحث معه قضية الحل العاجل للمحافظات السنية في إشارة لما يتم تداوله في البيت الأبيض بتوفير مستلزمات كافية لإقليم الأنبار.

من جانبه قال النائب عن متحدون طالب المعماري للجزيرة نت إن "فكرة انفصال العرب السنة عن العراق أو حتى إقامة إقليم سني غير مطروحة حاليا من قبل السياسيين في الحكومات المحلية للمحافظات الغربية".

لكن النائب عن متحدون التي يتزعمها أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية يقر بأن "أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين واقصاء بعض المكونات والتهجير هي التي ستؤدي إلى تقسيم العراق إلى دويلات".

في السياق يقول النائب عن الأنبار أحمد عطية إن هناك قبولا لفكرة التقسيم، بسبب ما نراه من تصرفات السلطات تجاه بقية الأطراف، وبالتالي ستؤدي إلى قناعة عند المواطن أنه لا يمكن التعايش بين المكونات.

وزير الداخلية محمد سالم الغبان أقر بأن مشاريع التقسيم ما زالت قائمة (الجزيرة)
وزير الداخلية محمد سالم الغبان أقر بأن مشاريع التقسيم ما زالت قائمة (الجزيرة)

وأوضح للجزيرة نت أن "هذا شيء خطير ولا يمكن السكوت عليه، لأن العراق موحد، لكن نحتاج إلى عقلاء القوم وقادة الكتل السياسية بألا يجروا البلد إلى التقسيم وإلى الصراع الداخلي، لأن هذا سوف لا تحمد عقباه".

وحذّر وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان الأسبوع الماضي ممّا أسماه مخاطر تقسيم العراق إلى دويلات. وقال الغبان في بيان صحفي إن "مشاريع التقسيم المشؤومة والنيل من العراق ووحدته ما زالت قائمة".

وأضاف الوزير أنه "حتى لو انتهى وجود المسلحين ستكون هناك استهدافات ومخططات أخرى لتقسيم العراق، ونحذّر الشعب العراقي منها، ويجب التصدي لها".

المصدر : الجزيرة