مبنى البحوث بقبضة مقاتلي المعارضة بحلب
حسن قطان–حلب
وتضم الثكنة خمسة مبان محاطة بأرض زراعية مسورة على مساحة تقدر بكيلومتر مربع واحد، وتعد مركزا لتطوير وإنتاج القطع الحربية والتعديل على الأسلحة والآلات العسكرية، لكن قوات النظام حولتها -كما فعلت مع غيرها من المواقع- إلى ثكنة عسكرية تتجمع فيها قواته وعدد من الآليات الثقيلة.
وتشن فصائل المعارضة السورية المسلحة هجوما واسعا على الجبهات الغربية والشمالية لمدينة حلب، بدءا من حي جمعية الزهراء والمدفعية، وانتقالاً لأحياء الخالدية والأشرفية ووصولاً لحلب الجديدة في خط مواجهة طويل تبدو فيه المعارك شرسة.
وقال القائد العسكري العام لـ"حركة نور الدين زنكي" أبو البشير معارة إن أهمية مباني البحوث تأتي من موقعها الإستراتيجي كإحدى القلاع لقوات النظام في المدخل الغربي للمدينة، والسيطرة عليها تعني انتقال المعارك من محيط المدينة والأرياف إلى داخل الأحياء والتوجه نحو عمق مناطق سيطرة النظام، وهذه نقطة تحول مهمة في المعركة.
وأوضح أن قوات النظام "تكبدت خسائر بشرية فاقت الستين عنصراً إضافة إلى عدد كبير من الجرحى في حين وقع البعض في الأسر، ودمرنا عربة مدرعة ومدفعا من عيار 57 وعددا من السيارات المحملة بالرشاشات، كما غنمنا رشاشات متوسطة والكثير من الذخائر، والمفاجأة الأكبر كانت في عثورنا على أحد معامل تصنيع صواريخ الفيل المحلية الصنع التي يستخدمها النظام بكثرة في قصف المدنيين يوميا".
وتسود حالة من الرعب والقلق مناطق سيطرة قوات النظام، فأصوات القصف والمعارك لا تدع سكان تلك المناطق يشعرون بالراحة لاقترابها بشكل كبير من أحيائهم، وقال حسام الحلبي أحد الناشطين في المنطقة إن "مجموعات الشبيحة تفرض حظرا للتجوال ليلا في بعض المناطق من بينها حي حلب الجديدة، وتنذر باقتراب دخول الإرهابيين (في إشارة لقوات المعارضة) بهدف إخافة أهالي المنطقة".
وتتعرض أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة الثوار لغارات من الطيران الحربي الذي لا يغادر الأجواء، كما شنت المروحيات هجمات بالبراميل المتفجرة على الأحياء ونقاط المواجهات، وتمطر قوات النظام المدينة يومياً بالعشرات من صواريخ "الفيل" المحلية الصنع، ولا تزال أصوات الاشتباكات والقصف تدوي في معظم أرجاء المدينة.