اغتيال بركات يشرع باب القمع الاستثنائي

عدد من المصريين خلال مشاركتهم في جنازة النائب العام المصري هشام بركات
عدد من المصريين أثناء مشاركتهم في جنازة النائب العام المصري هشام بركات (الجزيرة)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

ما أن تأكد نبأ وفاة النائب العام المصري هشام بركات، يوم الاثنين، متأثرا بجراح أصيب بها في تفجير استهدف موكبه، حتى ازدحمت الساحة السياسية والإعلامية بالتحليلات وتوزيع الاتهامات بالمسؤولية عن التفجير.

وحسب بيان صادر عن النيابة العامة المصرية، فإن بركات "لقي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة تم تفجيرها عن بعد"، فيما أعلنت وزارة الصحة من خلال متحدثها الرسمي حسام عبد الغفار أنه توفي "إثر نزيف حاد بالبطن خلال إجراء عملية جراحية".

وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جنازة عسكرية أقيمت اليوم الثلاثاء لبركات، رافقه فيها عدد من المسؤولين والوزراء وقادة الجيش والشرطة المدنية وشيخ الأزهر، إضافة إلى عدد من القضاة وأعضاء النيابة العامة.

وسارع إعلاميون وسياسيون مقربون من السلطات المصرية إلى اتهام جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن الحادث، ووصل الأمر إلى حد تقديم بلاغ يتهم الرئيس الأسبق محمد مرسي بالضلوع في تلك العملية.

عبد الهادي: النظام وراء الحادث لتبرير إجراءاته الاستثنائية المستقبلية(الجزيرة)
عبد الهادي: النظام وراء الحادث لتبرير إجراءاته الاستثنائية المستقبلية(الجزيرة)

اعتقالات مكثفة
وعلى خلفية إعلان حركة تدعى "المقاومة الشعبية بالجيزة" مسؤوليتها عن التفجير على صفحتها بموقع "فيسبوك"، قامت قوات الأمن المصري بحملة اعتقالات مكثفة، أعلنت على إثرها وزارة الداخلية نجاحها في القبض على المسؤول عن الصفحة و40 "إخوانيا" في عدد من المحافظات.

القيادي بجماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي، رأى أن "الأفعال المرتقبة في الأيام القادمة ستكون مؤشرا واضحا للفاعل".

ولم يستبعد رامي في حديثه للجزيرة نت أن يكون الحادث مدبرا من قبل أحد أطراف النظام، وهو ما قد يخسره قطاع من مؤيديه من القضاة ورجال الإعلام والجيش والشرطة".

عمرو عبد الهادي القيادي بجبهة الضمير وعضو المكتب السياسي لحزب غد الثورة، كان أكثر تحديدا حين اتهم النظام بالوقوف وراء استهداف النائب العام "لتبرير الإجراءات الاستثنائية والإعدامات التي سينفذها خلال المرحلة المقبلة".

وأضاف في حديث للجزيرة نت "دائما نقول ابحث عن المستفيد تعرف الجاني، فالسيسي أكمل عاما في الحكم، وهو يعلم بأنه فشل في إدارة الملفات التي وعد بإنجازها".

وأشار إلى التهديدات التي أطلقها السيسي منذ أيام أثناء مشاركته في "إفطار الأسرة المصرية"، حين استحضر تواريخ أحداث شهدت قتل عدد من معارضيه خلال العامين الماضيين.

في المقابل، اتهم ياسر قورة رئيس حزب المستقبل جماعة الإخوان المسلمين بالمسؤولية عن مقتل النائب العام واستهداف موكبه.

وقال في تصريحات له اليوم، إن "جماعة الإخوان هي جناح الإرهاب الرئيسي في مصر، وهي العقل المدبر لكل الجماعات والعناصر الإرهابية الأخرى".

وتابع "كلما خطت مصر خطوه للأمام زادت تلك المحاولات الإرهابية التي تهدف لإعادة البلد إلى الخلف".

‪‬ نافعة: العملية ستؤدي إلى مزيد من الإجراءات الاستثنائية واعتماد الوسائل الأمنية(الجزيرة)
‪‬ نافعة: العملية ستؤدي إلى مزيد من الإجراءات الاستثنائية واعتماد الوسائل الأمنية(الجزيرة)

قمع استثنائي
وفي مؤشرات أولية لما قد تشهده المرحلة المقبلة، توعد السيسي بأن أي حكم بالإعدام أو المؤبد يصدر سينفذ في أسرع وقت. وأضاف في كلمته أثناء تشييع جثمان بركات "يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين.. سنعدلها بما يسمح بتنفيذ العدالة في أسرع وقت ممكن".

وهو الأمر الذي أبدى حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية تخوفه منه، حيث حذر من "تطرف النظام الحاكم في مواجهة معارضيه خلال المرحلة المقبلة".

وأضاف في حديث للجزيرة نت "هذه العملية النوعية ستؤدي إلى مزيد من الإجراءات الاستثنائية واعتماد النظام على الوسائل الأمنية مع كل من يخالفه".

وتخوف نافعة من أن يزيد النظام من "تصلبه في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، وأن يحملها كما اعتاد المسؤولية عن تلك الحوادث". مشددا على أن الأوضاع لن تتحسن إلا بالنظر إلى الأزمة باعتبارها سياسية لا تحتاج إلى حل أمني.

وتابع "ما يقلقني الشباب الذي لم يحمل السلاح بعد، لكنه لا يجد لنفسه حيزا من الحرية، وبات الآن محصورا بين جماعات متشددة ونظام ليس لديه رؤية لاستيعابهم".

المصدر : الجزيرة