العبادي والمالكي.. حرب صامتة ينكرها المقربون

Iraq's Vice President Nouri al-Maliki (L) and new Prime Minister Haider al-Abadi shake hands during the session to approve the new government in Baghdad, September 8, 2014.Iraq's parliament approved a new government headed by Haider al-Abadi as prime minister on Monday night, in a bid to rescue Iraq from collapse, with sectarianism and Arab-Kurdish tensions on the rise. REUTERS/Hadi Mizban/Pool (IRAQ - Tags: POLITICS)
العبادي (يمين) خلف المالكي في رئاسة الحكومة بعد رفض القوى السياسية عودة الأخير إلى المنصب (رويترز-أرشيف)

 أحمد الأنباري-بغداد

تستشعر الأوساط العراقية وجود حرب غير معلنة بين رئيس الحكومة حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي، إلا أن مقربين من الرجلين ينفون ذلك، ويرجعون هذه الأنباء "لآلة إعلامية تحاول خلق الفوضى والمشاكل بين القوى السياسية".

وكان إبراهيم العبيدي، النائب عن اتحاد القوى العراقية، قال -في لقاء تلفزيوني- إن العبادي اتهم سلفه نوري المالكي -والذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس الجمهورية- بمحاولة الإطاحة بحكومته من خلال بث الشائعات التي أشارت إلى سقوط نحو 140 جندياً في حادثة الثرثار بمحافظة الأنبار الشهر الماضي.

وتقول مصادر حكومية عراقية مطلعة، إن "الكتل السياسية الكبيرة في العراق تمتلك عشرات المواقع الإلكترونية لمهاجمة بعضها بعضا، عدا الفضائيات والصحف ووكالات الأنباء التي تديرها بشكل علني ورسمي".

‪جعفر: العبادي والمالكي تربطهما علاقة جيدة‬ (الجزيرة)
‪جعفر: العبادي والمالكي تربطهما علاقة جيدة‬ (الجزيرة)

حملة إعلامية
المصادر التي تحدثت للجزيرة نت أشارت إلى أنه "قبيل الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في العراق نهاية أبريل/نيسان 2014، أسست شخصيات وكتل سياسية مواقع إلكترونية كبيرة، وقامت بعضها باستيراد أجهزة "سيرفر" خاصة للحفاظ على سرية مواقعها".

وتنتشر مئات المواقع الإلكترونية العراقية "المجهولة المصدر"، التي تنشر الأخبار والقصص و"البروفايلات"، دون أن يُعرف أي من العاملين فيها، كما تنتشر مثلها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تُدار من أشخاص مجهولين.

وتتبادل الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الصور والأخبار دون تحديد مصادرها، وتستهدف أغلبها المتصارعين السياسيين في البلاد.

ورغم أن مصادر مطلعة تواجدت في جلسة مجلس النواب السرية التي حضرها العبادي الأسبوع الماضي، أشارت إلى وجود تلميح من قبل رئيس الحكومة العراقية إلى سلفه نوري المالكي، بشأن شن حملة إعلامية ضده؛ فإن نائبين مقربين من الطرفين لم يؤكدا ذلك.

جندي لدى العبادي
النائب عن ائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر -وهو مقرب من المالكي- يقول للجزيرة نت إن "العلاقة بين الطرفين إيجابية، ولم يتطرق العبادي إلى اسم المالكي خلال جلسة البرلمان، وكان حديثه بعيداً عنه".

وأضاف أن "العبادي والمالكي تربطهما علاقة جيدة، وما يخرج في وسائل الإعلام ليس صحيحا، لأن المالكي قال قبل أيام أنا جندي لدى العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية".

‪العلاق: هناك آلة إعلامية تحاول خلق الفوضى والمشاكل بين القوى السياسية وقيادات ائتلاف دولة القانون‬ (الجزيرة)
‪العلاق: هناك آلة إعلامية تحاول خلق الفوضى والمشاكل بين القوى السياسية وقيادات ائتلاف دولة القانون‬ (الجزيرة)

في السياق نفسه، يتهم النائب علي العلاق -المعروف بقربه من العبادي- "آلة إعلامية تحاول خلق الفوضى والمشاكل بين القوى السياسية وقيادات ائتلاف دولة القانون، بغية إرضاء مصالحها، وما يتم الحديث عنه في وسائل الإعلام عار من الصحة".

وتابع أن "العبادي لم يتطرق إلى ما أشيع في وسائل الإعلام عن اتهامات وجهها للمالكي، وهذا غير موجود لا في الاجتماعات السرية ولا في الاجتماعات العلنية، لأن الواقع يقول شيئا آخر، وما يؤكد ذلك العلاقة التي تربطهما حالياً".

خلاف وهوة
وبحسب التصريحات التي أطلقها المالكي، وتمسكه بمنصب رئيس الحكومة بعد الانتخابات الأخيرة، فإن المؤشرات تدل على عدم قناعة المالكي بخلفه الذي وصل إلى سدة الحكم بالطريقة ذاتها التي وصل بها المالكي، وهي التوافقات السياسية.

المحلل السياسي علي التميمي يعتقد بـ"وجود خلافات بين العبادي والمالكي"، ويقول للجزيرة نت إن الاستحقاق الانتخابي كان للمالكي، إلا أن الكتل السياسية لم تمنحه الثقة لتشكيل الحكومة الجديدة، وهذا ما جعله غير راض عن العبادي.

ويضيف أن "هناك مواقع إلكترونية تتبادل اتهامات مجهولة المصدر بين الطرفين وبين أطراف اخرى"، مبيناً أن "العبادي وبعد تسلمه منصبه أعلن عن وجود "فضائيين" (أسماء وهمية) في المؤسسة الأمنية، وهذا مؤشر على وجود فساد في المؤسسة التي كان يديرها المالكي بالوكالة، لكن الاخير رد ونفى ذلك، وهذا ما خلق هوة بين الرجلين".

المصدر : الجزيرة